العلامة بنحمزة: جامعة القرويين أكبر مشروع حضاري في تاريخ الأمة الإسلامية

اعتبر العلامة الدكتور مصطفى بنحمزة أن مرور 12 قرنا على تأسيس جامعة القرويين يعني الكثير للمغاربة، لأنه شرف لهم، ولأن ماقدمته هذه المؤسسة لا يمكن الاستهانة به.

وأوضح عضو المجلس العلمي الأعلى  في  ندوة بمناسبة مرور اثني عشر قرنا على تأسيس القرويين أمس الأربعاء 06 مارس 2024 بفاس، أن هناك شعوبا تسمي المغرب فاس لأنهم جاؤوا إلى فاس وإلى القرويين لكثرة ما كان بها من العلوم.

 وقال في مداخلته الموسومة بـ”دور مؤسسة الوقف في الإشعاع العلمي للقرويين، وأثره في نهضة الأمة”  إن هذه المناسبة تستحق جهدا أكبر وتعريفا على مستوى المغرب كله، بل وأن تخصص هذه السنة كلها للحديث والتعريف بهذه الجامعة، مشيرا إلى أن فاس هي التي مكنت للفقه المالكي، وبالتالي كانت الجامعة أكبر مشروع حضاري في تاريخ الأمة الإسلامية.

وأضاف العلامة بنحمزة أن الاستعمار الفرنسي كان استعمارا ثقافيا، وأن “من احتلونا قالوا: إننا لم يكن لنا صلة بالعلم ولا بالمعرفة وبررنا مجيئنا بأن نُعلمكم ونٌحضِركم”،منبها إلى أن جامعة القرويين  وقفت في وجه خطط الاستعمار من خلال “سلطان الطلبة”.

وتطرق العلامة بنحمزة إلى الشق المتعلق بالوقف، وأكد أن أكبر مؤسسة اقتصادية هي مؤسسة الوقف؛ نشأت بدعوة من النبي صلى الله عليه وسلم، وأن فكرة الوقف تقوم على أن المال ليس مالا عاما ولا خاصا، وإنما صيغة ثالثة سمحت للناس بالدخول من أبواب كثيرة في فعل الخير، مشيرا إلى القرويين أكبر الأوقاف حيث كان يُجمع لها المال من كل المناطق، بل كان مال خزانة القرويين في بعض الأحيان أكثر من مال خزانة الدولة، وأن عمل الوقف آنذاك هو نفس عمل البلديات اليوم.

وعرج العلامة في كلمته على أنواع الوقف، التي كانت منتشرة آنذاك والتي أبدع فيها المسلمون، منها قيسارية لبيع الذهب كان المستخلص منها ينفق على ذوي الاحتياجات الخاصة في الحرمين الشريفين، وبعض الوقف كان خاصا بالمكفوفين، وكان هناك وقف خاص بالنساء اللواتي لم يتزوجن، ووقف لتعويض المكسورات، بالإضافة إلى وقف إطعام  طائراللقلاق، بل كان هناك وقف خاص بالنساء اللواتي تقع لهن خصومة مع الأزواج لتبق في بيتها ولا تتعرض للتشرد.

وشدد العلامة بنحمزة على أن فكرة القرويين هي فكرة وقفية لنشر العلم، حيث كان يعطى للتلاميذ مصروف الجيب ليكملوا دراستهم، وهو ما كون الشخصية العلمية ومكّن للعلوم الإسلامية أن تنتشر في هذا الأرض، مؤكدا أن ما يقع من تسيير في بعض الجامعات والمستشفيات في الولايات المتحدة الأمريكية وفي كثير من الدول الأوربية هو من الوقف الذين أخذوه عنا.

وقال العلامة إنه كان هناك توجه لإيقاف القرويين زمن الحماية، وقيل أن القرويين لا يمكنها بعد 1930 أن تُخرج مثل علال الفاسي والمختار السوسي وغيرهما، لأنهم كانوا علماء وكان لهم أيضا وعي سياسي كبير، مما جعل فرنسا تقف وقفة صارمة ضد تدريس التاريخ المغربي، وهو ما تنبه له علماء القرويين قبل الحماية، ووقفوا في وجهه وقفات حازمة.

يُذكر أن الندوة الاحتفالية بمناسبة مرور اثني عشر قرنا على تأسيس القرويين، نظمها كل من مركز المقاصد للدراسات والبحوث ومركز القرويين للدراسات والبحوث ولجنة التراث بكلية الطب والصيدلة وطب الأسنان برحاب كلية الطب والصيدلة وطب الأسنان بفاس، تحت شعار “اثنا عشر قرنا على تأسيس القرويين.. عطاء مستمر وآفاق واعدة”.

أخبار / مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى