أحداث غزة والعملية البرية في مرآة الصحافة العالمية

لازال ما يجري في قطاع غزة من عدوان الاحتلال “الإسرائيلي” على غزة وإبادة جماعية لأهلها يثير متابعة الصحافة العالمية، ويقسمها إلى موضوعية ومنحازة وبين بين في نقل الوقائع على الأرض ورصد أطوار الإعداد للعملية البرية وما يحيط بذلك من تضليل وأحيانا بروبغاندا. 

وقالت صحيفة “الغارديان” البريطانية إن الولايات المتحدة بدت معزولة بشدة بعد أن انضمت 12 دولة فقط إلى واشنطن وإسرائيل في الجمعية العامة للأمم المتحدة في معارضة اقتراح يدعو إلى هدنة إنسانية مستدامة تؤدي إلى وقف الأعمال العدائية.

وانكشفت أيضا الانقسامات داخل الاتحاد الأوروبي، التي ظهرت خلال الأسابيع الأخيرة، حيث صوت أعضاء الكتلة البالغ عددهم 27 عضوًا بثلاث طرق مختلفة، لكن الأغلبية امتنعت عن التصويت. ستة من الأصوات التي حصلت عليها الولايات المتحدة كانت من جزر المحيط الهادئ: فيجي، وتونجا، وجزر مارشال، وميكرونيزيا، وناورو، وبابوا غينيا الجديدة. 

الإطاحة بـ”حماس”

وقالت صحيفة “فاينانشال تايمز” إن حجم التوغل الإسرائيلي يدل على طموح أقل من الإطاحة بحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، ورغبة في إضعاف بنيتها وتصفية قادتها، مشيرة إلى تكتم الجيش الإسرائيلي بشأن عملية الاجتياح متعمد، هدفه تقليل احتمال انضمام حزب الله وإيران للصراع.

وأكد رئيس تحرير موقع “ميدل إيست آي” البريطاني ديفيد هيرست، ضرورة الفصل بين موقف الرأي العام للشارع الغربي بشأن الحرب الجارية في قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الجاري، وبين رأي القادة كون اللوبي الصهيوني يسيطر على مفاصل الطبقة الحاكمة في المجتمع الغربي.

ونقل موقع “الجزيرة” عن هيرست تأكيده في الندوة التي نظمها المركز القطري للصحافة مساء أمس الأحد بعنوان “ازدواجية معايير المجتمع الدولي من الحرب على غزة”، أن المعايير المزدوجة هي التي ساهمت في تشكيل تفاعل المجتمع الدولي مع غزة، مؤكدا ضرورة العمل على تصحيح هذا الوضع، حيث إن الإنصاف في الاستجابات الدولية للصراعات أمر ضروري لتحقيق العدالة والسلام.

هجوم بري

وقالت صحيفة “الإندبندنت” البريطانية إنه فى الوقت الذى يقترب فيه هجوم بري إسرائيلي على قطاع غزة في حربها الأكثر تدميرا حتى الآن مع الفصائل الفلسطينية، تمثل متاهة واسعة من الأنفاق التي بنتها الفصائل أحد أكبر التهديدات بالنسبة للجيش الإسرائيلي.

واعتبرت الصحيفة أن تطهير هذه الأنفاق وتدميرها سيكون أمراً حاسماً إذا كانت إسرائيل تسعى إلى تفكيك الفصائل، لكن القتال في المناطق الحضرية المكتظة بالسكان والتحرك تحت الأرض يمكن أن يجرد الجيش الإسرائيلي من بعض مزاياه التكنولوجية بينما يمنح الفصائل ميزة فوق الأرض وتحتها.

جيش منقسم

وكتبت مجلة “الإيكومومست” البريطانية تحت عنوان “رئيس الوزراء الإسرائيلى وجيشه منقسمون بشكل مدمر”، أن الحرب أصبحت مسيسة بشكل متزايد، في حين تظهر استطلاعات الرأي دعما واسع النطاق بين الإسرائيليين للهجوم البرى فى غزة، فإنها تظهر أيضا أن الدعم لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قد انخفض بشكل كبير. ويقول نحو 40% من الناخبين الذين دعموا حزبه، الليكود، قبل أقل من عام، إنهم سيصوتون لشخص آخر. وتتزايد الدعوات لتشكيل لجنة تحقيق وطنية بمجرد انتهاء الصراع.

ورأت وكالة أوروبا بريس أن المشاركين في المسيرة المؤيدة للفلسطينيين التي نظمتها الجالية الفلسطينية في كتالونيا كرروا هتافات مثل “إنها ليست حرب، إنها إبادة جماعية” أو “غزة، أنت لست وحدك” أثناء حملهم أعلام فلسطين، بالإضافة إلى الوقوف دقيقة صمت حداد على روح الشهداء.

ووأشار إلى أنه شارك في تلك المظاهرات عدد من المسئولين مثل عمدة برشلونة السابق ادا كولوا، وأعضاء البرلمان جيسيكا ألبياتش، وجيراردو بيساريلو.

ذلة ومهانة

ودعت صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية، الحكومة لعزل رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو من منصبه على الفور “في تصويت لحجب الثقة”، معتبرة أن بقاءه في منصبه “هو بمثابة مقامرة بمستقبل إسرائيل”.

وتوجهت الصحيفة الإسرائيلية الأكثر قراءة -في افتتاحيتها- إلى قادة الأحزاب المشاركة بالحكومة لعزل نتنياهو، بالقول إن “مستقبل البلاد بين أيديكم: أظهروا المسؤولية في هذا الوقت المشؤوم وافعلوا الشيء الصواب”، في إشارة إلى عزل نتنياهو.

ونشرت الصحيفة ذاتها مقالا ليوسي ميلمان يقول “ينبغي لنا أن نعض على نواجذنا وكرامتنا، وأن نعترف بأن إسرائيل تعرضت للإذلال، ويجب إطلاق سراح «مخربين» من السجن في مقابل إطلاق سراح المخطوفين. يجب السعي لتحقيق تسوية سياسية، تشارك فيها دول الغرب والعالم العربي والسلطة الفلسطينية”. 

أخبار / مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى