دول إسلامية تطالب بتحرك الأمم المتحدة لمنع حرق المصحف وأعمال الكراهية الدينية

قالت دول إسلامية من بينها إيران وباكستان أمس الثلاثاء إن تدنيس المصحف يرقى لمستوى التحريض على الكراهية الدينية وطالبت بمحاسبة مرتكبيه، بينما ناقش مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة اقتراحا مثيرا للجدل في أعقاب حرق مصحف في السويد.

ويسعى الاقتراح الذي قدمته باكستان حسب ما نقلته وكالة الأنباء الفرنسية ردا على واقعة حرق المصحف الشهر الماضي إلى أن يصدر المفوض السامي لحقوق الإنسان بالأمم المتحدة تقريرا عن الواقعة، ويدعو الدول لمراجعة قوانينها وسد الفجوات التي قد تحول دون “منع أعمال الكراهية الدينية وملاحقة مرتكبيها قضائيا”.

وسلط الاقتراح الضوء على الانقسامات في المجلس بين منظمة المؤتمر الإسلامي وأعضاء غربيين قلقين إزاء ما قد ينتج عن ذلك من تداعيات تتعلق بحرية التعبير وتحديات مطروحة أمام ممارسات قائمة منذ أمد طويل في مجال حماية حقوق الإنسان.

وتحدث وزير الخارجية الباكستاني بيلاوال بوتو-زرداري أمام مجلس حقوق الإنسان ومقره جنيف عبر رابط فيديو قائلا “يتعين علينا أن نرى هذا بوضوح باعتباره تحريضا على الكراهية الدينية وتمييزا ومحاولات لإثارة العنف”، مضيفا أن مثل تلك الأفعال ارتُكبت “بموافقة حكومية وحصانة من العقاب”.

وفي سياق متصل، دعا المتدخلون في المؤتمر العلمي الدولي حول: “التسامح والتعايش السلمي في إفريقيا: الفرص والتحديات” نظمته الجامعة الإسلامية بمنيسوتا الولايات المتحدة الأمريكية فرع السنغال إلى احترام المقدسات الإسلامية وإيقاف إحراق المصحف الشريف كما حدث في السويد وعدة دول غربية، مشددين على إشاعة التسامح والتعايش السلمي باعتبارهما ركيزتين أساسيتين للتنمية الشاملة.

وأوصى رئيس الرابطة العالمية لعلماء إفريقيا محمد جدة على هامش حدث إحراق المصحف الشريف بالسويد إلى ضرورة الخروج في هذا المؤتمر بالدعوة إلى احترام المقدسات الإسلامية، وإرسالها إلى جميع الهيئات العالمية، مشددا على ضرورة الإسهام في بناء أرضية مشتركة مبنية على مبدأ التعايش وقبول الاختلاف، وتعزيز الحوار بين الديانات والثقافات.

ودعا جدة الذي يشغل رئيس الشبكة الأورو الأفريقية لحقوق الانسان بالسويد إلى بناء شراكات مع وسائل الإعلام للتغلب على خطاب الكراهية والعنف، وتعزيز قيم التسامح، والانخراط في المشاركة السياسية المبنية على الدمقراطية الحقة وعلى التعددية، موضحا أن من مسؤوليات الأمة الإسلامية الكبرى حمل رسالة الرسل عليهم السلام في التسامح والتعايش المشترك.

وأكد كل من الدكتورة مريم جعبوط ويوسف الحزيمري في مداخلة بعنوان “التعايش السلمي بين المسيحية والإسلام -التجربة المغربية أنموذجا” أن الديانات السماوية الثلاث اليهودية والمسيحية والإسلام تعايشت بالمغرب قرونا منذ اجتماعها وحضورها على رقعته، موضحين أن المسار الذي اختاره ملوك المغرب خلفا عن سلف هو ترسيخ قيم التعايش وحوار الأديان.

وأوضح الباحثان المغربيان، أن المملكة المغربية حرصت على أن تظل نموذجا للدولة التي يتعايش على أرضها معتنقو الديانات السماوية، مؤكدا أن ذلك يرجع إلى وفاء المملكة لتاريخها العريق في التنوع والتعددية الدينية والثقافية التي ميزت الكيان المغربي منذ قرون، بفعل التنوع الديني الذي عرفه المغرب منذ التاريخ القديم بحكم موقعه الجغرافي حيث احتضن منذ القدم أقليات وطوائف عرقية ولغوية أو ثقافية..

يذكر أن سويديا من أصول عراقية أحرق نسخة من المصحف الشريف أمام مسجد ستوكهولم في أول ايام عيد الأضحىـ مثيرا حالة من الغضب في العالم الإسلامي واحتجاجات في عدة مدن في العالم.

أخبار / مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى