غزة العزة تواجه أكثر من عشرة حروب على مختلف الجبهات – رشيد وجري

قطاع غزة أو القطاع الممانع والمقاوم ورأس حربة الأمة الذي يواجه الغطرسة الصهيونية الأمريكية الأوروبية وحده على مرأى ومسمع من العالم، ويدافع عن شرف الأرض والعرض في أمتنا الإسلامية التي تعيش حالة ضعف وهوان.

وقطاع غزة شريط ضيق، يشغل المنطقة الجنوبية من الساحل الفلسطيني على البحر المتوسط، ويشكل نحو 1.33% من مساحة فلسطين التاريخية، ويتميز بموقعه الاستراتيجي وتاريخه الأصيل والعريق. حوصر من طرف الاحتلال الإسرائيلي العدواني منذ 2007 وشنت حروبا عدوانية عليه كان آخرها طوفان الأقصى المباركة يوم 07 أكتوبر 2023 الذي انتصرت فيها المقاومة على أعتى وأنذل وأنجس جيش في المنطقة مدعوما براعية الإرهاب الحقيقية أمريكا وأوروبا الرسمية الحاقدة.

وقد لقنت المقاومة المباركة العدو دروسا لا ولن ينساها أبدا ومرغت أنفه البارزة في الوحل مما دفعه إلى شن حربا مسعورة مجنونة غير أخلاقية على الأبرياء المدنيين من أطفال ونساء وشيوخ، بل شن حروبا على غزة ومن ناصرها من أحرار العالم ككل على مختلف الجبهات نذكر منها لا الحصر :

  1. الحرب المسلحة:

في أرض غزة العزة وفي أكناف بيت المقدس الأرض المباركة حرب مسلحة همجية نازية واضحة للعيان يقودها الكيان الصهيوني الغاصب وأمريكا المجرمة وبمباركة ومساندة قوى الشر الغربي الصليبي من أوروبا الحاقدة التي هرولت إلى دعمها ومساندتها بالعدة والعتاد والإعلام الكاذب الضال المضل ضد إخواننا وأخواتنا في قطاع غزة المحاصرة لأكثر من 16 سنة والمنصورة بإذن الله تعالى ..

  1. حرب عقائدية دينية :

غزة اليوم تدافع عن عقيدة أمة وليس عن دولة، تدافع عن أمة بأكملها وليس عن  قطاع، وهي بمثابة رأس حربة الأمة ويجب أن يساعدها كل أفراد الأمة ويقدم لها الدعم المادي والمعنوي، وفلسطين قضية عقائدية عميقة ومؤثرة، والقدس هي أرض تشد لها الرحال وأرض المحشر والمنشر. هي أولى القبلتين وثالث الحرمين.

و ما حصل ويحصل في غزة العزة  ليس شراً محضاً بل فيه خيرٌ كثير يعرفه من نوَّر الله بصيرته بالإيمان، قال الله تعالى: ﴿كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُون﴾[البقرة:216] كما أن بني صهيون يحارب ويدمر وينتهك الحرمات بناء على عقيدة فاسدة تحكي عن أرض الميعاد وهيكل سليمان وشعب الله المختار .. هذه العقيدة الفاسدة ترتكز على أساطير بروتكولات حكماء صهيون التي تنتهي في آخر المطاف بسيطرة اليهود على العالم بأسره كما يتوهمون ويعتقدون، لا حقق الله لهم غاية ولا رفع لهم راية وجعل الذلة والصغار عليهم أبدا قتلة الرسل والأنبياء ..

 وقد عدَّ علماءُ الإسلام مظاهرة المشركين على المسلمين من نواقض الإسلام وهذه هي عقيدة البراء من الكافرين وعدم مظاهرتهم على المسلمين قال الله تعالى في كتابه العزيز: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ﴾ [المائدة:51]

فمن مقتضيات الإيمان بالله والتصديق برسوله صلى الله عليه وسلم اليقين بموعود الله ونصره جاء عن أبى هريرة رضي الله عنه أَنَّ رسول اللَّه -صلى الله عليه وسلم- قال:(لاَ تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يُقَاتِلَ الْمُسْلِمُونَ الْيَهُودَ فَيَقْتُلُهُمُ الْمُسْلِمُونَ حَتَّى يَخْتَبِئَ الْيَهُودِيُّ مِنْ وَرَاءِ الْحَجَرِ وَالشَّجَرِ فَيَقُولُ الْحَجَرُ أَوِ الشَّجَرُ يَا مُسْلِمُ يَا عَبْدَ اللَّهِ هَذَا يَهُودِيُّ خَلْفِي فَتَعَالَ فَاقْتُلْهُ. إِلاَّ الْغَرْقَدَ فَإِنَّهُ مِنْ شَجَرِ الْيَهُودِ) فمن مقتضيات الإيمان بالله ونبيه الخاتم صلى الله عليه وسلم تصديق هذا الوعد بأن نهاية اليهود على أيدي المسلمين، فابشروا أيها المسلمون، وأمِّلوا، وأحسنوا الظنَّ بربكم، فالنصر آت، وانصروا الله ينصركم ﴿وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ﴾ [الحج:40]

  1. الحرب القيمية :

كما أن هذه حرب قيمية يقودها الكيان الصهيوني البشع وأمريكا صانعة الإرهاب وأوروبا الحاقدة ضد كل القيم الإنسانية الجميلة من حق في الحياة و حق في العدل والكرامة وغيرها من القيم الضرورية لكل حياة كريمة لأهلنا في غزة ليحيوا في سلم وكرامة وهناء.. فهؤلاء الظلمة النازيون والفاشيون عندما يتعلق الأمر بمعاداة الإسلام والمسلمين وخدمة لمصالحهم ومخططاتهم الشيطانية يتنكرون لكل القيم السامية والفضيلة ويقلبون كل الحقائق موظفين ترسانتهم الإعلامية الضخمة والحربية والاقتصادية وأذنابهم في كل دول العالم .

  1. الحرب الإعلامية:

وهي كذلك حرب إعلامية بامتياز، خسيسة لدى الكيان الدخيل هدفها تزييف الحقائق وقلبها ومحاولة غسل الأمغة وتلميع صورة المجرم الصهيوني المتوحش الغاصب التي يسبح في نهر من دماء الأبرياء إذ يقتل الأطفال والنساء والشيوخ العزل ويستهدفهم في التجمعات المدنية المسالمة كما يستهدفهم في المستشفيات والمساجد والكنائس ويلقيهم بغارات وقذائف محرمة دوليا.. كل هذا بتأييد إعلامي غربي ضال منقطع النظير، في المقابل نجد إعلام يتحرى الصدق والمهنية للمقاومة الباسلة التي تنسف كل هذه الأكاذيب بمقاطع فيديو بسيطة لعمليات بطولية قام بها شبان كلهم إيمان بقضيتهم العادلة تحفهم الهبة وتزينهم الشجاعة والإقدام، أو مقاطع لأبي عبيدة بصوته الرنان الذي يبث الرعب في قلوب الصهاينة ويرفع همم المقامين ويصبر ويواسي الأبرياء والمستضعفين.

  1. حرب إلكترونية سيبيرانية:

فالكيان يحارب باعتماد الشبكة العنكبوتية التي يتحكم فيها ويمسح بها المنطقة ويعرف كل تحرك أو تغيير وتجعل مراقبته متاحة له أكثر وأشد في المقابل تقطع الشبكة الإلكترونية والكهربائية وغيرها كل مرة على قطاع غزة وبالتالي على المقاومة وهذه حرب أخرى على إخواننا في غزة، وهناك حرب إلكترونية قذرة وغير منصفة حيث تعمل منصات فيس بوك وتويتر وغيرها تحت إشراف صهيوني قذر أو من والاهم حيث يظهرون للعالم ما يريدون هم ويحجبون كل ما يشوههم ويظهر عورتهم وخستهم، ويقومون بعرقلة  وإزلة محتويات مساندة لأهل غزة المظلومين (من صور وفيديوهات و… ) تفضح جرائم الصهاينة الظالمين وتعريها وتروج للأكاذيب والصور المفبركة خدمة للكيان الغاصب وقلبا للحقائق ومحاولة في كسب ود الرأي العام الإنساني.. وكمثال الصورة المفبركة للطفل المتفحم الذي فضحهم كلهم كيان وأمريكا وأوروبا، غاضين الطرف على صور وفيديوهات لأطفال فلسطينيين أبرياء مذبوحين أو متفحمين على الحقيقة قتلتهم الهمجية والوحشية الصهيونية ظلما وعدوانا.

  1. حرب الحصار:

وهو الحصار الغاشم الذي فرضه الكيان الغاصب على قطاع غزة منذ 2007، والعالم أجمع يتفرج وغزة تواجه الويلات والقمع والتخويف، فأصبح القطاع عبارة عن سجن لمليونين من البشر وهو مرهون من طرف قوى الشر الصهيوني ومن يسانده فلا يدخل غذاء ولا دواء وآلة ولا غطاء إلا بإذن “المغتصب المجرم”. قاتلهم الله وانتقم منهم  ..

  1. حرب تجويع وإبادة وتطهير عرقي:

وتواجه غزة حرب على الخبز والمياه وحليب الأطفال وهو فصل من فصول الإرهاب الصهيوني الذي يهدد حياة المدنيين الأبرياء، وهي حرب تجويع وإبادة وتطهير عرقي. فما دخل إلى غزة خلال مدة الحرب من شاحنات يعادل ما كان يدخل في يوم واحد قبل الحرب.

كما أنه لا يوجد أي مخبز يعمل الآن بعد استهداف 12 مخبزا منذ الأيام الأولى من الحرب، أضف إلى ذلك أن نصيب الفرد من المياه لا يتجاوز 5 لترات من مياه غير صالحة للشرب. أما مياه الشرب فهي حلم بالنسبة لأهلنا في غزة، فنضم صوتنا لصوت مئات المناشدات من السكان في الجنوب وغيره من أجل زيادة المساعدات للحد من تفاقم هذه المشاكل. فحتى الأونروا توجه المساعدات إلى المدارس التي تشرف عليها فقط، ولا تقدم أية مساعدات للنازحين المقيمين خارج مدارسها .

  1. حرب اقتصاد وشركات وسلع:

وهي أن عدد الشركات الصهيونية والمنتوجات تساند الجيش الصهيوني وأن أي ربح لها يعني نسبة منه للصهاينة القتلة في شراء عدة الحرب وعتادها أو تمويل الجيش وتشجيعه على مزيد جرائم.. وعلى سبيل المثال لا الحصر شركة بوينغ التي قدمت في عام 2022 فقط تمويلا بقيمة 200 مليون دولار لتدريب الطيارين الإسرائيليين على طائرات F-35. وفي عام 2021، شركة ماكدونالدز ومطاعم كنتاكي ومطعم بابا جونز وهارديز و برجر كينج وشركة مشروبات بيبسي – ميرندا – سفن أب وكوكاكولا – فانتا – سبرايت  ..

  1. حرب مع الصهاينة العرب:

وهذه الحرب مع الصهاينة العرب المنافقين الذين يلعبون على الحبلين والذين كشفتهم بالواضح طوفان الأقصى إذ جعلت بعض هؤلاء الثعابين والثعالب تخرج من جحورها النتنة ويظهر وجهها القبيح المساند للكيان الصهيوني الغاصب المجرم.. وهم منتشرون كالسم والوباء في جل ربوع العالم وإن كانت الحدة مختلفة، وهم أشد خطرا من العدو نفسه على الدول العربية المسلمة، على مصالحها ومقدراتها وأمنها الاستراتيجي .

  1. حرب مع الزيف والتغليط والأساطير:

وهي حرب ضروس بين الحق والباطل بين من ينشر الحقائق وبين من يفبرك الصور والفيديوهات والمعلومات وحتى بعض الأحداث ليبيض وجهه الأسود دون جدوى وليحاول مسح الدماء الطاهرة التي تلطخ وجهه وثيابه  

  1. حرب حلف المقاومة والدفاع على الأرض والعرض مع حلف أمريكا وأذنابها وعملائها

فهذه الحرب تدور بين غزة وبني صهيون في الظاهر لكن على الحقيقة فهي تدور بين حلف الاستكبار العالمي بزعامة أمريكا عدوة الشعوب وراعية الارهاب وربيبتها “إسرائيل” وأوروبا، وبين المقاومة الباسلة الحرة التي تدافع عن شرفها وأرضها بكل ما اتيت من قوة نسأل الله تعالى لها التوفيق والنصر والظهور على أعدائها آمين .

  1. حرب استخباراتية:

وهذه أولا قبل جل أو كل ما سبق فهي حرب استخباراتية دولية تفوقت فيها المقاومة النبيهة والحادقة والشجاعة تفوقا كبيرا وباهرا بوسائل بسيطة ممتنعة لكنها تميزت بالدقة والاستباق والمباغتة على الاستخبارات الصهيونية البائسة التي طبل لها العالم كله ومنهم دولنا العربية المهزومة نفسيا والمتخلفة عن ركب التطور وجعل منها اسطورة و فزاعة وبعبع تتوجس منه كبريات الدول في العالم وتطلب منه تقديم الخبرة ويد العون والمساعدة والتقنية، وذلك لاعتمادها على أحدث ما وصلت إليه التكنولوجيا من عدة وعتاد لكنها فشلت فشلا ذريعا أمام المقاومة ولم تتمكن من معرفة عملية طوفان الأقصى لا من قريب ولا من بعيد.

وأختم بتوصيات مهمة نصرة ومساندة لإخواننا وأخواتنا في غزة العزة:

  • الدعاء لإخواننا في غزّة في مواطن إجابة الدعاء
  • الدعم المعنوي من خلال تثبيت أهلنا في غزة
  • الدعم المادي من خلال جميع القنوات الشرعية المتاحة
  • الكشف الإعلامي للحقائق المتعلقة بأسرانا في فلسطين، أعداداً وأوضاعا، وأحوالا
  • إبراز كل ما يتعلق بجهود المقاطعة الشعبية وأسبابها المشروعة
  • كشف خطوات التطبيع الظالم وفضحه وفضح دعاته وأذنابه، وتوضيح مخاطره الآنية والمستقبلية
  • كشف الحقد الصهيوني وكشف دعاواه الباطلة، لدى الرأي العام العربي والعالمي
  • وختاما هذه العملية المحكمة والحرب الممتدة ” طوفان الأقصى” ستشكل منعطفا استراتيجيا عميقا ونقطة تحول كبرى في العالم هدمت العديد من الأصنام والأوهام والأحلام فهل ستستغلها الدول العربية والإسلامية لتهتم بقضاياها المصيرية والكبرى أكثر وأكثر أم أن دولنا التائهة والمتخلفة لازالت في سباتها العميق ولابد لاستنهاضها من رجات وهزات أخرى قوية لتستفيق؟؟!! , نسأل الله تعالى أن يلهمنا رشدنا وأن يهدينا ويثبتنا ويصرف عنا مضلات الفتن، وأن يبرم لدولنا و بلادنا أمر رشد يعز فيه أهل الحق ويذل فيه أهل الباطل .

اللهم ارزق إخواننا في غزة فلسطين الصمود والثبات والقوة في وجه الطغيان وانصرهم نصرا مؤزرا.

اللَّهُمَّ نجِّ المُسْتَضْعَفِينَ مِنَ المُؤْمِنِينَ واحقن دماءهم واشف مرضاهم وتقبل شهداءهم وانتقم لهم يا قوي يا عزيز 

آمين والحمد لله رب العالمين

أخبار / مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى