العدوني:كل خروج عن التعليمات الملكية المؤطرة لمراجعة مدونة الأسرة مغامرة غير محسوبة العواقب‎

اعتبر رشيد العدوني نائب رئيس حركة التوحيد والإصلاح أن مراجعة مدونة الأسرة في سنة 2024 مؤطرة استباقيا تأطيرا ملكيا واضحا ولا لبس فيه، ولا يمكن بأي حال من الأحوال تجاوز تلك التعليمات سواء الواردة في الخطاب الملكي(خطاب العرش2022) أو الواردة في الرسالة الملكية التي وجهها أمير المؤمنين إلى رئيس الحكومة بغية إطلاق هذا الورش، محذرا من أن كل خروج عن ذلك التأطير هو في الحقيقة مغامرة غير محسوبة العواقب.

جاء ذلك خلال تأطيره للندوة التي نظمتها حركة التوحيد والإصلاح بإقليم الفداء الحي المحمدي في موضـوع: “مذكرة حركة التوحيد والإصلاح حول مراجعة مدونة الأسرة” تحت شعار: “مدونة الأسرة استحقاق وطني لتماسك اجتماعي”، وذلك يوم الأحد 13 يناير 2024 بالمركب الثقافي محمد الخامس بالدار البيضاء.

وأضاف المتحدث، أن سن قانون لا يحتاجه المجتمع أو لا يجيب عن إشكالاته المجتمع يعني قانون ميت، خاصة فيما يتعلق بشؤونهم الأسرية والتي لن تتغير بمثل هذه الطريقة القسرية، مُقِرا بوجود اختلالات كثيرة في المجتمع فيما يخص تدبير الأسر بسبب التشويش الذي يتعرض له المجتمع عبر الأفكار الدخيلة عليه والمتسربة إليه عبر الإعلام والمسلسلات المدبلجة والواردات الثقافية والفكرية القادمة من الغرب على الخصوص، وأيضا بسبب سوء فهم الدين أو سوء تطبيقه.

ونبّه نائب رئيس الحركة إلى أن قانون الأسرة هو جزء من معالجة الاختلالات وليس هو الكل، بل حاجة الدولة والمجتمع إلى مقاربة متعددة المداخل ومتكاملة في الأهداف فيها نوع من الالتقائية في العمل وكل مدخل يكمل المدخل الآخر، منوها بدور الوازع الديني والأخلاقي ودور مؤسسات التربية والتنشئة الاجتماعية في معالجة الكثير من الاختلالات المجتمعية، لأن الله يزع بالقرآن ما لا يزع بالسلطان.

وتطرق العدوني إلى السيرورة التاريخية لإصلاح مدونة الأسرة، مؤكدا أن وضع مدونة للأحوال الشخصية سبق وضع الدستور لما لهذه المدونة من أهمية لتدبير أحوال وشؤون المغاربة، منوها بالسرعة الاستباقية للدولة عند كل محطة يتم فيها الضغط على المغرب من الخارج أو من الداخل بواسطة تيارات الحركات النسوانية ودعاة الحرية المطلقة والانسلاخ عن الهوية والمرجعية الإسلامية تنفيذا لأجندات لا علاقة لها بالواقع والتربة المغربية.

كما عرج المحاضر على أبرز التعديلات التي جاءت في مذكرة الحركة حول مراجعة مدونة الأسرة وسرد أهم المقترحات التي من شأنها معالجة بعض الاختلالات.

وتلت كلمة العدوني مداخلات من متخصصين وعاملين في ميدان الأسرة والوساطة الأسرية أغنت النقاش ونبهت إلى المخاطر التي تهدد النسيج المجتمعي كارتفاع نسبة الطلاق، العنوسة والتقكك الأسري.

أبو صفوان

أخبار / مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى