المقاصد الأساسية لحركة التوحيد والإصلاح

إن مشروعنا الدعوي والتربوي والإصلاحي عريض ومتسع سعة الآمال التي تتعلق بها همَّة المسلم، وتتنوع بها انشغالاته، وتصبو إليها الأمة الإسلامية، وتتشوف إليها الإنسانية برمتها. وعليه فإن مقاصدنا هي مقاصد كل مريدٍ لخير البلاد والعباد في المعاش والمعاد، وهي مقاصد كل خادم للإسلام بتوسط واعتدال، وهي مقاصد كل محب لخير بني الإنسان وساع في تحقيق سعادتهم.

غير أن هذه المقاصد تترتب وتتراكب بحسب أولويتها وأهميتها بالنسبة إلى مشروع حركة التوحيد والإصلاح؛ كما أنها مقاصد تنضوي تحتها مقاصد أخرى لا تقل أهمية ولكنها مندرجة منطقيا ومنهجيا في هذه التي نذكرها ونؤكد عليها باعتبارها مقاصد أساسية لا يجوز إغفال ذكرها أو تجاوزها.

وقد حددنا مقصدنا الأساسي في: إقامة الدين، ومقاصد أخرى تتفرع عن هذا الأصل الكبير. وبيانها فيما يأتي:

أولا: مقصد الإسهام في إقامة الدين

إنّ أول مقاصدنا هو مقصد إقامة الدين وتجديد فهمه والعمل به والتزامه. وهو الأساس الذي من أجله كانت حركة التوحيد والإصلاح، والأصل الذي تتفرع عنه مقاصدها وتترسم به مناهجها، وهو أجمع لفظ يعبر عن أهدافها. ونقصد به المعنى المذكور في قول الله تبارك وتعالى: (شَرَعَ لَكُم مِنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحًا وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى أَنْ اَقِيمُوا الدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ كَبُرَ عَلَى الْمُشْرِكِينَ مَا تَدْعُوهُمُو إِلَيْهِ اللهُ يَجْتَبِي إِلَيْهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَنْ يُنِيبُ)(الشورى 11). فإقامة الدين دون التفرق فيه هدفٌ جامع ودائم التقت عليه رسالات الأنبياء، وتلتقي عليه الدعوات الإصلاحية التي تخلفهم في رسالتهم.

وإقامة الدين تعني إقامة أركانه وأخلاقه وعباداته ونظمه وقوانينه. فكل ما جاء به الوحي؛ أو دل عليه؛ أو أرشد إليه؛ داخلٌ فيما تجب إقامته من الدين، وذلك على المستويات الفردية والجماعية، وجوانب الحياة كلها. إنه مقصد شامل لكل جوانب الحياة الفردية والجماعية.

وتأتي أهمية هذا المقصد عند حركة التوحيد والإصلاح لكونه مقصدا جامعا، وأيضا لما يمثله من منعطف هام في التفكير الحركي الإسلامي. وقد كان لحركة التوحيد والإصلاح اجتهادها المتمثّل في الانتقال من التركيز على مطلب “إقامة الدولة” باعتباره هدفا عاما كبيرا ما زال المقصد الأكبر لدى كثير من التجارب الحركية الإسلامية، إلى اعتبار مقصد “إقامة الدين” الأساس السليم والأصل الجامع الذي يجب أن يكون عليه مدار العمل، وأن يشكل قطب المشروع الإصلاحي الإسلامي الذي تنبثق منه مختلف الأهداف والمطالب.

1. إقامة الدين على مستوى الفرد:

إن من أوكد ما نسعى إليه في حركة التوحيد والإصلاح، ونعتبره من أولى أولوياتنا، وأوكد واجباتنا، إقامة الدين على المستوى الفردي. فعلى الإنسان وسعادته وهدايته يكون مدار الأمر كله. وإنما بعث الله الرسل والأنبياء وأنزل الكتب وفصّل الرسالات من أجل سعادة الإنسان في الدارين، وهدايته إلى التي هي أقوم، وتعريفه بمهمته الكبرى التي من أجلها خلقه الله تبارك وتعالى. كما أن الدعوة إلى الله عز وجل، وسبيل الإصلاح الذي نسير فيه، إنما يقوم أول ما يقوم على رجال ونساء صالحين ومؤمنين ملتزمين؛ وعلى قوم يجتهدون لإقامة الدين في أنفسهم أوّلا قبل أن يتشوفوا إلى دعوة غيرهم والعمل على إقامته في دنيا الناس. وقد لخصت سورة العصر صفات هذا الفرد، فذكرت أربع صفات ترسم بمجموعها ملامح هذه الشخصية التي يريدها الإسلام، ونسعى إلى إخراجها وتكوينها في أنفسنا وفي غيرنا، قال تعالى : (وَالْعَصْرِ، إِنَّ الاِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ، اِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ)(العصر1-3). وإن عملنا الأساس في حركة التوحيد والإصلاح متعلق ببناء الإنسان عقلا وقلبا وسلوكا بما يجعله صالحا مصلحا في محيطه وبيئته، ويؤهله لحمل أمانة الدعوة، والاضطلاع بالدور الرسالي كما لخصته رؤية حركة التوحيد والإصلاح ورسالتها.

2. إقامة الدين على مستوى الأسرة:

إننا نعتبر الأسرة مؤسّسة لها حرمتها ومكانتها السامية المنبثقة من الميثاق الغليظ الذي يجمع بين الرجل والمرأة، والذي يجب أن تُصان حقوقه وشروطه، وتقام أحكامه، وما يترتب عن ذلك من تكاثر وقرابات وارتباطات اجتماعية واجبة الرعاية والتعظيم، مستمدين ذلك من روح الإسلام الذي أعلى من شأن الأرحام، وجعلها معلقة بعرش الرحمان كما جاء في الحديث الشريف عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «الرَّحِمُ مُعَلَّقَةٌ بِالْعَرْشِ تَقُولُ مَنْ وَصَلَنِى وَصَلَهُ اللَّهُ وَمَنْ قَطَعَنِى قَطَعَهُ اللَّهُ»([1]). وقد جمع الله تعالى بين الإفساد في الأرض وقطع الأرحام، فقال: (فَهَلْ عَسِيتُمُو إِنْ تَوَلَّيْتُمُو أَنْ تُفْسِدُوا فِي الاَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ)(محمد 23). ولذلك لم يكن بدعا أن نجد تفصيلا كبيرا في الأحكام التشريعية لديننا الحنيف تحتفي غاية الاحتفاء بشؤون الأسرة وما يدخل في إطارها، فجاءت بنظام غاية في الحكمة والرحمة؛ ضمانا للإسعاد، وتحرزا من الشقاء والإفساد. ولذلك فنحن في حركة التوحيد والإصلاح، إيمانا منا بالأهمية البالغة للأسرة في حفظ الدين والخلق، وحفظ الفرد والمجتمع، وفي توفير الأمن والاستقرار والسكينة والمودة والرحمة، فإننا نجعل من مقاصدنا الأساس والمحورية: الحفاظ على الأسرة ورسالتها، والعمل على تحسين وتفعيل وظائفها الاجتماعية والتربوية والدعوية.

ولا نألو جهدا بالأصالة عن أنفسنا، ومن خلال شراكاتنا مع محيطنا الخاص والعام في تسخير طاقاتنا للإصلاح من شأن الأسرة، وتوعية الناس بالمنهج الرباني العظيم الذي يضمن رشادها وسدادها واستقرارها وأمنها. واعين بالتحديات القائمة أمامها اليوم تصوريا وقانونيا وثقافيا واجتماعيا. وبالنظر إلى كون المرأة تمثل -باعتبارها زوجة وأما- الركن الركين لمؤسسة الأسرة، فإن تحسين أوضاع المرأة طفلة وفتاة وزوجة وأُما، يعد شرطا ضروريا لإقامة الدين على مستوى الأسرة. وهو أمر نقدره كامل التقدير، ونسعى لإيلائه ما يستحقه من عناية ورعاية.

إن إقامة الدين على مستوى الأسرة هي مسؤولية أفرادها أولا في مراعاة حدود الله في علاقاتهم، والقيام بواجباتهم فيما بينهم، ويقتضي أيضا العمل على عدة ثغور أهمها: التوعية بأهمية الأسرة وبرسالتها ووظائفها، والتعريف بأحكام الإسلام وآدابه المتعلقة بها، والعمل على ترجمة ذلك كله إلى عمل وتطبيق. والتوعية بالمخاطر والتحديات التي تتهدد الأسرة ورسالتها وقيمها ونظامها، ومواجهة تلك المخاطر بكل وسيلة ممكنة. ثم العناية بالمرأة في جميع مراحل عمرها، والعمل على تحسين أوضاعها، تعليما وتربية وتثقيفا وتوعية، وصيانة كرامتها وحقوقها، ورفع كل أشكال الحيف والتهميش والابتذال والاستغلال التي تتعرض لها، سواء باسم التقاليد والمحافظة، أو باسم التقدم والمعاصرة، أو بدوافع شهوانية أو أغراض تجارية. والمحافظة على العمل بالقوانين المستمدة من الشريعة الإسلامية في مجال الأسرة، ودعمها وإغناؤها بالاجتهادات الإسلامية الأصيلة والمستوعبة لتطورات المجتمع واحتياجاته. والعناية بالأطفال واحتياجاتهم، تربية وتعليما وتحصينا من عوامل الفساد والانحراف، لأن في هذه العناية عونا للأسرة على تماسكها وتكميلا ودعما لرسالتها.

3. إقامة الدين على مستوى المجتمع:

أما على المستويات المجتمعية الأخرى، فإننا واعون بعمق التحولات القيمية والثقافية والاقتصادية والاجتماعية الجارية فيها، وما تقيمه من تحديات أمامها. ونعتبر أن جزءا مما تعانيه مجتمعاتنا يجد أصله في بعدها عن تمثل قيم الإسلام تمثلا صحيحا، والالتزام بوصايا القرآن التزاما متينا؛ غير نافين عن قومنا نسبهم الإسلامي، ولا عمق التدين فيهم، ولا مقدار استجابتهم لله ورسوله إذا دعاهم لما يحييهم. إننا نسعى إلى مجتمع مؤمن يقوم على أساس تعاليم الإسلام السمحة وتسود فيه قيم الأخوة والتراحم كما أوصانا بها القرآن، وتشيع فيه النصيحة والتواصي بالحق والصبر والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ويُتَشَبَّث فيه بقيم العدل والحرية والمساواة.

ويستتبع مقصد “إقامة الدين” بالضرورة بعدا إصلاحيا. فالدين كما نفهمه لا يكون تام التحقق إلا في إطار شروط ثقافية واجتماعية وحضارية معينة. فلا تحقُّقَ معتبرا لإقامة الدين دونما انعتاق من مخلفات عصور الانحطاط القاعدة بالأمة دون تمام تمثل رسالتها في زمانها؛ ولا تحقُّقَ مكتملا لإقامة الدين دونما تخلص من بقايا الاستعمار وآثاره المتلفة لشخصية الأمة وهويتها وثرواتها المادية والمعنوية.

إن الصحوة من هاتين الآفتين: آفة الاستلاب لمخلفات عصور الانحطاط، وآفة الاستلاب لبقايا الاستعمار بشتى أنواعه، وهي المهمة التي اضطلعت للقيام بها حركات التجديد الإسلامي المعاصرة، ومن بينها حركة التّوحيد والإصلاح، تستلزم عملا مشاركا في ميادين الحياة الاجتماعية والثقافية والسياسية. ولذلك اتخذت حركتنا الإصلاحَ مقصدا من مقاصدها، وجعلت شعارا لها الآيةَ الكريمة: (إِن اُرِيدُ إِلَّا الاِصْلَاحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِيَ إِلَّا بِاللهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ)(هود 88).

والإصلاح بالنسبة لحركة التوحيد والإصلاحِ ركنٌ ركينٌ في هويتها، وملمحٌ مكينٌ في مشروعها العام. ونقصد بالإصلاح مجموع الجهود النظرية والعملية، التربوية والإشعاعية، الفردية والجماعية، الثقافية والاجتماعية والسياسية… التي تبتغي تقويم أحوال مجتمعٍ مّا في شتى جوانبه المادية والمعنوية، طلبا لأمنه واستقراره، وتقدمه وازدهاره؛ مما لا يسعد الأفراد ولا تنهض المجتمعات ولا يكون شهود إلا به.

ونحن حين نرفعه مقصدا من مقاصدنا الأساسية، فذلك باعتبارنا طرفا من الأطراف المساهمة فيه، ورافدا من روافده التي نسأل الله تعالى أن تتعاون من أجل إخراج مجتمع فاضل قائم واعٍ بهويته الحضارية، وما أنيط به في إطارها من مهمة الشهود والتبليغ عن الله وعن رسوله صلى الله عليه وسلم، وقبل ذلك الالتزام بما جاء به هذا الوحي الأمين.

ويتسع مقصِدُنا الإصلاحي ليستوعب جوانب متعددة من عناصر اجتماعنا. فنحن نقصد إلى إصلاح مجتمعنا تربويا وإيمانيا، ونقصد إلى إصلاح مجتمعنا فكريا وثقافيا، ونقصد إلى إصلاح مجتمعنا مدنيا وسياسيا:

  • فعلى المستوى التربوي والإيماني: نرى في حركة التوحيد والإصلاح أنَّ إشاعة نفَس التزكية والاستقامة في المجتمع مدخل هام للإصلاح. وقد نقلت إلينا بعض المصادر التاريخية كيف أتى على المسلمين في كثير من البلاد الإسلامية حين من الدهر زادت نسب الاستقامة والتقوى، وقلّت بينهم أسباب الشقاء والخصومات والمنازعات، حتى أوشكت دواوين القضاء أن تفرغ إلا من العاملين بها. وهذا ليس بمستبعد، فثمة سنن اجتماعية نراها اليوم في بعض البلاد التي أخذ بأسباب الاستقامة والنظام أهلُها، حتى قلّت بينهم الجريمة وشاع الأمن والأمان. وهذا أمر مشاهد في زماننا؛ تتفاوت فيه البلدان التي أخذت بأسباب الحضارة في رقيها المدني بحسب أخلاق أهلها واستقامة مواطنيها، دونما حاجة إلى زجر من القانون أو ردع من السلطة. وذلكم ما تسعى إليه التربية الإيمانية. فالمسلم كما عرّفه رسول الله صلى الله عليه وسلم مَن سلم المسلمون من لسانه ويده. والله تعالى يقول في كتابه العزيز: (وَلَوَ اَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِم بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالاَرْضِ وَلَكِن كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُم بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ)(الأَعراف 95).
  • أما على المستوى الثقافي والفكري: فنعتبر أن المشكلة الثقافية والفكرية تقع في القلب من مشكلاتنا الحضارية بشكل عام. فالثقافة هي المفتاح المفضي إلى عقول الناس وقلوبهم؛ إذ لا سبيل إلى إصلاح واقعهم إلا بإصلاح مسالكهم في كل مناحيها، ولا سبيل إلى هذا إلا من طريق العقول والقلوب. وبنفس المعيار فإن الفكر هو مجموع التصورات التي ترسم فكرتنا عن العالم من حولنا، وكل إصلاح لا يأخذ في حسبانه الرافد الفكري لا بد مفض إلى الطريق المسدود.

إن إشكالاتنا التنموية على كل صعيد مرتبطة ارتباطا وثيقا بإشكالاتنا الثقافية الفكرية. ولذلك فحركة التوحيد والإصلاح تُولي هذا المجال أهمية قصوى، وترصد له بحسب طاقتها ما تستطيع من موارد، إيمانا منها بأن مشكلة الثقافة والفكر تمثلان بؤرة لمختلف المشكلات، وأن الإصلاح الثقافي والفكري من أهم المداخل للإصلاح الشامل الذي نتوخاه.

  • أما على المستوى المدني والسياسي: فإن مشاريع الدعوة والإصلاح لابد فاعلة في هذين المجالين متفاعلة معهما، ولا يتصور أن يكون مشروع إصلاحي منقطعا عن رهانات مجالاته المدنية وسياقاته السياسية، وإلا كان نوعا من المثالية المفرطة التي لا تصلح للتدافع الذي ندب إليه القرآن العظيم في قوله تبارك وتعالى: (وَلَوْلَا دِفَاعُ اللهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَفَسَدَتِ الاَرْضُ وَلَكِنَّ اللهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعَالَمِينَ)(البقرة 249). وقوله عز من قائل: (وَلَوْلَا دِفَاعُ اللهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَهُدِمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللهِ كَثِيرًا وَلَيَنْصُرَنَّ اللهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ)(الحج 38).

ونحن نعتبر المجال المدني مجالا نشارك فيه بأعمالنا المختلفة، ونسعى من وراء ذلك إلى التكامل مع الناشطين في المجالات الإصلاحية الأخرى.

كما أننا نساهم في المجال السياسي من خلال موقعنا المدني، بحيث نشارك في النقاشات العمومية التي تمس قضايا المواطن والوطن والأمة، وفي النقاشات الدستورية والحقوقية، ونمارس دورنا في تأطير مجتمعنا ولفت انتباهه إلى ما نراه دافعا بعجلة الإصلاح إلى الأمام، ونشارك الجميع في تعبئة طاقاتنا خدمة لقضايانا الوطنية والإسلامية والإنسانية الكبرى.

4. إقامة الدين على مستوى الدولة:

ولا يمكن القيام بكفاية هذا المقصد دون الاهتمام بوحدة الوطن واستقراره، ودور الدولة في ذلك. ولما كانت الدولة في مفهومها الحديث قد صارت مكونا رئيسا في تشكيل ملامح المجتمع بشتى طبقاته، فإنه لا يعزب عن مقاصدنا في هذا الباب أن نجعل للدولة نصيبا منه لهذا الاعتبار. فنحن من موقعنا المدني ونشاطنا المجتمعي في مجال الدعوة والإصلاح، نحرص على أن تكون مؤسسات دولتنا وسلطاتها التشريعية والتنفيذية والقضائية، وأنظمتها القانونية والإدارية، وقبل ذلك دستورها، فيها استلهام لروح الإسلام وهديه، وحفظ لمبادئه ومقاصده الكبرى، خصوصا فيما يختص بالنظام الذي يجمع أفراد الناس والسلطة التي تمثلهم، أي بالدولة. ولذلك نرى أنه من واجبنا في إطار إقامة الدين على هذا المستوى أن نولي السياسات العامة للدولة جزءا من اهتمامنا، وأن نساهم مع الجميع في تثبيت سيادتها ووحدتها الترابية وتعزيز وحدتها الوطنية؛ وكل ذلكم في غير ما تداخل مع المجال السياسي بمعناه الحزبي الخاص، وهو ما نزيده تفصيلا فيما سميناه بمداخل الإصلاح.

ومما تعتز به حركة التوحيد والإصلاح أن هوية الدولة المغربية يتبوأ فيها الدين الإسلامي موقع الصدارة ويشكّل لحمتها التـي يجتمع المغاربة حولها.

وهو ما ترسخ في كل الدساتير بما فيها دستور عام2011م الذي وقع التنصيص فيه على أن “المملكة المغربية دولة إسلامية ذات سيادة كاملة، متشبثة بوحدتها الوطنية والترابية، وبصيانة تلاحم مقومات هويتها الوطنية، الموحدة بانصهار كل مكوناتها، العربية-الإسلامية، والأمازيغية، والصحراوية الحسانية،… كما أن الهوية المغربية تتميـز بتبوإ الدين الإسلامي مكانة الصدارة فيها…”، وعلى أن الأمة تستند”… في حياتها العامة على ثوابت جامعة، تتمثل في الدين الإسلامي السمح، والوحدة الوطنية متعددة الروافد، والملكية الدستورية، والاختيار الديمقراطي”، وعلى أن “الإسلام دين الدولة، والدولة تضمن لكل واحد حرية ممارسة شؤونه الدينية”.

هذه التأكيدات المتتابعة المتلاحقة، تجعل على عاتق حركتنا صيانتها وتعزيزها، بما يضمن إقامة الدين على مستوى الدولة بتحقيق المصالح ودفع المفاسد.

5. إقامة الدين على مستوى الأمة ومناصرة القضايا الإنسانية العادلة:

أ ـ إقامة الدين على مستوى الأمة:

وكما سبق لنا بسطه في حديثنا عن مبدأ “الرسالية”، فإن كل من آمن بالإسلام واتبعه صارَ أخا للمسلمين كافة، له ما لهم وعليه ما عليهم، ينتمي إليهم ويمثل جزءا منهم، يهتمون بشأنه ويهتم بشأنهم، يسره ما يسرهم ويضره ما يضرهم. وإذا كان المنطق السليم يقتضي تركيز الاهتمام والعناية بالأقرب فالأقرب، ثم الذين يلونـهم، ثم الذين يلونـهم، ثم الأبعد فالأبعد، فإن هذا لا ينفي وجوب اهتمامنا بشؤون المسلمين أينما كانوا، فأمة الإسلام لا يحدها تاريخ ولا جغرافية، ومن لم يهتم بأمر المسلمين فليس منهم. وعليه، فإن اهتمامنا بإقامة الدين على مستوى مجتمعنا ووطننا، وإعطاءنا الأولوية لذلك، لا يلغي اهتمامنا وسعينا لإقامة الدين على مستوى الأمة، وذلك بتقديم ما نستطيعه لدعم إقامة الدين على صعيد الأمة والدفع بها إلى الأمام، فالمسألة مسألة مبدأ وتوجه، قبل أن تكون مسألة قدرة وتأثير، وعلى هذا الأساس فنحن نتبنى التواصل والتشاور والتعاون مع المسلمين عامة، ومع العاملين لإقامة الدين خاصة أينما كانوا، ودعمَ ونصرةَ المجهودات المبذولة في أي مكان لرفع مستوى التدين والالتزام بالإسلام.

ب ـ مناصرة القضايا الإنسانية العادلة:

إننا نعتبر أن للمسلم واجبا نحو أخيه الإنسان متساميا على الاختلاف العقدي والديني؛ وأن من تمام حسن إسلامنا أن نناصر المستضعفين والمظلومين في الأرض ما وسعنا أمرنا. وهو ما يقتضي من باب أولى حمل همّ قضايا الأمة الإسلامية ومناصرتها، وعلى رأسها قضيتنا العربية والإسلامية الأولى المتمثلة في القضية الفلسطينية، وكذا العمل على تحسين أوضاع المسلمين في كل مكان؛ إذ تتعلق بذلك مصائرها، وترتبط بها مصالحها؛ وهو من مقتضيات الإيمان ومستلزمات إقامة الدين وإصلاح المجتمع.

والشعب المغربي شعب مسلم وجزء لا يتجزأ من الأمة الإسلامية؛ والمسلمون مهما تباعدت أقطارهم واختلفت ألسنتهم ولغاتهم ولهجاتهم وتعددت أعراقهم؛ تجمعهم الرابطة الإيمانية والأخوة الإسلامية؛ قال تعالى: (وَأَنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمُو أُمَّةً وَاحِدَةً)(المؤمنون 53)، وقال عز وجل : (إِنَّمَا الْمُومِنُونَ إِخْوَةٌ)(الحجرات 10)، ولذلك تؤمن حركتنا بوجوب التضامن والتناصر بين المسلمين وخاصة مناصرة الشعوب الإسلامية المنكوبة والمعتدى عليها، كما تؤمن الحركة بحق الشعوب المحتلة في مقاومة الاحتلال والعدوان، وتؤمن بوجوب نصرة الشعوب المظلومة في العالم بغض النظر عن عقيدتها ودينها.

لقد أعلن الإسلام على لسان رسوله محمد صلى الله عليه وسلم ومن خلال أوائل ما نزل عليه من القرآن الكريم عن البعد الإنساني لرسالته، وذلك في قوله تعالى: (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ)(الأنبياء 106). فالإسلام لم يأت من أجل قضية وطنية أو عرقية أو إقليمية، وإنما كان خطابا للإنسانية جميعا. ولقد جعل القرآن من مقاصد الجهاد رفعَ المعاناة عن المستضعفين في جميع البلاد والأمصار، قال سبحانه: (وَمَا لَكُمْ لَا تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا وَاجْعَل لَنَا مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا وَاجْعَل لَنَا مِنْ لَدُنْكَ نَصِيرًا)(النساء 74). ولم يقصر الإسلام نصرته على المستضعفين من المسلمين، بل جعل من حماية العزل والمسالمين والنساء والشيوخ والأطفال والرهبان المنقطعين في أديرتهم أحد الأسباب التي تشرع الجهاد، وصورة من صور نصرة الله. فأدخل دُور عبادة غير المسلمين ضمن ما يشمله دفاع الله الناس بعضهم ببعض فقال: (وَلَوْلَا دِفاعُ اللهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَهُدِمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللهِ كَثِيرًا وَلَيَنْصُرَنَّ اللهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ)(الحج 38). ومقولة الصحابي الجليل ربعي بن عامر مشهورة في هذا المقام إذ يقول: «جئنا لنخرج الناس من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد، ومن جور الأديان إلى عدل الإسلام، ومن ضيق الدنيا إلى سَعَة الدنيا والآخرة»([2]). وقد ذكر النبي صلى الله عليه وسلم حلف الفضول فقال: «لَقَدْ شَهِدْتُ فِي دَارِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جُدْعَانَ حِلْفًا مَا أُحِبُّ أَنَّ لِي بِهِ حُمْرَ النَّعَمِ وَلَو أُدْعَى بِهِ فِي الإِسْلاَمِ لأَجَبْتُ»([3])؛ فقد كان حلفا على نصرة المظلوم وإغاثة اللهفان، وغيرها من المعاني السامية، وأقرّه الرسول صلى الله عليه وسلم لما تضمنه من نصرة لقضايا عادلة بغض النظر عن عقيدة المظلوم.

انطلاقا من هذه الرؤية فإنَّ حركتنا تلتزم بنصرة القضايا العادلة سواء تعلق الأمر بالمظلومين والمستضعفين من كل أرجاء المعمور، أو تعلق بالقضايا التي ينصرها العقلاء من الأمم الأخرى مثل قضايا العدل بين الشعوب ورفض استعمارها أو استغلالها، وقضايا البيئة، وتجريد دول العالم كلها بدون تمييز من أسلحة الدمار الشامل، والحفاظ على حسن الجوار بين الدول والأمم، وغيرها من القضايا العادلة.

وتبقى قضايا الأمة الإسلامية وأبنائها في القلب من ذلك كله؛ فقد قال رسول الله عليه وسلّم: «مَثَلُ الْمُؤْمِنِينَ فِي تَوَادِّهِمْ وَتَرَاحُمِهِمْ وَتَعَاطُفِهِمْ مَثَلُ الْجَسَدِ إِذَا اشْتَكَى مِنْهُ عُضْوٌ تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ الْجَسَدِ بِالسَّهَرِ وَالْحُمَّى»([4]). وليس يليق بأمة الإسلام أن تنهشها صنوف الآفات ولا نتحرك بما نستطيع لنجدتها ونصرتها. فثمة قضايا كبرى لأمتنا تستأثر بعظيم اهتمامنا، وعلى رأسها قضية الأقصى المبارك وفلسطين، وما تعانيه عدد من البلدان الإسلامية من التدمير الممنهج والحروب المستمرة، والتفرقة التي تنخر في عناصر الوحدة الإسلامية؛ ناهيك عما تحتاجه بلداننا الإسلامية المختلفة من تنمية اقتصادية واجتماعية وسياسية تواجه بها الفقر والجهل والمرض والظلم والفساد والاستبداد.

ولا تقتصر القضايا الإنسانية التي نسعى وندعو إلى مناصرتها على القضايا ذات البعد السياسي العالمي، بل نحن مطالبون أيضا بالاهتمام بالقضايا ذات الطابع الاجتماعي والحقوقي والثقافي والقيمي. كقضايا الحريات العامة؛ وتوزيع الثروات؛ وسؤال التنمية المستدامة في بلدان العالم الثالث؛ وحماية الأسرة؛ والعناية بالمرأة ورفع أشكال الظلم الاجتماعي. وهو ما نسعى دائما إلى التفاعل معه بما يتاح لنا من وسائل وقنوات اتصال، وأيضا من خلال شراكاتنا مع هيئات المجتمع المدني والمنظمات المختصة في المجال بشكل عام.

ثانيا: مقصد الإسهام في تحقيق نهضة إسلامية رائدة

إننا في حركة التوحيد والإصلاح مقتنعون بأن من مستلزمات الدعوة إلى الله تعالى أن نُسْهِم مع غيرنا في تحقيق نهضة رائدة للأمة المحمدية التي أنيطت بها مهمة الشهود. فإنه لا شهود بلا نهوض يدفع بالأمة الإسلامية إلى مرتبة الريادة اللائقة، بما تحمله من رسالة الإسلام وإسعاد بني الإنسان. كما أننا نومن بأن من مقتضيات تحقيق هذه النهضة ومن مداخلها أن نُسْهِم في رفع أسباب الفرقة في الأمة؛ ودعم أي توجه وحدوي يجمعها على كلمة سواء؛ من الإيمان والعدل والحرية والاستقرار.

فالإسلام هو الرسالة الخاتمة، وسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم خاتم النبيئين والمرسلين. وعليه، فإن أمامنا كمسلمين مهمة حضارية كبرى يجب الاضطلاع بها، تتمثل في نشر الإسلام وتعريف الإنسانية به، مبشرين لا منفرين. ولن يتسنى لنا ذلك ونحن على حال من الضعف والهزيمة والتخلف والجهل. بل إننا سنكون مسيئين لدعوتنا ولأمانة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم إذا لم نقم بها ولم نتحقق قبل ذلك بشرطها؛ إذ ما لا يقوم الواجب إلا به فهو واجب كما يقول علماء الأصول.

فنحن أمام مسؤولية مزدوجة. فمن جهة نحن مطالبون بالتوبة إلى ربنا وإقامة الدين في حياتنا، ومن جهة لا يجب أن نغفل عن غيرنا من الأمم، لأنهم مخاطبون بالإسلام كذلك. فندعوهم إليه؛ ونبشرهم به؛ ونقفهم على حقائقه الجليلة.

قال تعالى: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ)(الحجرات 13). ولذلك فدعوانا التي نرفعها أمام الأمم، ودعوتنا التي نريد نشرها فيهم،

حقيق بها أن تتسدد بنموذج حضاري لائق بما ندّعيه وما ندعو إليه.

ومن مقتضيات هذا المقصد الجليل أن نُسْهِم في رفع أسباب الفرقة والتشرذم عن أمتنا. فندعو بما يتوفر لدينا من وسائل فكرية وثقافية وسياسية وحضارية إلى الوحدة. فإننا قد بنينا مشروعنا على الوحدة، وتسمينا بها، وجعلناها شعارا من شعاراتنا. ونحن مقتنعون أن هذه الفرقة من أعظم مصائبنا ونكباتنا، ولذلك وجب علينا دعم أي توجه وحدوي وتشجيعه على كل صعيد، ومساندة أية خطوة وحدوية أو تكاملية بين أي قطرين أو عدة أقطار إسلامية، في أي مجال كان.

إن القيام بكفاء هذا المقصد الجليل يمر عبر مشروع إصلاحي يستصحب نفَسا حضاريا كونيا. وهذا ما يحتاج منا إلى إعادة النّظر في رؤانا ومقولاتنا لتكون قادرة على تقديم الجواب للإنسان المعاصر عن إشكالاته في الزمان والمكان. ويحتاج منا أيضا إلى تعميق النظر في الأبعاد الحضارية لرسالة الإسلام، هذه الرسالة التي نعتقد أن لديها الكثير لتضيفه إلى الحضارة الإنسانية اليوم.

ثالثا: مقصد الإسهام في بناء حضارة إنسانية راشدة

إنّ هذا المقصد يتكامل مع سابقه، ويترجم الفهم الشامل المتكامل لرسالة المسلمين في كل زمان ومكان. إننا نؤمن بأن من مسؤولية المسلم السعي إلى تحقيق السعادة لبني الإنسان من خلال معرفة الله تعالى والاستقامة على نهج رسوله صلى الله عليه وسلم، ثم في دائرة أوسع من خلال مناخ حضاري يتيح تعايشا وسلاما بين الأمم المختلفة، وذلكم هو الرّشد الذي ينبغي أن تتسم به الحضارة الإنسانية التي نسعى لها.

إن الحضارة الإنسانية اليوم تعيش على وقع سؤالين كبيرين يحتاجان من الجميع التضافر من أجل تجويد الجواب عنهما. فأما السؤال الأول فهو سؤال المعنى من وجود الإنسان على هذه الأرض، وما يستتبعه من أسئلة الحياة والموت، والسعادة والشقاء، وغيرها من الأسئلة الوجودية الكبرى. وأما السؤال الثاني فهو سؤال العيش المشترك بين بني الإنسان بما يستتبعه ذلك من مطالب للسلام الروحي والغذائي والأمني؛ والمحافظة على البيئة واحترام الحياة بشكل عام. ونحن نرى أن أمتنا وحضارتنا يجب أن تدلي بدلوها في هذا المجال، وأن تُسهم في إحداث فضاءات الحوار لتحقيق أمثل للكلمة السواء التي علّمَنَاها القرآن الكريم في قوله تعالى: (قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا اِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُو أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللهَ وَلَا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلَا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا اَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ)(آل عمران 63).

من ميثاق حركة التوحيد والإصلاح/طبعة 1440 هـ/2019

——-

  • [1]  صحيح مسلم: كتاب البر والصلة والآداب عن عائشة رضي الله عنها.
  • [2]ـ تاريخ الأمم والملوك للطبري (2/401).
  • [3]ـ رواه محمد بن اسحاق في السيرة 1/ 134 والإمام أحمد في المسند ج1ص 190 بسنده صحيح. وانظر صحيح السيرة النبوية لإبراهيم العلي.
  • [4]ـ صحيح مسلم: كتاب البر والصلة والآداب؛ عن النّعمان بن بشير.

-*-*-*-*-*-*-*-*-

للاطلاع على:

للاطلاع أيضا على: 

 المكتب التنفيذيهيئاتنا الوطنيةهيئاتنا الجهويةهيئاتنا الإقليميةرؤساء الحركة

جهة الوسطجهة الشمال الغربيجهة القرويينجهة الجنوب

وثائقنا وأوراقنا

أخبار / مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى