أكاديميون يحددون ضوابط منهجية لإعمال مقاصد الشريعة في الإجابة على الأسئلة المعاصرة

شدد المتدخلون في ندوة علمية في موضوع “مقاصد الشريعة بين الضوابط الشرعية والتأويلات الحداثية: قضية الأسرة أنموذجا” نظمها مركز المقاصد للدراسات والبحوث يوم السبت 17 يونيو 2023  بمركز التكوين بالرباط على ضرورة الاهتمام بمقاصد الشريعة للإجابة على الأسئلة المعاصرة، مؤكدين على ضرورة وضع ضوابط للاستنجاد بالمقاصد. 

وأكد نائب المدير العلمي لمركز المقاصد للدراسات والبحوث الدكتور  الحسين الموس أن إعمال مقاصد الشريعة يجب أن يكون محكوما بضوابط منهجية معينة، منتقدا محاولة فرض مجموعة من القيم الغربية على الأمة الإسلامية تحت مسمى الكونية.

وأكد الموس أن قضية تدافع القيم تبرز بين الفينة والأخرى في لحظات مصيرية مثل تعديل الدستور ومدونة الأسرة، معتبرا طلب بعض المخالفين الاحتكام إلى المقاصد خطوة إيجابية، مشددا على ضرورة التوافق على بناء الأسرة على أسس مستقرة، والوصول إلى كلمة سواء في هذا الوطن.

وأكد أستاذ أصول الفقه بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بفاس محماد رفيع أن هناك عدة مبررات تحتم الاستنجاد بمقاصد الشريعة، منها تعقد القضايا المعاصرة، وغلبة النظر الجزئي في تناول هذه القضايا، وتعثر الاجتهاد المعاصر، وسقف الحرية، وتعثر الاجتهاد المعاصر من حيث التنظيم والاستقلالية.

وحدد رفيع ثلاثة ضوابط للاستعانة بمقاصد الشريعة، منها التسليم بالشريعة الإسلامية كمرجعية إلهية مع التمكن من منهج النص الشرعي من خلال المنظومات الثلاث (التدليل. التعليل. التأويل)، والجمع بين النظر المقاصدي الكلي والنظر الجزئي في النصوص.ذ

وأوضح رفيع أن الحديث عن ضوابط لاستعمال المقاصد ليس المقصود منه فرملة أفكار الناس، وإنما الاشتغال وفق قواعد علمية، مشيرا إلى أن الهدف من المقاصد هو إنتاج أجوبة مناسبة لأسئلة الزمن، وإنتاج خطاب دعوي تواصلي مع العالمين، وتحرير المعرفة الشرعية من أسر المعرفة التراثية مع استيعاب هذه الأخيرة.

وانتقد الدكتور المختص في أصول الفقه محمد عوام التمركز حول المركزية الغربية وعلى المنهجية اللسانية الغربية بمناهجها التفكيكية والتأويلية، موضحا أن الجابري نفسه انتهى إلى التأكيد على أن الحداثة ظاهرة تاريخية وبالتالي يمكن تجاوزها.

ورأى عوام أن من يحملون راية الحداثة اليوم يتوسلون بالمقاصد من باب الوسيلة وليس كمعرفة، موضحا أنهم يتركون أصول الفقه ويتبعون مقاصد الشريعة لاعتقادهم أنها لا تخضع لقواعد منهجية صارمة مثل منهجية الأصول.

ولخص عوام خصائص المنهج الحداثي في التعامل مع النص في ثلاث خصائص؛ أولها تنزيل النص منزلة النص البشري، وثانيها تغييب المنهجية الإسلامية في الاستدلال، وثالثها القراءة الحرة غير الخاضعة لأية قواعد، موضحا أن كل ذلك أفضى إلى إنكار القطعيات، مستدلا بمناظرة سابقة بين الدكتور أحمد الريسوني والدكتور التونسي عبد المجيد الشرفي على القناة الثانية.

وانتقدت الدكتورة المتخصصة في الشريعة يامنة هموري التشكيك في مقاصد الأسرة، موضحة أن ذلك أفضى إلى التشكيك حتى في الأسرة نفسها، مشيرة إلى أن الغاية من خلق الأسرة أن تفضي إلى سعادة الدارين الدنيا والآخرة.

وأضافت هموري أن هناك عدة مقاصد للأسرة منها مقصد الامتثال لله تعالى، وسلامة الأبناء العقدية والاستخلاف في الأرض، والشهود الحضاري والاستقرار والمتعة في الأرض، علاوة على إفراد الله تعالى بالعبادة.

وشددت هموري على كون الزوجية حقيقة كونية إلى يوم القيامة، موضحة أن الكون كله قائم على الثنائية، معددة الألفاظ الواردة حول “الزوج والتزويج” في القرآن الكريم، مشيرة في الوقت نفسه إلى أن الكثير ورد في القرآن المكي لما له من أهمية تأسيسية.

الإصلاح

أخبار / مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى