تحذيرات من الخروج عن المرجعية الإسلامية في تعديل مدونة الأسرة

حذرت عدد من الهيئات المدنية والحقوقية والسياسية من خروج تعديلات مدونة الأسرة المقبلة عن إطار المرجعية الإسلامية والخطاب الملكي المؤطر لمحددات مراجعة المدونة.

واعتبر رشيد العدوني نائب رئيس حركة التوحيد والإصلاح خلال مشاركته في ندوة بالدار البيضاء حول “مذكرة الحركة الخاصة بتعديل المدونة” منتصف يناير الماضي، أن مراجعة مدونة الأسرة في سنة 2024 مؤطرة استباقيا تأطيرا ملكيا واضحا ولا لبس فيه، ولا يمكن بأي حال من الأحوال تجاوز تلك التعليمات سواء الواردة في الخطاب الملكي(خطاب العرش2022) أو الواردة في الرسالة الملكية التي وجهها أمير المؤمنين إلى رئيس الحكومة بغية إطلاق هذا الورش، محذرا من أن كل خروج عن ذلك التأطير هو في الحقيقة مغامرة غير محسوبة العواقب.

وأضاف المتحدث، أن سن قانون لا يحتاجه المجتمع أو لا يجيب عن إشكالاته المجتمع يعني قانون ميت، خاصة فيما يتعلق بشؤونهم الأسرية والتي لن تتغير بمثل هذه الطريقة القسرية، مُقِرا بوجود اختلالات كثيرة في المجتمع فيما يخص تدبير الأسر بسبب التشويش الذي يتعرض له المجتمع عبر الأفكار الدخيلة عليه والمتسربة إليه عبر الإعلام والمسلسلات المدبلجة والواردات الثقافية والفكرية القادمة من الغرب على الخصوص، وأيضا بسبب سوء فهم الدين أو سوء تطبيقه.

وفي نفس السياق، حذر حزب العدالة والتنمية من خطورة الخروج عن الإطار المرجعي والمؤسساتي لهذه المراجعة كما حدده جلالة الملك حفظه الله في رسالته السامية الموجهة إلى رئيس الحكومة بتاريخ 26 شتنبر 2023.

واستنكرت الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية مقترحات وتوصيات المذكرة التي قدمها المجلس الوطني لحقوق الإنسان إلى الهيئة المكلفة بمراجعة مدونة الأسرة يوم 20 دجنبر 2023.

وأوضح حزب العدالة والتنمية  في بيان له بيان له أن مذكرة مجلس “بوعياش” تضمنت مقترحات غريبة عن ثوابت وهوية المجتمع المغربي المسلم ومستفزة للشعور الوطني، ومتجاوزة لمقتضيات الدستور وللتوجيهات الملكية السامية المؤطرة لورش مراجعة المدونة.

كما استغربت الأمانة العامة للحزب بشدة ما أقدم عليه وزير العدل بتنظيمه يوم 18 يناير 2024 ما أسماه لقاءا تفاعليا مع مجموعة من المنظمات النسائية للتشاور حول التعديلات المرتقبة لمدونة الأسرة بشأن قضايا تهم ثبوت الزوجية والأموال المكتسبة خلال الزوجية والولاية الشرعية وتعدد الزوجات.

واستنكرت محاولات الضغط على الهيئة المكلفة بمراجعة مدونة الأسرة من طرف وزير العدل، الذي هو أصلا عضو في هذه الهيئة وحضر جلسات الاستماع لمختلف التصورات التي تم تقديمها ويشارك في المداولات الجارية.

منتدى الزهراء للمرأة المغربية ، جدد من جهته  التأكيد على مواقفه الثابتة اتجاه ورش تعديل مدونة الأسرة، وفي مقدمتها احترام مقتضيات الشريعة الإسلامية ومقاصدها السمحة.

وأوضح المنتدى في بلاغ له على إثر الدعوة التي وجهتها له وزارة العدل إلى جانب عدد من المنظمات النسائية من أجل الحضور في لقاء تشاوري حول التعديلات المنتظرة لمدونة الأسرة، أن تعديل للمدونة تؤطره خطابات ملكية سامية بالإضافة إلى الرسالة الملكية للسيد رئيس الحكومة، وهي المضامين التي وضعت الضوابط الشرعية والمنهجية لهذه المراجعة، بما يستجيب لمعالجة الاختلالات المسطرية والقضائية التي كشف عنها التطبيق العملي للمدونة.

من جهته، أكد الدكتور أحمد كافي عضو اللجنة العلمية لمركز المقاصد للدراسات والبحوث، أن المذكرة التي تم تقدم بها مركز المقاصد للهيئة المكلفة بمراجعة مدونة الأسرة ستظل منفتحة على جميع المذكرات الأخرى التي تم تقديمها شريطة احترامها للمرجعية الإسلامية التي ما فتئ أمير المؤمنين جلالة الملك يؤكد عليها “بصفتي أمير المؤمنين فإنني لن أحل ما حرم الله، ولن أحرم ما أحل الله، لاسيما في المسائل التي تؤطرها نصوص قرآنية قطعية”.

وتابع كافي أن من بين شروط أهمية المذكرات المقدمة وانفتاح المركز عليها هي أن تكون جدية بعيدة عن الأفكار الدخيلة التي لا تهم الأسرة المغربية، داعيا إلى من يسير هذا المسلك إلى الاهتمام بهموم الأسرة الحقيقية والدفاع عنها والابتعاد عن أفكار تساهم في الشقاء والتفكيك والهدم.

من جانبه، أكد محمد الزويتن الأمين العام للاتحاد الوطني للشغل بالمغرب، أن مذكرة الاتحاد أكدت على أن أي تعديل للمدونة ينبغي أن يتقيد بمقتضيات المرجعية الإسلامية اعتبارا لكون الدين الإسلامي هو دين الدولة كما ينص على لك دستور المملكة، وكما أكد على ذلك جلالة الملك في أكثر من مناسبة بأنه باعتباره أميرا للمؤمنين لن يحرم ما أحله الله ولن يحل ما حرمه الله.

وأشار الزويتن -حسب ما نقله الموقع الرسمي للنقابة المغربية- أن المرجعية المجتمعية للمغاربة المبنية على التضامن والتماسك الأسري ينبغي أن تستحضر كذلك في هذا السياق.

ودعا المجلس الوطني لمنظمة التجديد الطلابي -في بيان صادار عنه في أكتوبر من العام الماضي- إلى وجوب احترام سمو المرجعية الإسلامية في أي تعديل، أو مراجعة لمدونة الأسرة المغربية، والتمسك بها كإطار تبنى عليها هذه التعديلات، والتي من شأنها تقوية النسيج الأسري المغربي وتحقيق مبادئ التكافل والتعاون الأصيل بين الزوجين.

ووصف العلامة مصطفى بنحمزة عضو المجلس العلمي الأعلى في إحدى محاضراته ، أن سعي البعض لاجتثاث المرجعية الإسلامية من مدونة الأسرة بأنه الفوضى بعينها، منبها إلى أن البعض يريد أن يستغل فرصة إصلاح ومراجعة مدونة الأسرة لفصلها عن الشريعة الإسلامية.

وشدد رئيس المجلس العلمي المحلي لوجدة، خلال مداخلة له في يوم دراسي حول “مدونة الأسرة وأفق التعديل” بمدينة الدارالبيضاء، أن أمر مدونة الأسرة يهم المغاربة جميعا وتحتاج إلى إجماع واتفاق المغاربة لقطع الطريق على من يريدون المس باستقرار المغرب، مؤكدا أن الأمر يتعلق بقانون يهم استقرار المجتمع وتماسكه، وليس قانونا يتعلق بالضريبة أو مايشبهها.

وقال العلامة بنحمزة ” هناك من يريدون اجتثات الشريعة ليدخلوا في الفوضىى، والمغاربة لن يقبلو بذلك، ولن يكون لأي قانون يخالف الذهنية المغربية ؟أي قيمة وأي اعتبار عند الناس”.

موقع الإصلاح

أخبار / مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى