إدانات دولية واسعة لإحراق نسخة من المصحف الشريف بالسويد وموقف مغربي مشرف

خلّف إحراق نسخة من مصحف القرآن الكريم أول أيام عيد الأضحى من طرف السويدي الجنسية ذو الأوصول العراقية سلوان موميكا إدانات عربية ودولية واسعة.

وتوجه السويدي المتطرف إلى مسجد ستوكهولم الرئيسي ثم مزق نسخة من المصحف الكريم وأضرم النار فيها أمام المسجد، وذلك بعدما منحت السلطات السويدية إذنا بتنظيم تظاهرة لحرق نسخة من المصحف.

وأثارت الحادثة استياء وغضبا عارما عربيا ودوليا ودعوات إلى التصدي للإسلاموفوبيا ووقف العنف والإساءة إلى مختلف الأديان، وعلى رأس هذه الموقف، موقف المملكة المغربية التي استدعت بتعليمات من الملك محمد السادس سفيرها بالسويد للتشاور، واستدعاء القائم بالأعمال السويدي في الرباط. 

ونبهت وزارة الخارجية المغربية في بلاغ لها إلى أن هذا العمل العدائي غير المسؤول الجديد يضرب عرض الحائط مشاعر أكثر من مليار مسلم في هذه الفترة المقدسة التي تتزامن وموسم الحج وعيد الأضحى.

وأشادت مشيخة الأزهر الشريف بجمهورية مصر العربية الخميس الماضي  بالموقف المغربي وكتب الأزهر على حسابه الرسمي على موقعي التواصل الاجتماعي “فيس بوك” و “تويتر” “تحية إجلال وتقدير من الأزهر الشريف إلى المملكة المغربية، ملكا وشعبا؛ على الموقف المشرف نصرة للمصحف الشريف ومقدسات المسلمين، وردا على الانتهاكات السويدية في حق القرآن الكريم كتاب الله، الذي تمثل في استدعاء سفيرها لدى السويد، واستدعاء سفير السويد في المغرب”.

كما استدعت تركيا السفير السويدي لدى أنقرة احتجاجا على هذه الخطوة التي وصفتها بأنها “جريمة كراهية ضد القرآن”. واستنكر الرئيس الروسي فلاديمير بوتن هذه الواقعة، وقال خلال زيارته مسجدا في مدينة دربند الأربعاء: “إن بطريرك روسيا يؤكد لنا دائما أن المسلمين إخوتنا”، وظهر الرئيس الروسي وهو يمسك بيده نسخة من القرآن أهديت إليه أثناء تلك الزيارة.

كما عبرت مصر عبر وزارة خارجيتها عن “بالغ قلقها إزاء تكرار حوادث إحراق المصحف الشريف وتصاعد ظاهرة الإسلاموفوبيا وجرائم ازدراء الأديان مؤخراً في بعض الدول الأوروبية”.

ونشرت الخارجية السعودية بيانا أدانت فيه هذه الواقعة، وجاء فيه: “إن هذه الأعمال البغيضة والمتكررة لا يمكن قبولها بأي مبررات، وهي تحرض بوضوح على الكراهية والإقصاء والعنصرية، وتتناقض بشكلٍ مباشر مع الجهود الدولية الساعية لنشر قيم التسامح والاعتدال ونبذ التطرف، وتقوّض الاحترام المتبادل الضروري للعلاقات بين الشعوب والدول”.

وأدانت منظمة التعاون الإسلامي بشدة الاعتداء السافر الأخير على حرمة وقدسية المصحف الشريف في مملكة السويد في أول أيام عيد الأضحى خارج المسجد المركزي في العاصمة ستوكهولم، معربة عن استيائها من تكرار أفعال تدنيس نسخ من المصحف الشريف، وأسفها لإصدار السلطات تصريحًا يسمح بتنفيذها.

ودعت المنظمة، في بيان ختامي توج الاجتماع الاستثنائي مفتوح العضوية للجنتها التنفيذية، أمس الأحد بجدة، الأمين العام إلى توجيه رسالة باسم الدول الأعضاء إلى الحكومة السويدية والنظر في إمكانية إرسال وفد إلى السويد ومفوضية الاتحاد الأوروبي للإعراب عن إدانة حادثة حرق نسخة من المصحف الشريف ودعوتها إلى اتخاذ الإجراءات اللازمة لعدم تكرار ذلك العمل الإجرامي تحت ذريعة حرية التعبير.

ووسط هذه الإدانات والاستنكار الكبير والدعوة إلى مقاطعة البضائع السويدية، أكّدت الحكومة السويدية أمس الأحد إدانتها لهذا العمل، معتبرة ما قام به الرجل السويدي عملا “معاديا للإسلام”.

وقالت وزارة الخارجية السويدية في بيان لها إن “الحكومة السويدية تتفهم بالكامل أن الأعمال المعادية للإسلام التي يرتكبها أفراد خلال تظاهرات في السويد يمكن أن تكون مسيئة للمسلمين. إنّنا ندين بشدّة هذه الأعمال التي لا تعكس بأيّ حال من الأحوال آراء الحكومة السويدية”، مذكرة في الوقت نفسه بأن حرية التعبير حق محمي دستوريا في السويد.

 وكانت الشرطة السويدية قد منحت للعراقي سلوان موميكا تصريحا للقيام باحتجاجه بما يتماشى مع حماية حرية التعبير، لكن السلطات قالت لاحقًا إنها فتحت تحقيقا بشأن “التحريض”.

وليست هذه الجريمة الأولى من نوعها في السويد، فقد سبق أن أقدم زعيم حزب “الخط المتشدد” الدنماركي اليميني المتطرف في 21 يناير الماضي على حرق نسخة من المصحف قرب السفارة التركية في ستوكهولم وسط حماية من الشرطة، ما تسبب في احتجاجات عربية وإسلامية ودعوات إلى مقاطعة المنتجات السويدية.

مواقع إعلامية

أخبار / مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى