بعد شهرين من القتال .. الرابح والخاسر في صراع السودان

أكمل الصراع في السودان شهره الثاني بعد اندلاع المواجهات يوم السبت 15 أبريل 2023 بين الجيش السوداني بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الرد السريع بزعامة محمد حمدان دقلو (حميدتي)، ولم تفلح اتفاقيات وقف إطلاق النار في حفظ الأرواح وإيقاف نزيف النزوح للداخل ولدول الجوار.

وفي الميدان، تجددت الاشتباكات العنيفة بين قوات الجيش السوداني وقوات ”الدعم السريع” في مدينة بحري شمالي العاصمة الخرطوم حسب مواقع سودانية، مشيرة إلى رصد تحليق للطائرات الحربية للجيش السوداني وسماع أصوات مضادات الطيران، وسط إخفاق الطرفين في حسم المعركة.

حصاد في الأرواح

وتسببت الحرب في سقوط نحو ألف قتيل، حيث أعلنت نقابة أطباء السودان عن مؤشرات رقمية تدل على ارتفاع عدد القتلى المدنيين إلى 958 شخصًا، جراء الاشتباكات بين قوات الجيش وقوات “الدعم السريع” منذ منتصف أبريل الماضي. 

أما أصحاب الأمراض المزمنة فقد تم تركهم فريسة للموت، إذ أكد صحيفة “سودانايل: أن المرضى الذين يحتاجون لغسل الكلى استسلموا لنهاياتهم الحزينة، وأُهملت جثث القتلى حتى تحللت في المشارح وفي شوارع المدن.

ونقل المصدر ذاته عن المدير الإقليمي لأفريقيا باللجنة الدولية للصليب الأحمر،أوضح باتريك يوسف،  تأكيده أنه على الرغم من كل الجهود التي يبذلها الأطباء السودانيون الذين يعملون في ظروف شديدة الصعوبة، إلا أن الأمور تزداد سوءاً.

وأجبرت المعارك الطاحنة 2.2 مليون شخص على النزوح القسري، حسب ما نقل موقع  “سودانايل” عن بيان المنظمة الدولية للهجرة، التي قالت “نزح أكثر من مليون و670 ألف شخص داخليا في السودان، بينما بلغ عدد من غادروا الحدود نحو 528 ألفا و147 منذ 15 أبريل الماضي”.

خسائر في الاقتصاد

كما تسببت الحرب المندلعة في السودان في رفع أعداد الأشخاص الذين يحتاجون لمساعدات إنسانية من 15.5 مليون شخص إلى 24.7 مليون شخص، حس ما نقل موقع وحسب موقع “سودان تريبون” عن الأمم المتحدة التي قالت إنها تخطط لدعم 18.1 مليون شخص منهم.

وأضاف المصدر ذاته أن الأمم المتحدة تقول إن خطة الاستجابة الإنسانية للسودان، تتطلب 2.6 مليار دولار لتقديم المساعدة المنقذة للحياة لـ18.1 مليون شخص، موضحا أنها تؤكد أن  تمويل الخطة جرى تنفيذه بنسبة 15.7% فقط.

وعلى المستوى الاقتصادي، ارتفع الدولار من جديد مقابل الجنيه السوداني في البنوك والسوق الموازي بعد أن شهد فترة من الاستقرار خلال الشهور الماضية، حسب “كوش نيوز” السوداني، مضيفا أن عدد من البنوك التجارية أعلنت أسعار الدولار وتراوح بين 585 -588 جنيه للدولار.

ويتحدث تقارير توقعية عن حاجة السودان إلى مليارات الدولارات لإقامة البنية التحتية المتهالكة أصلا بعد إيقاف الحرب، التي تدخلت دول مثل السعودية والولايات المتحدة الأمريكية لوضع أوزارها مؤقتا، وتدخلت دول إفريقية لمحاولة إيجاد تسوية لها.

أخبار / مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى