بعد سنة من الاقتتال.. إلى أين يتجه الصراع بالسودان؟

أتم الصراع الدائر في السودان بين الجيش السوداني بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الرد السريع بزعامة محمد حمدان دقلو (حميدتي) عامه الأول، وذلك بعد اندلاع اقتتال داخلي بين “أصدقاء السلطة” بتاريخ السبت 15 أبريل 2023، ولم تفلح الاتفاقيات في حفظ الأرواح وإيقاف النزوح والمعاناة.

ويتجه الصراع في السودان نحو مزيد من التصعيد في ظل غياب نصر حاسم يتوقع أن ينهي الاقتتال، وفي غيابه يستمر نزيف الاقتصاد وازدياد عدد القتلى والجرحى وخراب البنية التحتية والنزوح الداخلي والخارجي، علاوة على الدخول في أتون المجاعات والأمراض، وحتى أطماع الدول المحيطة والبعيدة.

خسائر ثقيلة

وتتجلى التداعيات الخطيرة للحرب في سقوط نحو 15 ألف قتيل وأكثر من 8 ملايين نازح ولاجئ، وفقا لمنظمة الأمم المتحدة. وعلى المستوى الاقتصادي، يتحدث موقع “النيلين” السوداني عن إنهيار القطاع المصرفي بحيث تُقدر خسائره بنحو 150 مليار دولار.

ويشير موقع “النيلين” إلى معطيات أخرى تتعلق بالاقتصاد، حيث قدر الدمار الذي لحق بالقطاع الصناعي بنسبة 95 في المائة خصوصا في ولايات الخرطوم والجزيرة ودارفور، مما يمثل 90 في المائة من الصناعة في البلاد.

حافة الانهيار 

ويتحدث الكاتب صلاح جلال في مقال نشره على موقع “الصيحة” السوداني” بعنوان “الضربة المزدوجة الإنهيار الإقتصادي والمجاعة في السودان!” عن بلوغ عدد السودانيين الذين يعيشون حالة من الفقر الحاد الطبيعي والمؤقت نسبة 95% استنادا إلى مصادر.

ويقول جلال إن “الإقتصاد السوداني قابل للإنهيار بأسرع مما نتوقع خلال الستة أشهر القادمة على الأكثر، والعملة المحلية اليوم قد تآكلت بنسبة 100% عن العام السابق منذ بداية الحرب مما يعرض قطاع التجارة الداخلية لخسارة ضخمة ومخاطر الإفلاس”.

ويلاحظ المحقق الصحفي محمد مصطفي المأمون أن الصراع امتد إلى جميع قطاعات من بينها الرياضة، حيث يؤكد في تحقيق نشره على موقع “النيلين” أن الخسائر تجاوزت بحسب التقديرات الأولية المليار دولار جراء تدمير البنى التحتية من أستادات وأندية ومراكز وملاعب ومداخيل واستحقاقات مالية.

استمرار الصراع

ويأتي تقييم ميداني أجره مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية بالأمم المتحدة حول الوضع الغذائي في السودان، ليؤكد أن هناك “انخفاضات كبيرة” في الحبوب والمحاصيل إلى جانب زيادة وتيرة المعارك العسكرية، وهي بمثابة كارثة على الوضع الإنساني ومسارات سلاسل الإمداد والإنتاج الزراعي، تندر بمجاعة كبيرة.

ويقود تحليل كل هذه العناصر إلى توقع استمرار أمد الصراع، ويظهر هذا الطرح في تصريح لأمين عام لمنظمة الأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الذي تنقل عنه وكالة “الأناضول” قوله في تصريحات صحفية بمقر الأمم المتحدة بمدينة نيويورك، بمناسبة مرور عام على النزاع في السودان إن “الحل السياسي يبدو بعيد المنال في السودان رغم مرور عام كامل على النزاع القائم بين الجيش وقوات الدعم السريع”.

موقع الإصلاح

أخبار / مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى