دراسة تتهم “إكس” بالتربُّح من حرب غزة عبر نشر الكراهية

كشفت دراسة بحثية عن استفادة منصة “إكس” للتواصل الاجتماعي من الأزمات والمآسي التي يعيشها العالم عبر إثارة خطاب الكراهية على المنصة وتشجيع ناشريه ومروجيه من خلال دفع مكافآت مالية للاستمرار فيما يقومون به.

وبحسب الدراسة، التي أجراها مركز مكافحة الكراهية الرقمية (CCDH)، وهو منظمة بحثية غير ربحية لمكافحة الكراهية، أدت التغييرات التي أجرتها المنصة في سياسات تعاملها مع المحتوى، بعد استحواذ الملياردير إيلون ماسك عليها في 2022، إلى زيادة خطاب الكراهية على المنصة.

ووفق مواقع إعلامية اعتمدت الدراسة على متابعة معدلات نمو 10 حسابات مؤثرة على “إكس”، ومشتركة في الإصدار المدفوع X Premium، منذ السابع من أكتوبر الماضي، تاريخ اشتعال الأزمة في غزة.

وخلال الأشهر السبعة الماضية، تعمدت هذه الحسابات الـ10 نشر محتوى يروج للكراهية، ويظهر العداء إما لليهود أو للمسلمين، أو لكليهما في بعض الحالات. وأشارت الدراسة إلى أن نفس هذه الحسابات اعتادت سابقا تداول محتوى يروج لنظريات المؤامرة بشأن جائحة كورونا.

الحسابات العشرة التي تم تتبعها في الدراسة، والتي تحمل عنوان “الكراهية تدفع: كيف تستغل حسابات إكس الصراع بين إسرائيل وغزة من أجل النمو والربح؟”)، هي: جاكسون هينكل، د. أناستاسيا ماريا لوبيس، Censored Men، جيك شيلدز، د. إيلي ديفيد وRadio Genoa وريان داوسون وكيث وودز وWay of The World وسام باركر.

ووجد باحثو المركز أن هذه الحسابات كانت قادرة على تعزيز معدل انتشارها على متن المنصة، من خلال نشرها لمحتوى يحض على الكراهية والحرب.  وتناقش الدراسة أمثلة على خطاب الكراهية الذي نشرته الحسابات، مثل التغريدات التي تصور مجازات معادية للسامية، أو تسعى إلى تجريد الفلسطينيين من إنسانيتهم من خلال تصويرهم على أنهم “فئران”.

وقالت الدراسة: “أظهر كل حساب نموا بطيئا للمتابعين في الأشهر الأربعة التي سبقت السابع من أكتوبر، فقد وصل إجمالي معدل الزيادة لجميع الحسابات محل الدراسة إلى مليون متابع تقريبا. بينما في الأشهر الأربعة التالية لاندلاع الصراع، اكتسبوا جميعا 4 ملايين متابع جديد”.

وعرضت الدراسة تاريخا طويلا من المخالفات التي ارتكبها أصحاب الحسابات محل الدراسة، فعلى سبيل المثال، فإن حساب هينكل قد تم حظره على منصات واتساب ويوتيوب وباي باي، كما أن حساب داوسون على منصة “إكس” قد تم حظره سابقاً من على المنصة نفسها عندما كان اسمها تويتر، ولكن تم رفع الحظر في 2023 بعد صفقة الملياردير الأميركي إيلون ماسك.

وأكد المركز أن “إكس”، تحت إمرة ماسك، تتبع خطوات ممنهجة، للاستفادة من الأزمات، ففي أوقات المآسي وحالات النزاع والجدل، يلعب المروجون لخطاب الكراهية على تحويل الحرب والمعاناة الإنسانية إلى فرصة لتعزيز وضع ومستوى انتشار ووصول حساباتهم الشخصية على المنصة، ما يترجم إلى زيادة ما يحققونه من عوائد مالية.

ووفقا للدراسة، فإن 6 من أصل الحسابات العشرة محل الدراسة فعّلت ميزة الاشتراكات Subscriptions، والتي تتيح لمتابعيها الدفع لصناع المحتوى مقابل الحصول إلى محتوى حصري.

ولفت المركز إلى أنه حتى النقد الذي واجهته الحسابات العشر أفادها ووسّع انتشارها، فالمستخدمون الغاضبون يقومون بإعادة نشر منشورات تلك الحسابات وكتابة نصوص تنتقدها، ولكن في الوقت نفسه هذا الأسلوب يفيد الحسابات المثيرة للجدل، ويرفع من قدرتها على تحقيق الأرباح. وأوضح أن عمليات إعادة المشاركة الممزوجة بانتقادات أسهمت بما يصل إلى 28% من معدل انتشار هذه المنشورات المشجعة على الكراهية.

أخبار / مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى