مخططات ضد الفلسطينيين بعد الحرب على غزة.. هل تتحق؟

بدأت مخططات تصفية القضية الفلسطينية التي تحاك في دهاليز دول غربية تظهر تباعا إلى الساحة، كما تكشفت السيناريوهات التي تهدف إلى تهجير الفلسطينيين من غزة والضفة الغربية والداخل المحتل إلى سيناء والأردن، ولاحقا امتداد الاحتلال الإسرائيلي من النيل إلى الفرات.

وقد كشفت وسائل إعلامية عن بعض تلك المخططات، التي تضع سيناريوهات لما بعد غزة حتى قبل أن يتوقف العدوان على غزة، وتضع الحرب أوزارها، وفي هذا الشأن تبرز وثيقة خطيرة نشرتها صحف أمريكية وعبرية صادرة عن وزارة الاستخبارات الصهيونية غيلا غامليل بتاريخ 13 أكتوبر ومعنوَنة «خيارات متعلقة بالسياسة إزاء سكان غزة المدنيين».

تحمل الوثيقة المسربة ثلاثة خيارات: الأولى أن يبقى سكان غزة في القطاع وتتولّى حكمهم السلطة الفلسطينية. الثانية أن يبقى سكان غزة في القطاع وتقوم فيه سلطة عربية محلية. الثالثة إجلاء السكان المدنيين من غزة إلى سيناء.

وتستبعد الوثيقة الخيارين الأولين بمبرر وجود عدة عيوب تشوبهما، بينما تركز على الخيار الثالث لكونه حسب الوثيقة سوف يأتي بنتائج إستراتيجية إيجابية طويلة المدى ويمكن تحقيقه. فهو يقتضي عزماً من قِبَل القيادة السياسية في مواجهة الضغط الدولي.

وتحدث موقع “العربية نت” عن بحث عدة دول أوروبية خيار تدويل إدارة القطاع بعد الحرب، مقترحة تشكيل تحالف دولي يدير غزة بالتعاون مع الأمم المتحدة. وذكرأن وثيقة أعدتها ألمانيا ووزعتها على عدد من الدول الأوروبية تقترح تولي تحالف دولي تأمين غزة بعد الحرب.

عراب الاحتلال

وفي محاولة من مجلة “إيكونوميست” للتحقق من الخيار الأولى المتعلق بحكم السلطة الفلسطينية للقطاع، قامت بإجراء حوار مع القيادي السابق في حركة فتح محمد دحلان في فيلته بأبوظبي بالإمارات، وسألته حول رؤيته للوضع في غزة بعد الحرب.

وينقل موقع “عربي21” رفض دحلان الاقتراح القائل بأنه بمجرد انتهاء الحرب، يمكن إرسال أي فرد لإدارة غزة، لكنه اقترح فترة انتقالية من عامين وإدارة يديرها تكنوقراط في غزة والضفة الغربية. مما قد يوحد المناطق الفلسطينية بعد أكثر من عقد من الخلافات.

وتضيف “عربي21” أن دحلان يرى بعد هذه الفترة الانتقالية إجراء انتخابات برلمانية وقيام دولة فلسطينية، بدون حدود. ويشدد على أن يسمح لكل الفصائل الفلسطينية بالمشاركة فيها بما فيها حماس. وقال دحلان إن حكم غزة بعد الحرب سيكون صعبا بدون موافقة سكانها.

أما وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن فتنقل عنه “العربي الجديد” تأكيده أن الولايات المتحدة ودولا أخرى تدرس “مجموعة متنوعة من البدائل المحتملة” لمستقبل قطاع غزة إذا عُزِلَت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) عن حكمه.

ونقل “العربي الجديد” عن بلينكن قوله “إذا لم نتمكن من إيجاد “سلطة فلسطينية فعالة ومتجددة”، فهناك ترتيبات مؤقتة غير ذلك قد تشمل عدداً من الدول الأخرى في المنطقة. وقد تشمل وكالات دولية تساعد على توفير الأمن والحكم”.

خيارات سيئة

وعنون ميخائيل ميلشتاين مقالا نشره في صحيفة “يديعوت أحرنوت” العبرية بـ”خيارات حكم غزة بعد تقويض “حماس”.. كلّها سيئة!” وفيه يسرد أربعة خيارات، ناصحا بتلافي الخيارين الأولين المتمثلين في إعادة احتلال القطاع وهو سيناريو تحفّظَ عليه الرئيس جو بايدن علنا، قائلا “مثل هذا الخيار سيكبد إسرائيل ثمنا باهظا، أمنيا واقتصاديا وسياسيا، قد يجعلها تغرق في نموذج محلي يشبه نموذجي العراق وأفغانستان”. 

وأما الخيار الثاني فهو عند ميلشتاين في المقال الذي ترجمته صحيفة “الأيام” الفلسطينية يتمثل في تقويض حُكم “حماس” والخروج السريع من القطاع، بصورة تخلق فراغا سلطويا يستقطب الفوضى وعناصر الجهاد من جميع أرجاء الشرق الأوسط والعالم، قائلا “وهؤلاء سيحاولون تحويل غزة إلى باحة مواجهة مع إسرائيل”.

ويسرد المقال خيارين آخرين، يتمثل الخيار الأول في بذل الجهود لإعادة بسط سيطرة السلطة الفلسطينية على القطاع. قائلا “يتطلب مثل هذا الخيار في المرحلة الأولى، تخلّي إسرائيل عن تصوُّرها السخيف الذي يفترض أن السلطة هي عدوّ أسوأ من “حماس”.

ويتمثل البديل الآخر، حسب ميلشتاين، في خلق منظومة حُكم سياسية تعتمد على جهات محلية في القطاع (رؤساء البلديات، والعشائر، والشخصيات العامة البارزة)، بمشاركة مسؤولي السلطة الفلسطينية، وبدعم خارجي واسع النطاق، خصوصا من الجانب المصري. لكنه يرى كل هذه الخيارات سيئة. 

مجرد وهم

أما الكاتب ياغيل ليفي، فيكتب في صحيفة “هارتس” تحت عنوان “إسقاط «حماس» .. مجرد وهم إسرائيلي”، أن التفكير في أن السلطة الفلسطينية تستطيع قبول تحمُّل مسؤولية قطاع غزة لا يستند إلى أساس صلب، قائلا “فإسرائيل أضعفت السلطة كثيرا، والسلطة الفلسطينية يمكن أن تنهار في الضفة أيضا كما انهارت في غزة، بعد انسحاب إسرائيل في سنة 2005، ولا يمكن الاعتماد عليها”.

وفي المقال الذي ترجمته صحيفة “الأيام” الفلسطينية، يرى أن تغيير النظام في غزة واحتلالها، من الصعب فهم هذه الخطوة، قائلا “فجميع المحاولات في العالم خلال العشرين عاما الماضية، والهادفة إلى تغيير النظام من الخارج كما حدث في العراق وأفغانستان وليبيا، فشلت فشلاً ذريعاً، بل ساهمت في حروب أهلية”.

ومقابل ما سبق، يبقى خيار أهل الأرض البقاء عليها والتمسك بها والانتصار على المحتل، وفي هذا السياق ورد على لسان أبو عبيدة الناطق الرسمي لـ”كتائب عز الدين القسام” في رسالة إلى قادة الاحتلال قائلا إنه “يبشر نتنياهو وأركان حربه أنهم سيجثون على الركب في نهاية المعركة، والحرب في غزة ستكون نهايته السياسية”.

موقع الإصلاح

أخبار / مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى