الصحافة العبرية تشكك في قدرة جيش الاحتلال على إنهاء حركة “حماس”

تشهد الصحافة العبرية تحولات في حجم تحقيق الأهداف الظاهرة والمستتيرة للعدوان الذي يقوده الاحتلال “الإسرائيلي” على قطاع غزة عقب عملية طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر 2023، التي باتت توصف عند بعض الإعلام العبري بـ”المذلة الإسرائيلية الكبرى“. 

تقول افتتاحية “يديعوت أحرونوت” إن “إسرائيل تراهن على ما قد ينجم عن عملية خان يونس المخططة على عجل وغير المدروسة، وربما حان الوقت للاعتراف بأن النصر الكامل ليس في الأفق، ومن الأفضل، والحالة هذه، أن نسخر طاقتنا من أجل استعادة جميع المحتجزين وتضميد جراحنا الجماعية العميقة”.

توقعات عالية

تجسد افتتاحية مقال الصحفي ناحوم برنيع التأكيد على بعد منال صورة النصر التي لازالت القيادات السياسية والعسكرية وحتى الحلفاء على تحقيقه، لهذا يرى أن إعادة المحتجزين الذين ما زالوا في قطاع غزة، وإعادة جثث من ماتوا منهم إلى إسرائيل أولى من الدخول المبكر في هجوم بري على جنوب القطاع.

وفي هذا الشأن، ينقل موقع “الجزيرة” إشارة الصحفي إلى أن الهجوم على الجنوب يستلزم توغل الجيش “الإسرائيلي” في عمق خان يونس، وهنا ينبه إلى أن الأمر قد يؤدي إلى حدوث فوضى جيوسياسية ضخمة، وبالتالي سيكون من الحكمة خفض التوقعات قليلا، ما دام النصر الكامل غير مرجح في الظروف الحالية.

أوهام عابثة

ويصل  إيال زيسر في مقال نشره في صحيفة “إسرائيل اليوم” بعنوان “خطر التراجع عن هزيمة «حماس» إلى نفس النتيجة، حيث يتسائل “لماذا غرست القيادة الإسرائيلية في الجمهور أوهاماً عابثة عن أهداف المعركة، والآن تهدئه وتنيمه قبل النهاية؟”.

ويقول في المقال الذي ترجمته صحيفة “الأيام” الفلسطينية “إذا كنا سنصدق تصريحات القادة في الحكومة وفي قيادة الجيش – فإن حرباً طويلة لا تزال أمامنا وهي ستتواصل بكل التصميم والقوة حتى الحسم، تصفية القدرات العسكرية لحماس وقدرتها على الحكم في القطاع”.

ويقدم نصيحة إلى القيادة تقوم على الحقيقة والثقة، قائلا “من الأفضل أن تقول للجمهور الحقيقة، ما هو الممكن وما هو غير الممكن برأيها أن تحققه في عملية عسكرية، نظراً للظروف الدولية والاضطرارات الاقتصادية والأمنية”.

شكوك كبيرة

ويكتب ناحوم برنياع في صحيفة “يديعوت أحرونوت” تحت عنوان “مرحلة خان يونس: حان وقت تخفيض التوقعات” أن “يدخل الجيش الإسرائيلي إلى خان يونس دون خطة لليوم التالي. هذا جيد ربما لعملية ثأر، وليس لخطوة تستهدف خدمة استراتيجية”. 

ويشير في المقال الذي ترجمته صحيفة “الأيام” الفلسطينية إلى أن “أحد الدروس من الأسابيع الثمانية الأولى من القتال هو أنه ليس سهلا تطهير مناطق غزة من المخربين (المقاومين). 57 يوما مرت ولا تزال الشجاعية تقاتل، وجيوب المقاومة توجد أيضا في أحياء أخرى”.

وتابع “الساعة تدق، وذلك بسبب الضغط الأميركي، وبسبب وضع السكان أيضا. مشكوك أن يكون لإسرائيل أكثر من أسبوعين؛ مشكوك أن يكون ممكنا في أسبوعين تحقيق الأهداف الواسعة التي أعلنت عنها القيادة السياسية في بداية الحرب”.

 

 

أخبار / مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى