مغاربة يهود ضد الصهيونية والاحتلال وجرائمه

شد المغربي اليهودي يعقوب بيرل وفي يده علم فلسطين أنظار كل من حضروا في وقفة تضامنية مع الشعب الفلسطيني أمام البرلمان المغربي في العاصمة الرباط، وربما تساءل بعض الحضور في تلك اللحظة  لماذا يناضل يهود ضد الصهيونية؟ هل هناك مغاربة يهود ضد الصهونية؟

يجمع كل الباحثين على أن ليس كل يهودي صهيوني، وأن هناك يهود يكافحون ضد الصهيونية. والدليل  ما يعرفه العالم اليوم من انتفاضة لليهود في الدول الغربية ضد الصهيونية العالمية بسبب ما يقترفه الاحتلال “الإسرائيلي” في فلسطين. 

يقول الكاتب سامر أبورمان في مقال بعنوان “يهود ضد إسرائيل!” نشرته الأنباء الكويتية “يقدر عدد اليهود في الولايات المتحدة بـ 7.5 ملايين نسمة وفق تقرير مركز بيو 2020، إلا أنهم لا يتشاركون النظرة نفسها إلى إسرائيل والصراع العربي – الإسرائيلي، كما قد يظن الكثير من العرب والمسلمين”

وأضاف “مثلما توجد العديد من المنظمات التي تدعم وتناصر إسرائيل، فإن هناك يهودا أفرادا ومنظمات لطالما عبروا عن انتقاداتهم ومخاوفهم تجاه ما تفعله إسرائيل!”.

ويأتي على رأس من أوضحوا هذه الفكرة المفكر عبد الوهاب المسيري رحمه الله في موسوعته: “اليهود واليهودية والصهيونية” الذي يرى أن الصهيونية رمت باليهود في هذا المسار، وظل الرجل يتلقى التهددات بسبب موسوعته إلى أن رحل عن هذا العالم.

يقول المغربي اليهودي يعقوب بيرل في تصريح لموقع “الإصلاح” على هامش وقفة تضامنية نظمتها مجموعة العمل الوطني من أجل فلسطينين يوم 8 نونبر 2023 أمام البرلمان “نحن هنا كيهود لنقف متضامنين مع الفلسطينيين في معاناتهم مع الصهاينة والصهيونية”.

وأضاف “نحن هناك لنظهر أن اليهودية واليهود الحقيقيين ضد الصهيونية، وندعم الفلسطينيين، وأن الدولة والأرض بأكملها للفلسطينيين”. وكان إلى جنب بيرل ابنه الذي كانت في يده لافتة مكتوب عليها “جميع اليهود الحقيقيين يدعمون الفلسطينيين بشكل كامل في نضالهم”. 

ليس يعقوب بيرل وحده المغربي اليهودي الذي يناضل ضد الصهيونية، بل نجد في الوقفات والمسيرات الاحتجاجية المناضل سيون أسيدون حاملا العلم الفلسطيني ومتوشحا بالكوفية، وقد عده تقرير لقناة “تي ار تي” بالعربية “أشرس مناضل مغربي ضد التطبيع والصهيونية”. وهناك أسماء أخرى كثيرة.

ويبدو أن هذه الحالة في اتساع خصوصا بعد حركات يهود العالم الذين أدانوا سياسات اليمين المتطرف وخرجوا في مسيرات احتجاجية عارمة كان آخرها أمام تمثال الحرية في الولايات المتحدة الأمريكية حيث رفضوا أن تكون هذه الحرب باسمهم.

وقد برز من بين أهم الحركات اليهودية المناهضة للصهيونية “ناطوري كارتا” (Neturei Karta) تعني بالآرامية “حارس المدينة”، وهي حركة دينية يهودية مناهضة للصهيونية، ولا تعترف بدولة إسرائيل على الأراضي الفلسطينية المحتلة، وعلى المستوى الشبابي، تصاعدت حركة “الصوت اليهودي من أجل السلام Jewish Voice for Peace JVP” التي تأسست عام 1996.

ويشدد الكاتب سامر أبورمان في مقال ذاته على “أن هذه التطورات الأخيرة تؤكد على أهمية الفصل بين اليهودية كديانة والصهيونية كحركة استعمارية عنصرية، وعدم المساواة بين انتقاد إسرائيل، وما يفعله جنودها ومستوطنوها، وانتقاد اليهود واليهودية، قائلا “ونحن في ذلك وإن كنا نتصرف بما تمليه الحقائق المشاهدة والمنطق والعدل، فإننا كذلك نمتثل لقوله تعالى: (لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين)!

موقع الإصلاح

أخبار / مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى