أسباب قسوة القلوب وطرق علاجها

الحمد لله قال وهو أصدق القائلين -(الَّذِينَ آَمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ*الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ طُوبَى لَهُمْ وَحُسْنُ مَآَبٍ)- [الرعد/28-29].

والصلاة والسلام الأتمان الأكملان على سيدنا محمد القائل:«أَلاَ وَإِنَّ فِي الْجَسَدِ مُضْغَة إِذَا صَلَحَتْ صَلَحَ الْجَسَدُ كُلّـُهُ وَإِذَا فَسَدَتْ فَسَدَ الْجَسَدُ كُلّـُهُ أَلاَ وَهِىَ الْقَلْبُ»رواه البخاري ومسلم

ونشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له،قال عز من قائل: -(اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُتَشَابِهًا مَثَانِيَ، تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمُ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ، ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ)- [الزُّمر/23] 

ونشهد أن سيدنا و نبينا ومولانا محمدا عبد الله ورسوله ومصطفاه من خلقه وخليله، صلى الله عليه و سلم من نبي أمين، ناصح حليم  وعلى آله وصحابته، وعلى من حافظ على دينه وشريعته واستمسك بهديه وسنته إلى يوم الدين .

أما بعد، من يطع الله ورسوله فقد رشد واهتدى، وسلك  منهاجا قويم  وسبيلا رشدا ومن يعص الله ورسوله فقد غوى  واعتدى، و حاد عن الطريق المشروع ولا يضر إلا نفسه ولا يضر أحدا، نسأل الله تعالى أن يجعلنا وإياكم ممن يطيعه  ويطيع رسوله، حتى ينال من خير الدارين أمله و سؤله، فإنما نحن بالله وله.

عباد الله، يقول الله تعالى: -(أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آَمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ، وَلَا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فَاسِقُونَ)- [الحديد/16]. فاتقوا الله تعالى ـ عباد الله ـ واعلموا أن قسوة القلب داء قاتل، ووباء فاتك، ففي القلب القاسي يرتع الشيطان، فيبعد صاحبه عن الرحمن، ويعرض عن الحق ولو ظهر وبان، ويسرع إلى الفسق و الطغيان، ولقد نادانا الله ـ معاشر المؤمنين ـ  في هذه الآية نداء يأخذ بالألباب ويهز المشاعر لنعلم أن قسوة القلب إنما تُلـَيّنُ بالإيمان بالله، فبذكر الله ترق الأفئدة، وبالعمل الصالح تخشع القلوب لخالقها وتلِين القلوب وتذل لبارئها،يقول ابن مسعود رضي الله عنه: “والله ما بين إيماننا وبين أن خاطبنا الله بهذه الآية إلا أربع سنين”. 

ثم انظروا ـ هداكم الله ـ إلى اللفتة البديعة والإشارة اللطيفة بعد هذه الآية مباشرة فقد قال سبحانه  (اعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يُحْيِي الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الْآَيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ)- [الحديد/17]، وذلك أن الأرض قد تُجدب فيقل ماؤها، ويذهب بهاؤها، فإذا جاء المطر أزهرت وأثمرت، وأورقت وأينعت، كما جاء في قوله عز وجل (وترى الأرض هامدةً فإذا أنزلنا عليها الماء-اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ وَأَنْبَتَتْ مِنْ كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ)- [الحج/5]، كذلك القلب قد يتكدر صَفْوُه ويَقِلُّ خشوعُه ويفتُرُ خضوعُه، لكن إذا سُقي بتلاوة و تدبر القرآن، وأسعف بهدي الرسول عليه الصلاة والسلام، وصُقِل بكلام أهل الولاية و العرفان، ذهبت عنه قسوتُه وعادت له رِقـَّتُه. القلب إذا خشع ـ يا عباد الله ـ تخشع لخشوعه الجوارح، وإذا قسا تقسو لقسوته الجوارح، ألم يقل صلى الله عليه وسلم: «أَلاَ وَإِنَّ فِي الْجَسَدِ مُضْغَة إِذَا صَلَحَتْ صَلَحَ الْجَسَدُ كُلُّهُ، وَإِذَا فَسَدَتْ فَسَدَ الْجَسَدُ كُلُّهُ أَلاَ وَهِىَ الْقَلْبُ». ولهذا كان صلى الله عليه وسلم يستعيذ بالله من علم لا ينفع  ومن قلب لا يخشع ومن عين لا تدمع.

عباد الله:  إن بعض القلوب لتكون أشد قسوة من الحجارة، وأعظم جمودا من الصخور الصماء، قال عز وجل مخاطبا المتمردين من قوم موسى على نبينا و عليه السلام: (ثـُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ، فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدّ  قَسْوَةً، وَإِنَّ مِنَ الْحِجَارَةِ لَمَا يَتَفَجَّرُ مِنْهُ الْأَنْهَارُ، وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَشَّقَّقُ فَيَخْرُجُ مِنْهُ الْمَاءُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ)- [البقرة/74]

عباد الله: إن قـُرْب المرء من ربه يكون بقدر حياة الإيمان في قلبه، وإن المتأمل لأحوال الناس يجد كثيرا منهم  لهم قلوب قاسية لا يردها إيمان، ولا تنفعها عِبرة، ولا تستفيد من أوقات شريفة كشهر رمضان، ولا يؤثر فيها سماع القرآن، قست وتحجرت، وغلظت وجفت، وأعرضت وتاهت عن الحق، وعميت عن الطريق الحق( فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِن تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ)[الحج /46]   فما هي يا ترى  الأسباب  المؤدية إلى قسوة القلب ؟ إن لقسوة القلب أسبابا عديدة، وعواملَ كثيرة:

1ـ فمن أسباب قسوة القلب: هجر القرآن الكريم: يقول صلى الله عليه وسلم: «اقْرَءُوا الْقُرْآنَ وَلَا تَغْلُوا فِيهِ وَلَا تَجْفُوا عَنْهُ وَلَا تَأْكُلُوا بِهِ وَلَا تَسْتَكْثِرُوا بِهِ» زوائد أبي يعلى ،( هذا قيل في مثل هؤلاء المتاجرين بالقراءة والمرائين والمتسولين به والغلُوُّ فيه والجفوة عنه هو فى التطبيق، مغالاة فى التمسك أو تقصيرا وجفوة له، والأكل به هو أخذ المقابل له كسلعة تباع، والاستكثار به يكون بالرياء والتفاخر والتعالى، وذلك على بعض ما شرح به الحديث ) وهجر القرآن الكريم أنواع: فهناك هجر التلاوة، وهناك هجر التدبر، و هناك هجر العمل به، وهجر الاستشفاع به، وهجر التحاكم إليه، -(وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآَنَ مَهْجُورًا)- [الفرقان/30]. فليس لأدواء القلب و علله دواءٌ أنفع من التدواي  بالقرآن الكريم قال تعالى: -(اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُتَشَابِهًا مَثَانِيَ تَقْشَعِرّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمُ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ)- [الزمر/23]. ولما أخذ الصحابة رضي الله عنهم وأرضاهم هذا الكتاب بقوة، وقرءوه وتدبروه وعملوا بمقتضاه، أصبح لبيوتهم بالقرآن دويٌّ كدويِّ النحل، أثمر في حياتهم،فقويت به الهمم، وعظمت العزائم، وزكت النفوس وصفت الأفئدة ورقَّت القلوب.

2- ومن أسباب قسوة القلب:  التهاون بالذنوب، وليس هذا حال المؤمن، بل حاله إذا قارف ذنبا أو ارتكب معصية ـ و العبد غير معصوم ـ أن يسارع إلى التوبة ويبادر بالاستغفار،  فقد ذكر الله تعالى من صفات عباده المتقين: -(وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ)- [آل عمران/135]، فالتهاون بالذنوب سبب عظيم لقسوة القلوب، يقول صلى الله عليه وسلم: «تُعرض الفتن على القلوب كالحصير عوداً عوداً فأي قلب أشربها نُكت فيه نُكتة ٌسوداء وأي قلب أنكرها نُكت فيه نُكتة بيضاء حتى تصير القلوب على قلبين : على أبيض مثل الصفا (مِثْلُ الْحَجَرِ الْمَرْمَرِ الْأَمْلَسِ مِنْ غَايَةِ الْبَيَاضِ وَالصَّفَا قَالَ الْقَاضِي عِيَاضٌ -رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى : لَيْسَ تَشْبِيهُهُ بِالصَّفَا بَيَانًا لِبَيَاضِهِ ، لَكِنَّهُ صِفَةٌ أُخْرَى ; لِشِدَّتِهِ عَلَى عَقْدِ الْإِيمَانِ وَسَلَامَتِهِ مِنَ الْخَلَلِ، وَأَنَّ الْفِتَنَ لَمْ تَلْتَصِقْ بِهِ وَلَمْ تُؤَثِّرْ فِيهِ كَالصَّفَا ، وَهُوَ الْحَجَرُ الْأَمْلَسُ الَّذِي لَا يُعَلَّقُ بِهِ شَيْءٌ)فلا تضره فتنة ما دامت السماوات والأرض، والآخر أسود مِرباداً (أَيْ صَارَ كَلَوْنِ الرَّ‌‌مَادِ ، مِنَ الرُّبْدَةِ لَوْنٌ بَيْنَ السَّوَادِ وَالْغَبَرَةِ )كالكوز مُجخياً (أَيْ مَائِلًا مَنْكُوسًا )لا يعرف مَعروفاً ولا ينكر منكراً إلا ما أشْرِبَ مِن هواه»رواه مسلم.  فكثير من القلوب استمرأت الذنوب، واستهانت بالمعاصي، فقل إنكارها، وضعف إيمانها، فتلاشت حلاوة الإيمان وضعفت غيرتها على دين الله..

3ـ ومن أسباب قسوة القلب: التعلق بالدنيا، فمن الناس من جُل تفكيرهم بالدنيا وأغلب حياتهم معها، ينامون على حب الدنيا والتفكير فيها، ويصبحون على ذلك، كأنما لم يخلقوا إلا لها، مَجَالسُهم في الحديث عنها، وغضبهم ورضاهم لها دون ما سواها، قال صلى الله عليه وسلم: « “تَعِسَ عبدُ الدينار، تعس عبد الدرهم، تعس عبد الخميصة (ثوب خز أو صوف و تجمع على خمائص)، تعس عبد الخميلة( ثياب لها خُمُل من أي شيء) ، إن أُعْطِيَ رضيَ وإن مُنع غضب، تعس وانتكس، وإذا شيك فلا انتقش”. (أي اذا أصابته شوكة لا يقدر على إخراجها بالمنقاش)» البخاري، أي هلك طالبها الحريص عليها وعلى جمعها،القائمُ على حفظها حتى غدا عبدًا لها، فاللهم لا تجعل الدنيا أكبر همنا و لا مبلغ علمنا و لا غاية رغبتنا يا أكرم مسؤول و يا خير مأمول.

4ـ ومن أسباب قسوة القلب: كثرة الهزل والضحك، فالضحك من علامات الأنس وأسباب السرور، ولكن إذا جاوز حده، وتعدى طوره يُسبب موت القلب لقوله صلى الله عليه وسلم: «لَا تُكْثِرْ الضَّحِكَ فَإِنَّ كَثْرَةَ الضَّحِكِ تُمِيتُ الْقَلْبَ»رواه احمد و الترمذي و البيهقي.

5ـ ومن أسباب قسوة القلب: الجليس السوء، فجليس السوء شر وبلاء، وخطر محدق، ونكد مزعج، فهو كنافخ الكير إما أن تجد منه ريحا خبيثا وإما أن يُحرق ثيابك، وكثير من الناس دُمِّرت حياتُهم وشقيت أنفسُهم، وشقيت أسرهم بسبب جلساء السوء، ورفقاء الضلال، وقرناء الباطل.

ومنها: عدم حفظ السمع وغض البصر، فاستماع الحرام يغطي نور القلب ويطمس بصيرة الفؤاد، ومن أعظم أسباب قسوة القلب إطلاق البصر في النظر المحرم قال تعالى: -(إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا)- [الإسراء/36]، وبين النظر والقلب صلة كبيرة، فإن حُفظ البصر حُفظ القلب، وإن أطلق النظر للبصر أثـَّر على القلب وشوش الخاطر -(قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ)- [النور/30].

6ـ ومن أسباب قسوة القلب: عدم بذل المعروف وإطعام الطعام، فمساعدة الناس والرفق بأحوالهم والإحسان إليهم، والرحمة بهم مما يزيد في خشوع القلب، شكا رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم قسوة قلبه فقال له: «إِنْ أَرَدْتَ تَلْيِينَ قَلْبِكَ فَأَطْعِمْ الْمِسْكِينَ وَامْسَحْ رَأْسَ الْيَتِيمِ» أخرجه الإمام أحمد و الطبري.

7ـ ومن أسباب قسوة القلب : عدم تذكر الآخرة، فنسيان الآخرة ضياع للمرء وظلام للنفس، وقسوة للقلب، فلو أعمل الإنسان عقله، وتفكر في يوم المعاد والقيام لرب العباد، لخشع قلبُه وسكنت جوارحه وخضع فؤاده، فالقلوب تقسو حينما تغفل عن يوم القيامة، وعن تذكر أحوال الساعة، ولقد سماها الله في كتابه بعدة أسماء تعظيما لشأنها، و تهويلا لأمرها حتى تُذكر فلا تُنسى، و يُستعَدَّ لها فلا تُهمل،فسماها القارعة والزلزلة والطامة والصاخة ويوم التغابن، ويوم الدين، ويوم التناد، ويوم الحسرة( يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ)- [المطففين/6]يوم يبعث ما في القبور ويُحَصَّلُ ما في الصدور، يوم تزلزل الأرض زلزالها وتخرج الأرض أثقالها (يَوْمَ يَكُونُ النَّاسُ كَالْفَرَاشِ الْمَبْثُوثِ*وَتَكُونُ الْجِبَالُ كَالْعِهْنِ الْمَنْفُوشِ)- [القارعة/4-5] (يوم لا يغني والد عن ولده شيئا، ولا مولود هو جاز عن والده شيئا.) (يَوْمَ يَفِرّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ*وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ*وَصَاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ)- [عبس/34-36] (يوم -تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُمْ بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ)- [الحج/2]. يوم يحشر الناس حفاة عراة غرلا. يوم ينصب الصراط على متن جهنم. يوم تدنو الشمس من العباد قدر ميل فيبلغ العرق منهم كل مبلغ، فمنهم من يبلغ إلى كعبيه، ومنهم من يبلغ إلى ركبتيه، ومنهم من يبلغ إلى حقويه، ومنهم من يلجمه العرق إلجاما.  فاتقوا الله عباد الله و احذروا على قلوبكم من أسباب القسوة و موت الاحساس،  واستعدوا للقاء ربكم لقاء العقلاء الأكياس فقد قال عليه الصلاة و السلام : ” الكيس من دان نفسه ـ أي حاسبها ـ وعمل لما بعد الموت والعاجز من أتبع نفسه هواها وتمنى على الله”مسند احمد والحاكم في المستدرك على شرط الصحيحين و لم يخرجاه.

نفعني الله وإياكم بالذكر الحكيم وكلام سيد الأولين والآخرين .

سبحان ربك رب العزة  عما يصفون و سلام على المرسلين   و الحمد لله رب العالمين

ذ. سعيد منقار بنيس

أخبار / مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى