حسن أوريد: “طوفان الأقصى” يعيد القضية الفلسطينية إلى الواجهة ويحدث تحولات كبيرة

أكد المفكر الدكتور حسن أوريد أن أحد أهم نتائج معركة “طوفان الأقصى” عودة القضية الفلسطينية الى الواجهة باعتبارها جوهر النزاع، بعد أن اختُزلت كقضية أمنية – ترابية.

واعتبرأوريد خلال كلمته في مؤتمر الشرق الشبابي السابع الذي نظم في إسطنبول تحت شعار “اجتيار العوائق”، يومي 21 و 22 نونبر 2023، أن “طوفان الأقصى” خلق أزمة لاتفاقية أبراهام لكونها إحدى اللبنات الكبرى في هندسة الولايات المتحدة الأمريكية للشرق الأوسط، بل من أهم اللبنات بعد الحرب الباردة.

وأكد أوريد أنه من العسير الآن استعادة الاتفاقية المذكورها لوهجها بالنظر بسبب ضغط الشارع، كما يحدث في المغرب حيث تتم المطالبة بالتراجع عن الاتفاقية وإيقاف التطبيع مع الكيان “الإسرائيلي”، وقال ” إننا نشهد اليوم جيلا جديدا لصدام الحضارات الذي ولى بعد انسحاب أمريكا من أفغانستان، وكأنها نسخة جديدة مُحينة لصراع الحضارات يتمثل في اصطفاف الغرب الذي يدافع عن قيم الحرية ضد الهمجية والبربرية، وهو نفس الخطاب الذي تقول به إسرائيل”، موضحا أن الصدام الذي حدث قبل 20 سنة كانت الولايات المتحدة الأمريكية فيه هي الفاعل الأوحد، بخلاف ما نشهده اليوم من وجود فاعلين كثر كالصين وروسيا والبرازيل ومجموعة “البريكس“.

وزاد المتحدث” إننا نشهد اليوم تحولا على الصعيد الدولي بعض طوفان الأقصى، تجلى أولا في اصطفاف الغرب مع “إسرائيل” عسكريا ودبلوماسيا بل حتى إعلاميا من خلال تبني السردية “الإسرائيلية” فيما يخص بعض القضايا ومنها قصف مستشفى المعمداني، في الوقت الذي شاهدنا فيه اصطفافا في الجانب العربي وبالأخص الشارع مع الشعب الفلسطيني”، مضيفا أنه من الممكن الحديث عن ما قبل “طوفان الأقصى” وما بعده، حيث كانت الخارطة الإقليمية والدولية تتأثر بمقاربات معينة، أهمها قطار التطبيع، وإمكانية توسيعه بالتحاق المملكة العربية السعودية متم هذه السنة.

وأوضح أوريد أن القضية الفلسطينية لم تعد محددة في العلاقات العربية، بل ساد نوع من التحرش على الفلسطينيين في القدس من خلال الاجتراء على الأماكن المقدسة والمواطنين من قبل المستوطنين، مما يظهر أن العالم العربي قبل 7 أكتوبر كان تحت تأثير 3 قوى إقليمية وهي إيران وتركيا و”إسرائيل”، وبالتالي لم يكن وازنا ولا مؤثرا، وهو ما يؤشر على تحول استراتيجي نحن في بدايته ولا يمكن أن نتكهن تداعياته.

ونبه المفكر المغربي لأهمية قراءة وفهم هذه المتغيرات الاستراتيجية ووضع تصور لرؤية استباقية، مع ضرورة وضع حد للفرقة والتجزئة التي تعتري العالم العربي سواء التوترات التي بداخلها، أو التي تسود بين بعضها البعض.

موقع الإصلاح

أخبار / مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى