قرطاح يكتب: غزة روضة من رياض الجنة

غزة اليوم روضة من رياض الجنة، تفوح منها رائحة الجنة، يجدها كل من يمم وجهه نحوها، ويصرف عنها كل من أعرض عنها.

غزة اليوم أقرب الصعدات إلى الجنة، فأهلها ليسوا في حاجة إلى غسل، أو كفن، أو تطييب، أو صلاة جنازة، أو تشييع..

في غزة، الدين قائم بكل مراتبه: الإسلام والإيمان والإحسان:

  • النطق بالشهادتين على لسان كل جريح، أو مشرف على الموت، أو حي ينتظر نحبه، أو مقاتل يترصد العدو؛ يتربص بنفسه إحدى الحسنيين …
  • والصلاة قائمة لذكر الله، على مختلف وجوهها: صلاة الأمن، وصلاة الخوف، نحو المشرق أو المغرب،
  • والزكاة مخرجة من طيبات النفس، والدم، والأهل، والبيت، والمال،
  • والصيام بروحه ومقاصده: يدع طعامه وشرابه وشهوته من أجل الله…
  • والحج إلى الله تعالى مباشرة، تلبية لندائه: لبيك الله لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك، لا شريك لك
  • في غزة اليوم الإيمان بالله، ﴿‌فَلَمْ ‌تَقْتُلُوهُمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ قَتَلَهُمْ وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ رَمَى﴾ [الأنفال: 17] 
  • وملائكته: ﴿إِذْ ‌يُوحِي رَبُّكَ إِلَى الْمَلَائِكَةِ أَنِّي مَعَكُمْ فَثَبِّتُوا الَّذِينَ آمَنُوا﴾ [الأنفال: 12] 
  • ورسله: ﴿وَكَأَيِّنْ مِنْ ‌نَبِيٍّ ‌قَاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ﴾ [آل عمران: 146]
  • والإيمان الراسخ بقضاء الله وقدره، ﴿‌وَمَا ‌كَانَ ‌لِنَفْسٍ أَنْ تَمُوتَ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ كِتَابًا مُؤَجَّلًا﴾ [آل عمران: 145]

وفي غزة اليوم، كل العبادات القلبية قائمة:

  • التوكل على الله، ﴿الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا ‌حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ﴾ [آل عمران: 173]
  • التصديق بوعده: ﴿وَلَمَّا رَأَى الْمُؤْمِنُونَ ‌الْأَحْزَابَ قَالُوا هَذَا مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَصَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ﴾ [الأحزاب: 22]
  • التسليم بأمره ﴿وَمَا زَادَهُمْ إِلَّا إِيمَانًا وَتَسْلِيمًا﴾ [الأحزاب: 22] 
  • وتفويض الأمر إليه، ﴿‌وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ (٤٤) فَوَقَاهُ اللَّهُ سَيِّئَاتِ مَا مَكَرُوا﴾ [غافر: 44-45]
  • والرضا بحكمه،
  • والشكوى إليه ﴿إِنَّمَا ‌أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللَّهِ﴾ [يوسف: 86]
  • واستنصار به ونصرة له: ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ‌إِنْ ‌تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ﴾ [محمد: 7]
  • الولاء المحض لله، وعدم اتخاذ وليجة من دونه، بعدما خذلهم القريب، وتجهمهم البعيد، وتملك أمرهم العدو
  • في غزة فرارٌ إلى الله ﴿‌فَفِرُّوا ‌إِلَى ‌اللَّهِ﴾ [الذاريات: 50]، فليس لأهل غزة فرار من القتل أو الحصار إلا الفرار إلى الله ﴿‌وَظَنُّوا ‌أَنْ ‌لَا مَلْجَأَ مِنَ اللَّهِ إِلَّا إِلَيْهِ﴾ [التوبة: 118]
  • وفي غزة ذكر الله قياما وقعودا وعلى الجنب،
  • ودعاء؛ تضرعا واضطرارا، خفية وجؤارا …
  • أهل غزة اشتروا الجنة من الله تعالى مقابل أنفسهم وأموالهم ﴿إِنَّ اللَّهَ ‌اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُمْ بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ﴾ [التوبة: 111]،
  • في غزة شريعة القتال قائمة إعلاء لكلمة الله، تشفي صدور قوم مؤمنين، وتذهب غيظ قلوبهم، وتخزي الكافرين.   
  • وفي غزة ربٌ ينادي: «يا ابن آدم! مرضت فلم تعدني. قال: يا رب! كيف أعودك؟ وأنت رب العالمين. قال: أما علمت أن عبدي فلانا مرض فلم تعده. أما علمت أنك لو عدته لوجدتني عنده؟ يا ابن آدم! ‌استطعمتك فلم تطعمني. قال: يا رب! وكيف أطعمك؟ وأنت رب العالمين. قال: أما علمت أنه استطعمك عبدي فلان فلم تطعمه؟ أما علمت أنك لو أطعمته لوجدت ذلك عندي؟ يا ابن آدم! استسقيتك فلم تسقني. قال: يا رب! كيف أسقيك؟ وأنت رب العالمين. قال: استسقاك عبدي فلان فلم تسقه. أما أنك لو سقيته وجدت ذلك عندي”» فهل من مجيب.

غزة اليوم هي الفردوس الأعلى، فسلام عليك يا غزة في العالمين، سلام عليك إلى يوم الدين.

أخبار / مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى