الحسين الموس: من طلَّق بغير حاجة مُلحة فقد خالف القصد الشرعي من الزواج

أوضح الدكتور الحسين الموس رئيس مركز المقاصد للدراسات والبحوث، أن من أول ما ينبغي الالتفات إليه بصدد معضلة الفرقة والاستقرار الأسري أن يُعرّف الأزواج مكانة وقدسية عقد الزواج، وأنه ليس عقدا مدنيا فقط؛ بل هو قبل ذلك وبعده عقد شرعي يُتعبد الله به، وبما يتأتى منه من نسل وبنين وحفدة.

وأضاف، ومن نظر في بعض عقود الزواج التي يوثقها السادة العدول، يجد الإشارة الصريحة إلى هذا المعنى، وقد سماه الله تعالى بالميثاق الغليظ: {كَيْفَ تَأْخُذُونَهُ وَقَدْ أَفْضَى بَعْضُكُمْ إِلَى بَعْضٍ وَأَخَذْنَ مِنْكُمْ مِيثَاقًا غَلِيظًا}.

وأضاف الموس في مداخلته خلال الندوة الوطنية حول “ظاهرة الطلاق في المغرب: النوازل، المقاربات، الحلول المقترحة”، التي نظمها مركز الدراسات الأسرية والبحث في القيم والقانون، يوم الأربعاء 24 أبريل 2024 بكلية العلوم والقانونية والسياسية جامعة الحسن الأول بمدينة سطات، أن الشريعة الإسلامية أباحت الطلاق إباحة حاجية، لكنها ضمنيا تُنفّر منه لأنه خلاف الأصل، يدل على ذلك أن الآيات الواردة في الطلاق تبتدئ في الغالب “بإذا” الشرطية المشعرة بأن الطلاق خلاف الأصل الذي هو قوله تعالى:﴿ ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة ﴾، مشيرا أن المكلف يقصد الزواج طلبا للعصمة والتماسا للثواب، فمن طلق بغير حاجة مُلحة فقد خالف القصد الشرعي من الزواج.

وأكد المتحدث أن مما يعين على حفظ استقرار الأسرة والوقاية من الفرقة أن يتحلى طرفي العقد ببعض القيم والمقاصد التي شرع لأجلها الزواج، وأن يحرصا عليها طيلة الحياة الزوجية ومن ذلك إقامة العلاقة الزوجية على الرحمة والمودة والسكينة، كما أن سعي الزوجين لقيام بواجبيهما ومعرفة حقوقهما على بعض يعين على حفظ الأسرة مما يهدد استقرارها، مشيرا إلى أن يتسامح فيما قصر فيه الشريك، بالإضافة إلى مراعاة العمرية واحتياجاتها، والوفاء بين طرفي العقد والابتعاد عن الخيانة، والعمل على إزالة الأسباب المادية المتسببة في الخلاف والنزاع يقوة العلاقة الزوجية ويحميها من المشاكل الكبيرة.

وركز المحاضر في الشق الثاني من مداخلته على الآليات الخارجية المرتبطة بالمؤسسات والفضاءات الأخرى، حيث أكد على أهمية الأسرة الممتدة، بالإضافة إلى مؤسسات التنشئة الاجتماعية وجمعيات المجتمع من قبيل مؤسسات الوساطة الأسرية مع ضرورة وجود خبراء في علم النفس والاجتماع.

وفيما يتعلق بالآليات القانونية، نبه الموس إلى أهمية القانون في حماية الأسرة من الطلاق، بعد أن أظهرت كثير من الدراسات على بعض جوانب الخلل التي أسهمت في رفع وتيرة الطلاق ومنها: الفتح التلقائي للشقاق دون طلب المعني ( التعدد، رفض الرجعة،..)، مسطرة الشقاق وسهولتها، وآليات الصلح وعدم نجاعتها، مشيرا إلى أهمية الإعلام ودوره في حفظ الاستقرار الأسري عبر نشر الموائد المستديرة واللقاءات مع الخبراء، ومراقبة الأفلام والمسلسلات، بحيث يمنع بث تلك التي تشجع على الفرقة وتغري الأطراف بها، واستكتاب من يقومون بأفلام ومسلسلات تكرس الألفة ورأب الصدع.

موقع الإصلاح

أخبار / مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى