دراسة: الاحتلال “الإسرائيلي” خسر الحرب الإعلامية في معركة طوفان الأقصى

كشفت دراسة جديدة أن الاتجاه الأكبر في الصحافة الغربية وغير الغربية يشير إلى أن “إسرائيل” خسرت معركة الحرب الإعلامية في معركة طوفان الأقصى، بل إن أغلب تقارير المنظمات الدولية أو ما تنقله وسائل الإعلام المختلفة بدأت تشكك بقدر كبير في الروايات الإسرائيلية، خصوصا موضوعات المستشفيات وتبرير قتل المدنيين من الأطفال والنساء.

وذهبت ورقة علمية بعنوان “تحولات الرأي العام الدولي وطوفان الأقصى” للدكتور وليد عبد الحي إلى أن الصورة “الإرهابية” التي تقدمها “إسرائيل” للعرب أصبحت أقل قابلية للتصديق مع الارتفاع المتواصل في عدد الضحايا المدنيين من الفلسطينيين في غزة والضفة الغربية، وهو ما يعني أن “إسرائيل” ستواجه في كل مرة تحاول تقديم نفسها بشكل إيجابي أو تقارن الطرف الفلسطيني بجهات متطرفة بالتشكك في رواياتها، في ظلّ الصورة الحالية للسلوك الإسرائيلي في غزة والتي أصبحت مرجعية في ذهن المتلقي.

وتشير الورقة العلمية الصادرة عن مركز “الزيتونة للدراسات والاستشارات” إلى أن التقارير العديدة من وسائل الإعلام الغربية والمنظمات الدولية تبدو مناقضة للرواية الإسرائيلية حول “الوجود العسكري للمقاومة” في المستشفيات أو المدارس، وهو ما سيعزز الشكوك مستقبلا في الروايات الإسرائيلية. وأن السياسات الإسرائيلية عززت من وجهة النظر الغربية، على الرغم من محدوديتها حتى الآن، التي ترى أن “إسرائيل” أصبحت عبئا أكثر منها عوناً.[24]

وأكدت الدراسة أن عودة أي مسؤول إسرائيلي للحديث عن الهولوكوست Holocaust أو معاداة السامية سيتم تذكيره بما فعلته حكومته في غزة، وهو ما سيجعل “إسرائيل” أقل ميلا لتكرار الحديث عن الهولوكوست لأنها مارست الممارسة نفسها، أي أن هذه الفكرة (الهولوكوست) لم تعد مجدية بالقدر الذي كانت عليه سابقا، وهو ما بدأ الاعلام الغربي يشير له.

وتدل المؤشرات في الولايات المتحدة ودول الاتحاد الأوروبي – حسب الورقة العلمية – على أن الأجيال الشابة (قادة المستقبل) هم أكثر تعاطفا مع الموقف الفلسطيني، وهو أمر تعزز بشكل واضح في فترة ما بعد الطوفان، وهو ما يعني أن احتمالات التغير التدريجي في اتجاهات لا تتناسب مع السياسة الإسرائيلية أمر سيتزايد.

ورغم أن هذه الدراسة – تضيف الورقة- معنية بالرأي العام الشعبي، إلا أن التصويت في الأمم المتحدة، وبيانات الأمين العام للأمم المتحدة ووكالاتها المتخصصة، وعدد الدول التي سحبت سفراءها أو احتجت على السياسة الإسرائيلية تجاه قطاع غزة يعزز من تحولات الرأي العام في هذه الدول بقدر ما.

وتناولت الدراسة ثلاثة أبعاد مركزية لوظيفة الأداة الإعلامية الأكثر تأثيرا توجهات الرأي العام  مهما كانت في أي بلد أو إقليم  أو على مستوى المجتمع الدولي ككل، وهي التأطير الذهني Framing، وتحديد أدوات معينة لتقييم الظاهرة أو تداعياتها priming، وتغييب او استحضار موضوعات معينة دون غيرها agenda-setting.

وحاولت الدراسة تطبيق التحول السابق في الميدان الإعلامي على الرأي العام الشعبي في العالم، من خلال رصد مدى التحول في موقف الرأي العام الدولي بعد عملية “طوفان الأقصى” التي بدأت يوم 7/10/2023، وما تزال متواصلة حتى الآن.

وتطرقت الدراسة إلى استراتيجية “إسرائيل” وحلفاؤها في التعامل مع العملية العسكرية للمقاومة والتحول في الرأي العام الدولي مع طوفان الأقصى والتداعيات المستقبلية لهذه النتائج.

موقع الإصلاح

أخبار / مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى