خبير تربوي: لابد من تأمين الحد الأدنى من الاستمرارية البيداغوجية للأطفال المتضررين من الزلزال

علّقت وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة الدراسة في الجماعات القروية والدواوير الأكثر تضررا من الزلزال، ابتداء من 11 شتنبر واستمرارها في المناطق الأخرى.

كما عملت خلايا أزمة محدثة مركزيا وجهويا على حصر الأعداد المرتبطة بالوفيات والإصابات في صفوف أسرة التربية والتكوين، وكذا الأضرار المادية في المؤسسات التعليمية، وإيجاد الصيغ المناسبة لضمان الاستمرارية البيداغوجية، وذلك بانخراط وتعبئة جميع الفاعلين، من أطر تربوية وإدارية ومديري الأكاديميات والمديريات الإقليمية والمؤسسات التعليمية، وبتنسيق تام مع السلطات العمومية والترابية والمحلية.

ووصلت حصيلة مؤقتة لحدود صباح يوم الأحد 10 شتنبر الماضي، وفاة 07 أساتذة (04 أساتذة و03 أستاذات) ضمن ضحايا هذه الهزة الأرضية ببلادنا، وإصابة 39 من الأستاذات والأساتذة بإصابات متفاوتة، كما تضررت بنايات المؤسسات التعليمية مجموعه 530 مؤسسة تعليمية و55 داخلية بدرجات متفاوتة، تتراوح ما بين انهيار أو شقوق بالغة، وتتركز في أقاليم الحوز وشيشاوة وتارودانت.

وتقرر تعليق الدراسة في الجماعات القروية والدواوير الأكثر تضررا داخل أقاليم الحوز وشيشاوة وتارودانت (وعددها 42 جماعة موزعة بين هذه الأقاليم الثلاث، حسب آخر حصر تم إجراؤه لحد الآن) ابتداء من يوم الإثنين 11 شتنبر.

وأشارت الوزارة إلى العمل على إيجاد الصيغ التعليمية واللوجستيكية المحلية المناسبة لضمان الاستمرارية البيداغوجية للتلميذات والتلاميذ المعنيين خلال الأيام المقبلة، والتي سيتم الإعلان عن تفاصيلها لاحقا من طرف الأكاديميات والمديريات الإقليمية والمؤسسات التعليمية المعنية، وذلك مع مواصلة التنسيق مع السلطات المحلية والتواصل المستمر مع الأمهات والآباء وأولياء الأمور وباقي المتدخلين.

وفيما يتعلق بالمؤسسات التعليمية المتضررة في باقي المناطق الأخرى، والتي لن تستطيع استقبال التلميذات والتلاميذ، نظرا للأضرار التي لحقت بها، فسيتم العمل على إيجاد الصيغ التربوية المناسبة لضمان الاستمرارية البيداغوجية للتلميذات والتلاميذ، بما في ذلك اللجوء للمؤسسات التعليمية المجاورة، مع ضمان التواصل المستمر مع الأمهات والآباء وأولياء الأمور وباقي المتدخلين.

وفي هذا الإطار، اعتبر الخبير التربوي محمد سالم بايشى – بعد ترحمه على شهداء الزلزال- أن هذه الخطوة تندرج ضمن مختلف الإجراءات التي تتخذها الدولة للتعامل مع آثار الفاجعة. ومن الطبيعي أن تضع الأولوية في هذا الإطار لتأمين الحد الضروري للايواء المؤقت للمتضررين، ثم تنظيم الفترة الانتقالية قبل عودة الأمور إلى طبيعتها، وذلك قد يتطلب مدة قد لا تكون يسيرة. وأنه ضمن هذه الظروف يدخل تدبير العمل التربوي إذ بدوره سيمر من مراحل قبل أن يستقر نسبيا في الفترة الانتقالية.

كما نبه الخبير التربوي إلى أن تدبير آثار الفاجعة ليس بالامر الهين. فنحن أمام أكثر من 530 مؤسسة متضررة ، وفي منطقة شاسعة متناثرة الأطراف، قسم منها وعر المسالك . ويبقى تضافر جهود مختلف المتدخلين ضروريا لتامين الحد الأدنى من الاستمرارية البيداغوجية للأطفال، سواء تعلق الأمر بجهود الوزارة الوصية او الادارة الترابية، أو المجتمع المدني .

وأكد المفتش التربوي أن مجرد تجميع أطفال كل مدشر في الظروف الحالية ولو لفترة محددة كل يوم يعد  امرا مهما يسهم في تجاوز الحالة النفسية الصعبة ، ويضمن حدا من الاستمرارية البيداغوجية إلى حين تنظيم المسألة وتوفير الظروف من لدن الجهة الوصية.

وفي جوابه عن مصير الموسم الدراسي الحالي في ظل هذه الوضعية، أشار بايشى أنه من السابق لأوانه الحديث عن ذلك في الأقاليم المتضررة فالمهم في هذه الفترة الإسراع لإرساء الفترة الانتقالية التي تضمن حدا أدنى من شروط الاستقرار اللازم لتوفير الحاجات الأساسية، ثم الخدمات الاجتماعية وضمنها التعليم . وعندها يمكن استدراك التأخر الناتج عن الآثار المباشرة للزلزال.

موقع الإصلاح

أخبار / مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى