كيف نحفظ أبناءنا؟ – عبد الحق لمهى

كيف نحفظ أبناءنا ونجلب لهم ما يجعلهم أكثر أمنا، ونحميهم من كل ما يهددهم ويفوت عليهم الكثير من الخير والمصلحة؟ سؤال مهم يحضر في اهتمام كل إنسان مسلم على وجه الخصوص.  والمقال الذي بين أيدينا يحاول تلمس الطريق إلى أقوم جواب شاف في هذا الباب.

يتطلب فهم وإفهام جواب السؤال المطروح قبل، كثيرا من العناية والتأمل الدقيق فيما يأتي من كلمات، ومن تلك الكلمات التي تحتاج من كل عقل انتباها دقيقا، ما يلي:

  • إذا كنت موظفا أو عاملا في وظيفية عمومية أو خاصة أو صاحب عمل خاص، فيحسن بحالك هذه الاجتهاد في التحلي بكثير من القيم ذات الصلة بما أنت فيه من عمل أو  وظيفة، ومن ذلك: إخلاص النية لله تعالى بما هو عنوان كبير يدفع صاحبه  نحو تجويد العمل والرقي به نحو الأفضل، فيحقق بذلك الإنسان النفع له ولغيره ممن هو مالك  لذلك العمل، ثم الالتزام والمحافظة على الوقت وباقي الالتزامات التي تجب على كل موظف أو عامل، لأنه معلوم أن لكل وظيفة التزامات خاصة بها، وغير ذلك مما يجدر بكل واحد منا الأخذ به بقوة في مجال عمله / وظيفته.
  • لا يخلو مجال الصناعات بمختلف أنواعها من واجبات يلزم الإنسان المسلم القيام بها في مجال صناعته، من تلك القيام بما يلزم من الإجراءات والتدابير لتنمية المجال الصناعي الذي يعمل فيه كل فرد منا بغية تطويره والإسهام في ازدهاره، تحقيقا للربح والفائدة للعامل ورب العمل في حالة كون المرء عاملا عن رب عمل آخر، ويدخل ضمن الواجبات التي يتعين الحرص عليها تجنب الغش والخيانة للعمل والصناعة التي بين يدي الإنسان، لكون التجرؤ على الغش مثلا وما يدخل في معناه يعد منقصة في حق فاعلها.
  • لا يسلم مجال الفلاحة من أمور يحسن العمل بها، من ذلك الاجتهاد في تنمية المنتوج بكل الوسائل المشروعة لذلك،  ولا شك أن يد العامل الفلاح يد يحبها الله ورسوله، ثم إن  كده في السعي لطلب الرزق من هذه الطريق عمل محمود في شرع الله، أضف إلى ذلك ما يتعين على هذا الفلاح  الابتعاد عن كل صور الغش والاحتيال في السلع التي يقدمها للسوق، فليس من التقوى خلط  جيد المنتجات ورديئها على أساس أنه من المنتوج الجيد، وجماع الأمر في هذا الباب أن الفلاح المؤمن مطالب بتحري أحكام الشريعة في عمله ذلك، لذا كان من الواجب عليه الاجتهاد في معرفة تلك الأحكام دفعا لكل وقوع في مخالفتها بسبب الجهل بها.
  • التجارة باب من الأبواب التي يشتغل بها بعض المسلمين، لذا كان من الواجب على هذه الفئة الإحاطة بما لهم وما عليهم من الفقه المنظم لعملهم هذا، حتى تكون لهم النجاة من المخالفات الشرعية في هذا الباب، وتكفي هذه الإشارة في هذا الصدد لما تتضمنه من معاني كثيرة وواسعة يجدها عند أهل العلم بها كل من طلبها بصدق يرجو الاستعانة بها إلى السير على أقوم طريق توصل إلى الله تعالى.
  • إذا تحدثنا عن سياسة الناس ورياستهم في مختلف شؤون حياتهم، بمختلف مستويات الرياسة والسياسة، فإن هذا باب واسع من أبواب الطاعة والتقرب إلى الله تعالى، إن صلحت فيه النيات والممارسات، وحتى تصلح تلك النيات يلزم الإنسان المسلم بذل الجهد في التعرف على مجموع الآداب والقواعد والضوابط التي وضعها الشرع ضبطا لهذا المجال من كل انحراف أو  تجاوز.

تلك بعض مجالات حياة الإنسان المسلم التي يعد مستخلفا فيها، يتعين عليه العمل فيها بما لزمه من الضوابط والقواعد التي لا تغيب على كل من طلبها بحق وصدق.

قد يقول قائل: ما الغاية من وراء ما تقدم عرضه من الكلمات السالفة الذكر، أعود للتذكير بالسؤال محور هذا المقال، وهو كيف نحفظ أبناءنا؟

ومما تقدم عرضه، نخلص إلى القول إن من شأن الالتزام بما تمت الإشارة إليه من الإشارات في كل مجال من مجالات حياة الإنسان السالفة الذكر، والتي يمكن اعتبارها علامات دالة على صلاح الإنسان المسلم، أن يكون خير طريق لحفظ الأبناء. ذلك أن صلاح الآباء يؤدي إلى صلاح حال الأبناء، واقرأ إن شئت قوله تعالى :﴿ وَأَمَّا الْجِدَارُ فَكَانَ لِغُلَامَيْنِ يَتِيمَيْنِ فِي الْمَدِينَةِ وَكَانَ تَحْتَهُ كَنزٌ لَّهُمَا وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحًا فَأَرَادَ رَبُّكَ أَن يَبْلُغَا أَشُدَّهُمَا وَيَسْتَخْرِجَا كَنزَهُمَا رَحْمَةً مِّن رَّبِّكَ ۚ وَمَا فَعَلْتُهُ عَنْ أَمْرِي ۚ ذَٰلِكَ تَأْوِيلُ مَا لَمْ تَسْطِع عَّلَيْهِ صَبْرًا﴾ . الكهف 82.  جاء في تفسير السعدي لهذه الآية:  “ أي: حالهما تقتضي الرأفة بهما ورحمتهما، لكونهما صغيرين عدما أباهما، وحفظهما الله أيضا بصلاح والدهما.[1]

[1] ـ https://quran.ksu.edu.sa/tafseer

أخبار / مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى