فيصل البقالي ينعي الأستاذ الأمين بوخبزة: كان بحق أمة في رجل

قال الأستاذ فيصل الأمين البقالي إن الفقيد؛ الأستاذ الأمين بوخبزة جمع بين مختلف تخصصات الدعوة الإسلامية من عمل سياسي واجتماعي وخيري وتربوي وعلمي وفكري ودعوي، فكان بحق أمة في رجل.

ونعى الكاتب والشاعر المغربي في حديث لموقع “الإصلاح”، للأمة الإسلامية والمغربية ولكافة العاملين في حقل الدعوة الإسلامية فقدان رجل فذ قل نظيره وقل مسيره بين العاملين للإسلام. 

واستحضر فيصل البقالي ختم الله عز وجل وإكرامه بأن كرس أواخر حياته للعمل في دور القرآن والعمل الخيري، فتعرفه دور العمل الخيري ودور القرآن بناء وتنظيما وتسييرا وإشرافا وتدبيرا، وتعرفه مؤسسات العمل الاجتماعي خصوصا المؤسسات الاستشفائية والصحية، خصوصا في تطوان وفي طنجة والشمال بل في المغرب كله، لقيامه على هذه المؤسسات وحضه عليها والسعي في سبيلها واستنهاضه للهمم من أجل جمع الأموال وجمع الهمم والجهود من أجل الاضطلاع والقيام بهذه المشاريع.

إلى جانب ذلك، وصف المسؤول السابق لقسم الإنتاج العلمي والفكري لحركة التوحيد والإصلاح الفقيد بأن كله ذاكرة حية، متنقلة تمشي في دروب الحياة بهمة وتوكل على الله سبحانه وتعالى، مستحضرا لحظات العمل معه على كتابه الذي نشر قبل سنوات “الفقهاء والفلاسفة في الغرب الإسلامي”، معتبرا ذلك كرما من الله عز وجل، حيث كان فرصة لمعرفة الفقيد عن قرب أكثر ، من خلال ذاكرته الحية الحاضرة وبديهته السريعة وذكاء قلبه قبل عقله وعاطفته الجياشة نحو الإسلام والمسلمين وللمغاربة.

وأضاف البقالي في شهادته “كنت معه في بيته فرأيت من يغشى داره وعرفت جهده وكثيرا من القصص التي ربما لا يطلع عليها الناس، في كيف يدبر كثيرا من أمور الدنيا وكيف يتقشف في حياته وكيف يكرس كل فائض أمواله لطلبة العلم ولدور القرآن وللمساكين والمحتاجين، وفي ظل عز أزمة كورونا لم يكن يبقي من راتبه إلا على 4000 درهم هي التي يحتاجها للقيام على شؤون بيته وأولاده، وكل ما بقي من راتبه فإنه يعطيه لدور القرآن مع شح الأموال والإيرادات في تلك الفترة العصيبة، فكان يعطي كل أمواله، بل يوصي إخوانه ويأمرهم أمرا، حتى أن ميراثهم كله، إن كانوا ورثوا أراض أو دورا فكلها كرست في سبيل الإسلام والمسلمين وفي سبيل القرآن ودور القرآن وطلبة القرآن وأهل القرآن”.

وكشف المتحدث، أنه علم من مصادر موثوقة أكد له بعد إلحاح منه، أن كل ما كان يدخل على الأستاذ الأمين بوخبزة من أموال البرلمان لم تكن تدخل بيته ولم يكن يطعم منها أولاده، و نذر نذره بين نفسه أن تلك الأموال كلها تكرس في سبيل الدعوة وفي سبيل دور القرآن ومؤسسة الشاطبي وغيرها من المؤسسات التي كان يشرف عليها، ويسترشد مع أسرته ومع أخيه ومع عمه رحمه الله ومع باقي أفراد الأسرة إخوانا وأخوات وهم جميعا ولله الحمد أطر عليا علميا ودعويا واجتماعيا، ناهيك عن نسبهم الشريف ومحسبهم الأصيل وعراقتهم في مدينة تطوان وفي شمال المغرب.

واعتبر البقالي أن تقشف الفقيد شأنه شأن السلف الصالح، كأنه بقي تلميذهم وكان دليلهم على ما نقرأه عنهم رحمه الله، لسانا مجاهدا وداعية كريما ومنفقا يتستر على نفقته وأبا حاميا وصديقا محبا لإخوانه يتذكر أمجادهم وقصصهم فضلا عن رقته عليهم وحبه لهم.

وتابع “حتى أنه لما شجر بينه وبينهم من أمور النفرة والنفور ما يعلمه القاصي والداني، كان لا يحب أن يذكروا عنده بسوء، ولقد كنت معه مرة فذكر بعض الإخوان، فكأنني عاتبت عليهم فنهرني نهرا شديدا وقال هؤلاء إخوان لنا كرام جمعنا الله معا على كلمة الحق وكلمة الدعوة ولكن الإنسان طبعا يؤخذ من كلامه ويرد وقد تعتريه أحوال تغلب بشريته فيها على روحانيته ولكن في كل ذلكم يفيء إلى ربه ولا يتجاوز القسطاس المستقيم نحسبهم كذلك ولا نزكي على الله أحدا”.

يذكر أن المربي والداعية الأمين مصطفى بوخبزة الحسني توفي قبل فجر يومه الثلاثاء 07 شوال 1445 موافق 16أبريل 2024، عن عمر يناهز الـ68 عاما، بعد مسار حافل في الدعوة والعمل السياسي والعمل الخيري، وبعد صراع طويل مع المرض.

موقع الإصلاح

أخبار / مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. إنا لله وإنا إليه راجعون. اللهم ارحمه واغفر له وأسكنه فسيح جناته مع النبيئين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا. وألحقنا به مؤمنين مسلمين.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى