في حاجة إلى الاستدراك (عود على بدء) – بلال أكروح

تقترب معركة طوفان الأقصى من شهرها الثاني، شهرين من القتل والوحشية والإبادة الجماعية الممنهجة التي يقوم بها جيش الكيان الصهيوني في حق أبناء غزة، مدعوما من القوى العالمية وعلى رأسها أمريكـا، وفي مقابل ذلك يتعرض الكيان الصهيوني إلى مقاومة منقطعة النظير، مقاومة قائمة على اليقين بنصر الله سبحانه وتعالى.

لكن مع استمرار المعركة، وإنجازاتها البطولية من طرف المقاومة الفلسطينية، هناك بعض التراخي والسكون في الشارع العربي، مما ينذر بجعل هاته المعركة في أذهان امتنا الإسلامية هجوما من طر الكيان الصهيوني على أبناء فلسطين ويكفي منا التضامن والشجب ووقفات احتجاجية وانتهى الأمر. وهو ما يعول عليه الكيان الصهيوني من أجل الإبادة النهائية لقطاع غزة ومعه المقاومة وبالتالي إبادة القضية الفلسطينية.

معركة طوفان الأقصى لم تكن واحد من المعارك السنوية التي تخوضها المقاومة ضد الكيان الصهيوني مثل سيف القدس أو معركة الفرقان أو معركة السكاكين أو غيرها من المعارك التي عرفتها فلسطين بين المقاومة والكيان الصهيوني، لكن طوفان الأقصى انعطافة كبيرة في القضية الفلسطينية، وتاريخ جديدة لنضال الشعب الفلسطيني ومعه الأمة الإسلامية، فطوفان الأقصى أحد أبرز محطات طريق التحرير الشامل لفلسطين – كل فلسطين، من البحر على النهر، وعليه فالواجب منا كشعوب عربية –فلا اعتماد على حكومات لا سمح الله- هو إسناد القضية الفلسطينية بكل ما لدينا من طاقة وقوة وجهد، فالقضية الآن بين النصر المبين أو الذهاب إلى أرشيف القضايا الإنسانية العادلة أو المتنازع عليها.

الواجب علينا الآن هو الرفع من وثيرة الإسناد العام للقضية الفلسطينية، الواجب منا هو عدم التراجع حتى إسقاط التطبيع، الواجب منا هو جعل القضية الفلسطينية قضية وطنية يومية حتى تضع الحرب أوزارها، فبذل الوقفة وقفتين وبدل المسيرة مسيرات تضامنية، وبدل منشور في مواقع التواصل الاجتماعي منشورات تدعم الشعب الفلسطيني.

هناك في غزة إبادة ممنهجة وهنا في أوطاننا العربية والإسلامية، تضليل ممنهج حتى ننسى ونتعب ونكل، حتى تصبح القضية الفلسطينية قضية تستحق التضامن لا الاسناد، وفرق كبير بين التضامن مع القضية وإسنادها، فالإسناد يكون بالكلمة والرأي والمال والدفاع حتى تصبح هاته القضية هي أولى الأولويات وفرض الفروض، ونصرتها واجب الواجبات، فلنجدد نياتنا حتى تحرير فلسطين كل فلسطين.

هناك حقيقة واحدة يجب أن نؤمن بها، وهي أن غزة انتصرت، نعم انتصرت ما دامت المقاومة تقاوم وجنود الكيان يموتون وآلياته تدمر فالمقاومة انتصرت، فرغم آليات الكيان وسلاحه المتطور والدعم العالمي المنقطع النظير والسلاح الذي يٌغدَق عليه من كل حدب وصوب وموارده المالية التي لا تنضب، ورغم شهرين من القصف لقطاع غزة، رغم كل هذا فما زالت المقامة تنتصر فبالله عليكم أليس هذا نصرا.

أخبار / مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى