محمد عليلو يكتب: وفاة الأخت سمية بنخلدون والحاجة إلى كتابة “تاريخ العمل النسائي للحركة الإسلامية”

انتقلت منذ أيام الأخت الفاضلة سمية بنخلدون إلى الرفيق الأعلى، بعد معاناة طويلة مع المرض. وهي من النساء الرائدات في مجال العمل الإسلامي، واشتغلت في ميادينه المختلفة: الدعوة، والعمل الاجتماعي، والنسائي والسياسي.. وتقلدت مسؤوليات مختلفة ومتنوعة، فهي أول رئيسة لمنتدى الزهراء للمرأة المغربية، ونالت عضوية الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية، حظيت بعضوية البرلمان، تقلدت منصبا وزاريا. 

ولاشك أن الحديث عن مسار الفقيدة رحمها الله، وجهادها الدؤوب، وتضحياتها الكبرى، كل ذلك جاء بعد وفاتها، اعترافا بما قدمته من أعمال جليلة نصرة للفكرة الإصلاحية التي آمنت بها وانخطرت فيها منذ شبابها.

أمثال الأخت سمية بنخلدون كثر، أعطين للعمل الإسلامي الكثير، وساهمن في مشاريع الإصلاح من مداخله المختلفة والمتنوعة، وساهمن في بناء مؤسسات اجتماعية وتعليمية، وتربوية ودعوية، وانخرطن بقوة في العمل السياسي والنقابي .. أسماء نسائية كثيرة في ربوع الوطن الحبيب، ضحين بجهودهن نصرة لدعوة الإسلام ولرسالة الإصلاح: فاطمة حبشي بفاس، عزيزة البقالي وخديجة مفيد وفاطمة النجار وحنان الإدريسي وجميلة مصدر بالبيضاء، وأمينة عبد الوهاب ومريمة بوجمعة بتطوان، ونعيمة بنيعيش وفاطمة بلحسن بطنجة.. وهكذا أسماء كثيرة من الأخوات ساهمن في بناء هذا المشروع، إضافة إلى زوجات الإخوة الذين تحملوا المسؤوليات في هذا المشروع.

إن كتابة تاريخ العمل النسائي للحركة الإسلامية ضرورة ملحة لاعتبارات عدة:

أولها، إنصاف المرأة الحركية والاعتراف بأدوارها في نشأة وتطور الحركة الإسلامية إلى جانب أخيها الرجل.

ثانيها، بيان تطور العمل النسائي في المغرب، وكيف تطورت أفكاره وتجددت، بفضل تطور فكر واجتهاد أبناء الحركة، من فكر تقليدي إلى فكر تجديدي يؤمن بالعمل المشترك المنضبط بضوابط الشرع.

ثالثها، إفادة الغير من تجربة العمل النسائي في المغرب بنص مكتوب، عوض الاقتصار على الرواية الشفوية.

رابعها، توريث هذا الإرث للأجيال اللاحقة، ومعرفة كيف تطور فكر وتجربة العمل النسائي عند الحركة الإسلامية.

هذه بعض الأفكار التي بدت لي على إثر هذا المصاب الجلل الذي ألم بنا جميعا بفقدان أخت مؤمنة صادقة مجاهدة، ولن أنسى حرصها على حضور الجمع العام الوطني السابع لحركة التوحيد والإصلاح رغم مرضها وتعبها.

نسأل الله لها الفردوس الأعلى وأن يختم لنا بالحسنى.

محمد عليلو عضو المكتب التنفيذي لحركة التوحيد والإصلاح

أخبار / مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى