كيف فرملت معركة “طوفان الأقصى” التطبيع بالمغرب؟

مرت أزيد من ثلاث سنوات على توقيع الاتفاقية الثلاثية التي أعلن بموجبها تطبيع الدولة المغربية مع الكيان “الإسرائيلي” بوساطة أمريكية، وأعقب ذلك بدأت سلسلة اتفاقيات تطبيعية في قطاعات مختلفة وفتح مكتب للاتصال بالرباط، وتسللت تلك الاتفاقات  لنسيج المغرب الحيوي عبر اتفاقيات بعض الجامعات وتكوين مجموعة صداقة برلمانية وفتح الرحلات الجوية اتفاقيات أخرى في المجال الفلاحي تهدد الأمن الغذائي للمغرب.

مد تطبيعي يقابله طوفان شعبي 

ورغم أن المد التطبيعي أُسند بحملات إعلامية ممنهجة بعض المواقع الإلكترونية والذباب الإلكتروني في منصات التواصل الاجتماعي الكابان الغاصب، قات النساء والأطفال والمدنيين الأبرياء في فلسطين، رغم ذلك كله، قوبل ذلك التطبيع برفض شعبي واحتجاج واسع عم كل المدن المغربية من خلال سلسلة من الوقفات والمسيرات خاصة أمام البرلمان بالرباط، ومبادرات لفضح كل الخطوات التطبيعية ضمت عدد من الشخصيات الوطنية في عدد من المجالات.

ومنذ انطلاق عملية طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر 2023 والعدوان الصهيوني على قطاع غزة وباقي الأراضي الفلسطينية المحتلة التي ارتكب فيها الكيان جرائم إبادة جماعية وتطهير عرقي وسعي لتهجير الشعب الفلسطيني، ارتفعت وتيرة فعاليات الرفض الشعبي للتطبيع مع الكيان والدعوة إلى إسقاطه نهائيا وقطع أي علاقة مع الكيان الاحتلالي الغاصب الذي كشفت مجازره في حق الشعب الفلسطيني حقيقة مخططاته ونواياه ليس فقط ضد الفلسطنيين بل حتى ضد دول الجوار والمنطقة برمتها.

تنظم عدد من الفعاليات المدنية والحقوقية والنقابية والسياسية الأحد المقبل 24 دجنبر 2023 ابتداء من الساعة الحادية عشرة (11.00) صباحا، مسيرة

ودعا المشاركون في الوقفات والمسيرات التي شاركت فيها هيئات مدنية وسياسية ونقابية وحقوقية إلى إسقاط التطبيع، وإلغاء كل الاتفاقيات وعلاقات التعاون والصداقة مع الكيان في كافة مؤسسات الدولة وإغلاق مكتب الاتصال في المغرب وكيان الاحتلال نهائيا، وتجريم التطبيع.

ومع دخول العدوان على قطاع غزة يومه 88، وارتفاع موجة الاحتجاجات بالمغرب ضد التطبيع، التي عمت كل المدن المغربية من وقفات ومسيرات وفعاليات وبيانات ومواقف مختلفة أصدرتها مختلف الحساسيات بهذا الوطن، يثار التساؤل حول تأثير معركة طوفان الأقصى على اتفاقية التطبيع بالمغرب.

التطبيع سقط شعبيا

ترى مجموعة العمل الوطنية من أجل فلسطين، أن التطبيع مع الكيان الغاصب سقط شعبيا من خلال المسيرات والوقفات وفعاليات الشعب المغربي، الذي غصت بها قرى ومدن الوطن أكثر من شهرين وتطالب أن يتم إسقاطه رسميا.

و قال رئيس المرصد المغربي لمناهضة التطبيع أحمد ويحمان وعضو سكرتارية المجموعة في وقفة شعبية أمام البرلمان في 20 دجنبر 2023، إن التطبيع قد سقط شعبيا، ويجب إسقاطه رسميا عبر إغلاق مكتب الاتصال وإلغاء كافة إتفاقيات التطبيع.

ووعد ويحمان بطوفان التوقيع الشعبي على عريضة تطالب بإلغاء التطبيع مع الاحتلال “الإسرائيلي”، تفعيلا للقانون التنظيمي رقم 44.14 المتعلق بتحديد وشروط وكيفيات ممارسة الحق في تقديم العرائض إلى السلطات العمومية.

وأكد السقوط الشعبي للتطبيع عضو سكرتارية مجموعة العمل والرئيس السابق لحركة التوحيد والإصلاح، الأستاذ عبد الرحيم شيخي في وقفة شعبية أمام البرلمان في 22 دجنبر 2023 خلال تلاوته لبيان الوقفة التي تزامنت مع الذكرى الثالثة للاتفاق الثلاثي المشؤوم.

 الحرب المستمرة على غزة أضرت بالتطبيع

قالت ”عينات ليفي” الكاتبة والباحثة في معهد ”ميتفيم” العبري،  أن التعاون الثنائي بين المغرب والكيان المحتل على المستوى الحكومي محدود ومنخفض المستوى، ويركز بشكل أساسي على المسائل الأمنية.

وترى المستشارة الاستراتيجية في “تطوير التعاون بين المغرب والكيان الإسرائيلي” في مقال لها بعنوان “المغرب وحل أزمة غزة” على موقع “جيروزاليم بوست” العبري، إن صناع القرار بالمغرب ينظرون إلى الحرب القائمة في غزة على أنها ”تضر وتبطئ العلاقات الثنائية بين البلدين وتبعدها عن مسارها الإيجابي”.

وتشير “ليفي” إلى أنه على الرغم من التوقعات الكبيرة التي نتجت عن الزيارات العديدة التي قام بها وزراء ومسؤولون “إسرائيليون” إلى المغرب، إلا أن هذه الزيارات لم تؤد إلى تعاون جوهري يتجاوز البيانات ومذكرات التفاهم.

وتابعت “إن التصريحات التي يدلي بها كبار المسؤولين “الإسرائيليين” والتي تدعو إلى تدمير غزة، في حين تعارض بشدة إنشاء دولة فلسطينية، تتردد في وسائل الإعلام المغربية، وتضر بصورة “الكيان”، وتخدم في الأساس أحزاب المعارضة التي ترغب في الإضرار بالعلاقات الخاصة بين البلدين”.

توقعات بتجميد المغرب لاتفاقية التطبيع 

توقع تقرير لمجلة “World Politics Review” الأمريكية في نونبر الماضي أن يخلف استمرار هجوم الكيان “الإسرائيلي” على غزة أثرا عميقا في علاقات الرباط وتل أبيب، وبالتالي إضعاف العلاقات بينهما  مع ما يعنيه ذلك من تجميد للتطبيع أو تراجع عنه.

وأشار المصدر ذاته إلى أن العلاقات المغربية مع الكيان “الإسرائيلي” باتت تواجه تحديا كبيرا يتمثل في كون أغلب المواطنين المغاربة يساندون تقليديا القضية الفلسطينية.

أخبار / مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى