أَنا الحجاب في ثناياه الدُرُّ كامِنٌ فَهَلا سَأَلوا الآي عَن صدفاتي؟ – سحر الخطيب

إن أول ما عاقب الله عز وجل آدم عليه السلام بعد معصية الأكل من الشجرة الملعونة كانت بتعريته هو وزوجه وتجريدهما مما كان يسترهما قبل نزولهما إلى الأرض. فكان الحرمان من الستر أول عقوبة إلهية لآدم في الجنة و أول ما قام به آدم و زوجه هو ستر ما كشف منهما. قال تعالى:”وَيَا آدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ فَكُلَا مِنْ حَيْثُ شِئْتُمَا وَلَا تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ * فَوَسْوَسَ لَهُمَا الشَّيْطَانُ لِيُبْدِيَ لَهُمَا مَا وُورِيَ عَنْهُمَا مِنْ سَوْآتِهِمَا وَقَالَ مَا نَهَاكُمَا رَبُّكُمَا عَنْ هَذِهِ الشَّجَرَةِ إِلَّا أَنْ تَكُونَا مَلَكَيْنِ أَوْ تَكُونَا مِنَ الْخَالِدِينَ * وَقَاسَمَهُمَا إِنِّي لَكُمَا لَمِنَ النَّاصِحِينَ” فَدَلَّاهُمَا بِغُرُورٍ فَلَمَّا ذَاقَا الشَّجَرَةَ بَدَتْ لَهُمَا سَوْآتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِنْ وَرَقِ الْجَنَّةِ وَنَادَاهُمَا رَبُّهُمَا أَلَمْ أَنْهَكُمَا عَنْ تِلْكُمَا الشَّجَرَةِ وَأَقُلْ لَكُمَا إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمَا عَدُوٌّ مُبِينٌ * قَالَا رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ * قَالَ اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ * قَالَ فِيهَا تَحْيَوْنَ وَفِيهَا تَمُوتُونَ وَمِنْهَا تُخْرَجُونَ * يَا بَنِي آدَمَ قَدْ أَنْزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاسًا يُوَارِي سَوْآتِكُمْ وَرِيشًا وَلِبَاسُ التَّقْوَى ذَلِكَ خَيْرٌ ذَلِكَ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ * يَا بَنِي آدَمَ لَا يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُمْ مِنَ الْجَنَّةِ يَنْزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا لِيُرِيَهُمَا سَوْآتِهِمَا إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لَا تَرَوْنَهُمْ إِنَّا جَعَلْنَا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاءَ لِلَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ ﴾ “الأعراف: 11 – 27 “

فالحرمان من الستر عقوبة إلهية للعاصي والستر منحة ربانية للآدمي كما هو فطرة إنسانية غالبة أصيلة في بني البشر وقد يكون السعي إلى استرجاع الستر هو أول خطوة على طريق التوبة والأوبة إلى الله كما فعل آدم عند سقوطه في المعصية.

نود أن نقف ونتأمل في هذه القيمة العالية، قيمة الستر التي يراد وأدها عنوة في الثقافات والمجتمعات. وقفة تأمل تفرض نفسها بمناسبة اليوم العالمي للحجاب، الذي يصادف 1 فبراير من كل عام ميلادي منذ سنة 2013، وتم الاحتفاء به سنة 2016 في 140 بلد حول العالم. وهذا النوع من الزي أو اللباس يتنوع بتنوع الثقافات والبيئات إلا أن الرمزية والمعاني العميقة التي يحملها وراء كونه مظهرا خارجيا تبقى ثابتة رغم تطور الأزمنة وتحول القيم. فهو ليس مجرد لباس ظاهر أو زي للارتداء لفئة معينة من المسلمات. بل هو يمثل منظومة أسرية قيمية فكرية ثقافية مجتمعية متميزة ومتمايزة.

إن هذا الزي له تاريخ طويل، لم يبدأ فقط ببدء الإسلام، وإنما يمتد عبر العصور في ثقافات وشرائع من قبلنا من معتنقي التوحيد كاليهودية والنصرانية رغم ما اعترى هاتين الأخيرتين من تحريف وما شابههما من تضليل. فالمرأة اليهودية ترتدي ما يستر زينتها، وكانت المرأة النصرانية تضع غطاء للرأس قبل دخول الكنيسة وكان لا يتصور أن تدخل برأس مكشوف إلى حدود القرن العشرين ولا زالت هناك نساء نصارى في بعض مناطق من العالم مثلا في ألبانيا وفي الكنيسة الأرثودوكسية والشرقية وفي الطائفة النصرانية في روسيا وأوكرانيا والهند وباكستان وكوريا الجنوبية، يرتدين غطاء الرأس عند حضور القداس في الكنائس. في أواسط القرن العشرين وبعد غطاء الرأس، انتشرت عادة ارتداء القبعات في الغرب كبديل عن غطاء الرأس إلا أن هذه الظاهرة اختفت في الغرب عموما.

في التقاليد المسيحية، كان النقاب رمزًا للكرامة والعفة والعذرية. وبشكل عام، فإن مسألة لباس المرأة، وعلاقتها بالتقوى ومراعاة القواعد الأخلاقية، هي جزء من التعاليم المسيحية وقد فرضها على مر القرون رؤساء الكنائس. وحتى التماثيل التي تمثل مريم العذراء لديهم تظهرها دائما بغطاء الرأس، ولا زالت الراهبات يرتدين هذا النوع من اللباس الساتر والسابغ. إذن فالحجاب، رغم أنه يحسب على دين الإسلام إلا أنه كان سائدا ولا زال في الشرائع الأخرى.

رغم أنه يتم الاحتفاء باليوم العالمي للحجاب مرة في السنة إلا أنه يلازم المرأة المسلمة الملتزمة في حلها وفي ترحالها. فهو مكون أساسي في شخصية المرأة، في أسرتها وفي المنظومة القيمية والمجتمعية والأخلاقية والثقافية والحضارية لأمة الإسلام. لا يعدو الحجاب عن كونه لباسا خارجيا ظاهريا، بل هو ذو دلالات أعمق وأعظم.

إن الالتزام بالحجاب هو أمر إلهي ورد في عدة مواضع من القرآن وفصلت فيه أحاديث كثيرة من أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم:

. قال تعالى : ( وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُولِي الْإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاءِ وَلا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنَّ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعاً أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ) النور/31.

وقال تعالى:( يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً ) الأحزاب/59.

قال تعالى:(وَالْقَوَاعِدُ مِنَ النِّسَاءِ اللَّاتِي لا يَرْجُونَ نِكَاحاً فَلَيْسَ عَلَيْهِنَّ جُنَاحٌ أَنْ يَضَعْنَ ثِيَابَهُنَّ غَيْرَ مُتَبَرِّجَاتٍ بِزِينَةٍ وَأَنْ يَسْتَعْفِفْنَ خَيْرٌ لَهُنَّ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ) النور/60 .وقال تعالى : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلا أَنْ يُؤْذَنَ لَكُمْ إِلَى طَعَامٍ غَيْرَ نَاظِرِينَ إِنَاهُ وَلَكِنْ إِذَا دُعِيتُمْ فَادْخُلُوا فَإِذَا طَعِمْتُمْ فَانْتَشِرُوا وَلا مُسْتَأْنِسِينَ لِحَدِيثٍ إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ يُؤْذِي النَّبِيَّ فَيَسْتَحْيِي مِنْكُمْ وَاللَّهُ لا يَسْتَحْيِي مِنَ الْحَقِّ وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعاً فَاسْأَلوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ وَمَا كَانَ لَكُمْ أَنْ تُؤْذُوا رَسُولَ اللَّهِ وَلا أَنْ تَنْكِحُوا أَزْوَاجَهُ مِنْ بَعْدِهِ أَبَداً إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيماً ) الأحزاب/53.

 إن العبرة بهذا الأمر الرباني تكمن في أوجه عدة، فمن خلال الآيات، نستشف أن أول مقصد من مقاصد اللباس الشرعي للمرأة هو الحماية والحفظ من الأذى: ” ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلا يُؤْذَيْنَ”. فالتعريف بهوية المرأة المسلمة يقتضي تبليغ رسالة مفادها أن هذه المرأة المسلمة، من خلال هذا النوع من اللباس، تعرف بهويتها حتى تتفادى تعرضها للأذى. وجاءت هذه الرسالة بصيغة الخطاب للرسول صلى الله عليه وسلم آمرة إياه بتبليغ الأمر من خلال فعل “قل”: ” يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلابِيبِهِنَّ”. فهنا أمر من الله سبحانه وتعالى لرسول الله صلى الله عليه وسلم بأن يأمر أزواجه وبناته ونساء المؤمنين بإدناء الجلباب عليهن والذي هو كناية عن الستر والغطاء. ونستطيع القول بأن هذا الأمر هو أمر إلهي جاء على نحو مزدوج من الله ومن رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى فئة نساء الأمة.

المقصد الآخر الذي ورد في الآيات هو مقصد طلب العفة والحياء “وَأَنْ يَسْتَعْفِفْنَ خَيْرٌ لَهُنَّ”. فالحياء خلق الإسلام وبه اتسم. كما أن الحياء منقبة وفضيلة، وفيه يترفَّع المرء عن المعاصي والآثام. فمن تحجبت ثوبا، فحري بها أن تترفع عن الاستسلام للأهواء خلقا. أما العفة، التي هي المقصد الآخر من الحجاب، فهي ضبط جماح النفس عن كل ما يدنسها ويبعدها عن القرب من الله تعالى. فعندما تتحرر المرأة المسلمة من اتباع الهوى والمادية وتتعالى على موجات الأزياء وصيحات الموضة، يصبح الحجاب بالتالي ضبطا للنفس وترفعا عن الذنوب.

مقصد آخر من مقاصد الحجاب هو ابتغاء الطهر والتنزه عن العيوب والنقائص. قال تعالى: “ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ”، أي يقي من خواطر السوء ومن وساوس النفس.

وقاية من الأذى، عفة، حياء، طهر، كلها صفات جليلة ومقاصد فضلى تتجلى من وراء اللباس الشرعي للمرأة تسمو به على ذهنية المظاهر وثقافة الاستهلاك الطاغيتين في مد العولمة الجارف.

طالما انتقد الحجاب واعتبر تسلطا ذكوريا على الأنثى وأنه يقيد حرية المرأة والفتاة ويعد سبب تخلفها وعدم نجاحها في الحياة، وأنه يستبعدها ويعزلها ظلما عن العالم على أن الحقيقة عكس ذلك، فالإسلام جاء ليحرر الإنسان من العبودية لغير الله ومن النظرة الدونية. شرع الحجاب ليس لعزل المرأة والحجر عليها بل لتنظيم حركة المرأة داخل المجتمع وتحصينها ضد محاولات تجعلها تحيد عن مهمتها ورسالتها الحضارية.

يمكن القول بالنظر إلى النصوص القرآنية والسنة النبوية المشرفة، أن الحجاب عبادة شرعت بأمر إلهي، تفردت بها النساء عن الرجال، عبادة متواصلة لا تنقطع ممارستها التعبدية ولا ينتهي أجرها ما دامت نية ارتداءه عبادة الله وطاعة أمره والانتهاء عن نهيه. وقد سادت هذه العبادة في عصر النبوة وفي عصر الخلافة الراشدة وفي العصور الموالية وحازت على إجماع العلماء عبر العصور وفي جميع الأصقاع والبلدان.

ولتعزيز دوره العبادي التعبدي، يحمل الحجاب في ثناياه دررا إيمانية، قيمية، ثقافية، بانية لأمة و لحضارة الإسلام، فمن الدرر التي في ثناياه، هناك التي ترصع الجانب الإيماني كالتحرر من العبودية لغير الله، و تعميق العلاقة مع الخالق لأن المتحجبة في عبادة متواصلة، و درر أخرى تزين الجانب الدعوي الرسالي: فبحجابها تمثل المرأة الإسلام في مجتمعها و حول العالم، و تصبح المرأة سفيرة لدينها و قيمها وحاملة لرسالة أخلاقية جليلة لا يستطيع أحد غيرها حملها.

كما تسطع درر أخرى على المستوى النفسي، فالحجاب المتزن يرفع تقدير الذات لدى المرأة لعدم ارتباطها بالمظهر الخارجي، فلا تصبح شيئا مرغوبا فيه فقط لجسدها أو جمالها ولا تضحي فريسة تسيل لعاب المعلنين وشركات الدعاية. كما أن المرأة المحتجبة تمتلك الإرادة والقدرة على الترفع عن أهواء النفس ومواجهة وساوس شياطين الإنس والجان. وعلى مستوى الأسرة، فالحجاب يجعل من المرأة درة مصونة تبدي زينتها في الحلال الطيب، لأفراد أسرتها من المحارم. فيفيض إشعاعها على المجتمع بأسره من خلال إشاعة قيم الحياء والعفة، وتحجيم ثقافة الاستهلاك وصيحات الأزياء. 

لا يتلخص الحجاب في كونه فقط عبادة أو طاعة لأمر رباني أو ظاهرة شخصية تخص فئة من النساء الملتزمات بدينهن، بل هو لبنة تؤسس لمنظومة أخلاقية، ثقافية، فكرية، حضارية، تبشر بحضارة إنسانية راشدة يسود فيها تكافؤ الفرص وتثمين الأشخاص على أساس الكفاءات والقدرات لا على أساس المظاهر والرغبات الشخصية.

ونحن في ليلة الإسراء والمعراج، يحضرني حديث جاء في صحيح الإمام مسلم في شرح النووي في ” باب النساء الكاسيات العاريات المائلات المميلات”، والذي يخبر عن صنف من النساء له أوصاف معينة وسلوكات مشينة توحي بانحراف هذا الصنف عن مراد الله من المرأة.

حدثني زهير بن حرب حدثنا جرير عن سهيل عن أبيه عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “صنفان من أهل النار لم أرهما: قوم معهم سياط كأذناب البقر يضربون بها الناس، ونساء كاسيات عاريات مميلات مائلات، رؤوسهن كأسنمة البخت المائلة لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها، وإن ريحها ليوجد من مسيرة كذا وكذا”، هذا الحديث من معجزات النبوة وفيه ذم لهذين الصنفين. قيل: معناه كاسيات من نعمة الله عاريات من شكرها، وقيل: معناه تستر بعض بدنها، وتكشف بعضه إظهارا بحالها ونحوه، وقيل: معناه تلبس ثوبا رقيقا يصف لون بدنها.

يُعتبر هذا الحديث من دلائل النبوة، فقد وصف رسولنا الكريم هذا الواقع الذي نراه وصفا دقيقا، بعد أن رآه في رحلة المعراج عندما عرض عليه النعيم والعذاب، وها نحن نراهما بأعيننا في هذا الزمان.

في الختام، علينا ألا ننسى أن الخطيئة الأولى التي أخرجت آدم وزوجه من الجنة فتنة شيطانية وخدعة إبليسية أدت إلى نزع اللباس عنهما. فاقترنت المعصية والعقوبة في الجنة بنزع اللباس وما أشبه اليوم بالبارحة إذ أصبحت النساء، بإغواء شيطاني، ينزعن حجابهن ويكشفن ما يتعين عليهن ستره من زينتهن ابتغاء متعة الحياة الدنيا، متناسيات أمر الله، خاضعات لضغوط العمل والأسرة والمجتمع، مجاريات لما تقذفه لهن العولمة من ملهيات ومثيرات، في حين لو أنهن خضعن لأمر الله بارتداء الحجاب وانضبطن للمنظومة المثلى الأخلاقية والقيمية التي تمثله، لربحن دنياهن وآخرتهن سواء بسواء. يقول تعالى في سورة الأعراف، الآية 27:

“يا بني آدم لا يفتننكم الشيطان كما أخرج أبويكم من الجنة ينزع عنهما لباسهما ليريهما سوآتهما إنه يراكم هو وقبيله من حيث لا ترونهم إنا جعلنا الشياطين أولياء للذين لا يؤمنون “.

 

 

 

 

 

أخبار / مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى