المقاومة الفلسطينية تتحكم في إيقاع المفاوضات وحكومة الاحتلال في ورطة

يستمر مسلسل تبادل الأسرى بين المقاومة الفلسطينية والاحتلال “الإسرائيلي” طبقا للهدنة الإنسانية، التي أوقفت العدوان على القطاع لأربعة أيام، علما أن المفاوضات لازالت جارية لتمديدها للأيام أخرى أو على الدوام.

وقد أخفق الاحتلال “الإسرائيلي” في تحقيق أهدافه المعلنة، المتمثلة في إستعادة الأسرى عبر الاجتياح البري للقطاع، والقضاء على حركة المقاومة الاسلامية ( حماس)، وتدمير جميع البنى التحتية للمقاومة في غزة، كما أخفق في تحقيق أهدافه المخفية المتمثلة في تهجير سكان القطاع واحتلاله ولاحقا الضفة الغربية.

وتكشف عملية التبادل عن اقتصارها حتى الآن على المدنيين فيما أن الأسماء الوازنة وبرتب عسكرية لازالت بين الأسرى العسكريين الذين تطمح المقاومة لمبادلتهم بقادة فلسطينيين، وعلى رأسهم أقدم أسير فلسطيني، نائل البرغوثي الذي قضى 44 سنة في سجون الاحتلال، ومروان البرغوثي الإسم المرشح القوي للمنافسة على خلافة محمود عباس.

ويشمل الاتفاق تبادل 50 من الأسرى من النساء المدنيات والأطفال في قطاع غزة في المرحلة الأولى مقابل إطلاق سراح 150 فردا من النساء والأطفال الفلسطينيين المحتجزين في السجون “الإسرائيلية” على أن يتم زيادة أعداد المفرج عنهم في مراحل لاحقة من تطبيق الاتفاق.

وتمكنت المقاومة الفلسطينية في 7 أكتوبر 2023 بعد الدخول إلى غلاف غزة من أسر أكثر من 230 “إسرائيلي”، بينهم عسكريون برتب رفيعة، لمبادلتهم بأكثر من 8000 أسير فلسطيني في سجون الاحتلال “الإسرائيلي”.

ويؤكد العدد الذي تم الإفراج عنه، أن المقاومة الفلسطينية تملك أضعاف المفرج عنهم حتى الأن ما يسمح لها بهامش المناورة، وهو ما جعل الإعلام العبري وحتى الغربي يخلص إلى أن “إسرائيل” فشلت في تحرير الأسرى، ومنحت حركة حماس نصرا للمقاومة بسبب تسطيرها أهداف للحرب أكبر.

وفي هذا الشأن يقول “تل ليف رام” في مقال نشره على صحيفة “معاريف” بعنوان “كلما طالت الهدنة صعُبت العودة للقتال” إن “لم يسبق لدولة إسرائيل أن واجهت معضلة من هذا النوع عند الحرب”.

يبدو أن ما وصفه “رام” في مقال ترجمته صحيفة “الأيام الفلسطينية بـ”الألعاب النفسية لحماس” سيؤدي بالصهاينة بعد تمديد الهدن إلى قول “لا طاقة لنا بالمقاومة وجنودها”، ولهذا قال “مهما يكن من أمل لا شك في أنه كلما كان زمن الهدنة أطول هكذا سيكون تحدي العودة إلى القتال أصعب وأكثر تعقيداً”.

لهذا يرى “ناحوم برنياع” في مقال نشرها على صحيفة “يديعوت أحرونوت” أن «حماس» لا تزال قوية والصفقة مفتوحة على الاحتمالات، ويختم مقاله بالقول “بالوعود العابثة لا ينتصر الناس بالحروب”.

ويرسم “برنياع” في مقال ترجمته صحيفة “الأيام” الفلسطينية ثلاثة دروس أولية. الأول، «حماس» لا تزال قوية في المنطقة والسنوار يتحكم بها. الثاني، الاتفاق ليس مغلقا حتى النهاية، والثالث: صعب جدا على حكومة “إسرائيل” أن توقف صفقة كهذه بعد أن تعهدت بها.

موقع الإصلاح

أخبار / مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى