الرد الإيراني على الاحتلال.. مسرحية أم تشكل إستراتيجية ردع جديدة؟

أطلقت إيران السبت الماضي 350 صاروخا وطائرة مسيّرة تجاه الاحتلال “الإسرائيلي”، زعمت تل أبيب أنها اعترضت 99% منها، فيما قالت طهران إن نصف الصواريخ أصابت أهدافا  في الكيان الإسرائيلي “بنجاح”. وتتهم طهران تل أبيب بشن هجوم دمشق الذي أسفر عن مقتل 7 من عناصر الحرس الثوري الإيراني.

اختلفت التقييمات بشأن الرد الإيراني بين من اعتبره ردا فاعلا، وبين من رأى أنه مسرحية تمت بالاتفاق مع الجانب الأمريكي، وفي هذا الشأن رفض مستشار اتصالات الأمن القومي بالبيت الأبيض جون كيربي بشكل قاطع الادعاءات القائلة إن إيران أبلغت الولايات المتحدة عن ضربات جوية ضد “إسرائيل” مسبقا.

ونقلت وكالة “الأناضول” عن كيربي تأكيده في مؤتمر صحفي، أمس الاثنين، أنه كانت هناك رسائل متبادلة بشكل طبيعي على خط واشنطن-طهران بعد الهجوم، لكن لم يرسل الإيرانيون أي تحذير للجانب الأمريكي قبل الهجوم.

وفي خضم الجدال الدائر حول قضية الرد الإيراني، تورد صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية عن قيادي عسكري سابق تأكيده أن الاحتلال “الإسرائيلي” أنفقت ما قد يصل إلى 5 مليارات شيكل (نحو 1.35 مليار دولار) خلال ليلة واحدة من أجل التصدي للهجوم الذي أطلقته إيران باستخدام مئات المسيرات والصواريخ.

ومن الذين رأوا أن الهجوم الإيراني كان مجرد مسرحية استعراضية نائب رئيس الحركة الاسلامية في فلسطين كمال الخطيب، الذي قال تعلق عن الهجوم “أقصر وأبيخ مسرحية شاهدتها في حياتي”.

وفي المقابل صنف الأستاذ الجامعي عبد العلي حامي الدين كل النقاش الدائر في العالم العربي إحيال الرد الإيراني، داعيا إلى تجاوز النظرة العصبية المبنية على اعتبارات مذهبية والتأسيس لمنظور جديد لهذه العلاقة تحضر فيها قواعد العلاقات الدولية والاجتماع السياسي ولغة المصالح المشتركة.

ويخلص في مقال بعنوان “نحن وإيران.. في الحاجة إلى وعي استراتيجي جديد” إلى القول “يبدو أن إيران نجحت في اختيار الأسلوب الأنسب لوضعيتها الراهنة، وبعثت برسالة واضحة مفادها ولادة معادلة ردع إقليمية جديدة وضعت فيها إيران قواعد اشتباك جديدة تضمن بها هيبتها ونفوذها في المنطقة، كقوة إقليمية داعمة للمقاومة وقادرة على تنفيذ عمليات عسكرية ذات طبيعة هجومية داخل العمق “الإسرائيلي””.

وتمت هناك من يربط بين هجوم إيران وبين عملية طوفان الأقصى، وفي هذا السياق تأتي شهادة من وزير الثقافة والرياضة “الإسرائيلي” ميكي زوهار الذي نقل عنه موقع “روسيا اليوم” قوله إن إسرائيل فشلت ضد حماس في 7 أكتوبر، وفشلت ضد حزب الله وستفشل أمام إيران.

ويورد موقع “روسيا اليوم” تصريحات نقلتها صحيفة “يديعوت أحرنوت” الوزير زوهار  يقول فيها إنه “يجب الرد على الهجوم الإيراني بطريقة قوية”، مضيفا أن “الرد الضعيف على هذا العدوان غير المسبوق هو استمرار للمفهوم الذي عفا عليه الزمن.

وينفتح المستقبل على كثير من السيناريوهات مع حديث الاحتلال عن الرد على إيران، حيث يورد موقع “الجزيرة” إنهاء مجلس الحرب الإسرائيلي اجتماعه المخصص لمناقشة رد محتمل على الهجوم الإيراني، في ظل تقارير تتوقع ردا إسرائيليا قريبا. في مقابل، تحذير وزير الخارجية الإيراني حسين عبد اللهيان إسرائيل من رد سريع وواسع وأقوى في حال شنت هجوما على إيران.

أخبار / مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى