ندوة وطنية تدق ناقوس خطر تهديد المخدرات والإدمان للأطفال والشباب

نظم قسم الطفولة والشباب المركزي لحركة التوحيد والإصلاح مساء السبت 9 شتنبر 2023 بالرباط ندوة وطنية في موضوع “تهديد المخدرات والإدمان على الأطفال والشباب”.

ودعا الدكتور جمال وازين الأستاذ الجامعي ومسؤول قسم الطفولة والشباب للجهة الكبرى للقرويين إلى مقاربة وقائية قائمة على البحث العلمي واستحضر في ذلك التجربة الإسلندية التي استثمر فيها المجتمع والدولة بكل مكوناتهما في نتائج البحث العلمي التي توصي باستثمار المهارات الاجتماعية والنفسية حيث انخفضت بفضل ذلك نسبة الإدمان من أربعين بالمائة إلى خمسة بالمائة فقط.

كما حث وازين في مداخلته التي حملت عن عنوان “السلوك الإدماني نحو مقاربة وقائية في الأسرة والمدرسة” على ضرورة الاهتمام بالوقاية من الإدمان لأن الكلفة قد تكون مباشرة وغير مباشرة وقد تكون أيضا كبيرة وباهضة.

وقال إن  الوقاية الحقيقية تقتضي معرفة دقيقة بعوامل الخطورة مستحضرا عددا من العوامل مثل الضغط النفسي الشديد للأم أثناء الحمل قد يؤثر على المولود نفسيا ويؤدي به للإيمان وكذلك في فترة المراهقة إذا كان أحد الأبوين أو كلاهما مدمنين أو وجود أساليب تربوية داخل البيت تساهم في ذلك.

واستعرض أستاذ التعليم العالي عددا من التجارب والمبادرات في تنمية المهارات النفسية والاجتماعية وأكد على أن الإدمان سلوك خطير إلى جانب سلوكات أخرى ولكن الوقاية منه ممكنة تقتضي أن نعتمد فيها على البحث العلمي وأن تكون هناك قطيعة مع حملات تحسيسية مجردة.

ومن جهته أكد الدكتور توفيق بنجلون طبيب الجراحة والمتخصص في الصحة النفسية، أن السلوك الإدماني هو جزء من الإدمان ويستحيل التعافي في ظل هذا السلوك.

وفسر بنجلون وجود السلوك الإدماني بالقطيعة بين جيل يربي لم يطن يتمتع في جيله بهامش من الحرية إلى جيل حالي يستفيد من حرية كاملة وبالتالي خلق ذلك هو شاسعة وأزمة مجتمعات أدت إلى وجود الإدمان.

وأشار الخبير الصحي في مداخلته التي حملت عنوان “الإدمان والمخدرات جائحة عالمية، أية حلول” أن وجود هذا الجيل أيضا في بيئة متخلفة وبنيات تحتية رديئة وبلاد تعتبر دولة عبور في العالم وتوفر الحشيش بجودة عالية وأمام ثاني منتج للخمور في إفريقيا وبجودة عالية هي عوامل وأخرى تساهم في الإدمان وتخريج جيل معطوب لذلك نحن أمام أزمة كبيرة جدا في ظل وجود العرض.

وحذر بنجلون بعض الآباء الذين يظنون أن أبنائهم في منأى عن الإدمان طالما أن سلوكهم لا يدل على ذلك، منبها إلى أن السلوك لا يمثل سوى 15 بالمائة لكن الحالة الوجدانية هي الأهم وغالبية من يدمنون تكون لديهم حالة نفسية سيئة.

وأوضح المتحدث أن أغلب الناس الذين نجحوا في حياتهم هم من لديهم القدرة للاندماج في مجتمعهم ولديهم ذكاء وجداني وليس بناء على سلوكهم لذلك وجب تقوية شخصية الأبناء من طرف الأباء لأن ضعف الشخصية من أسباب الإدمان وعدد من الاختلالات التربوية داخل الأسرة قد تؤدي للإدمان.

يذكر أن الندوة الوطنية تأتي في إطار برنامج الملتقى الوطني لمسؤولي الطفولة والشباب الذي ينظمه قسم الطفولة والشباب المركزي لحركة التوحيد والإصلاح تحت شعار “العناية بالطفولة والشباب استيعابا وتأطيرا وإشراكا” والذي ينعقد يومي السبت والأحد 9و10 شتنبر 2023 بالرباط وعرفت انطلاقتها قراءة الفاتحة ترحما على ضحايا زلزال الحوز تغمدهم الله برحمته.

موقع الإصلاح

أخبار / مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى