محكمة هندية تسمح بعبادة الأصنام داخل مسجد وتخوفات من المس بمساجد أخرى

قضت محكمة هندية بولاية أوتار براديش بمشروعية وضع أصنام الآلهة الهندوسية، وعبادتها في مسجد جيانفابي بعد صراع مع المسلمين لإبطال هذا الحكم. وأثار هذا القرار جدلا عارما وغضبا بين المسلمين، بسبب تدنيس مسجد جيانفابي الذي يقع بجوار معبد هندو كاشي فيشواناث الكبير في فارناسي، أقدس مدينة في الهند بالنسبة للهندوس ودائرة رئيس الوزراء ناريندرا مودي.

وتزعُم جماعات هندوسية يمينية أن المغول -الذين حكموا الهند نحو 300 عام بدءًا من القرن 16- بنوا العديد من المساجد في موقع المعابد البارزة التي هدموها، ويقولون إن مسجد جيانفابي أحد هذه المساجد.

وكانت محكمة مقاطعة فارناسي بالولاية، رفضت الاثنين الماضي طلبا قدمته “لجنة مسجد أنجومان أنتزاميا” المسلمة بالطعن في دعوى رفعتها نساء هندوسيات للمطالبة بالسماح لهنّ بعبادة الآلهة الهندوسية داخل أسوار مبنى مسجد جيانفابي.

وتقول الهندوسيات صاحبات الدعوى إن الهندوس كانوا يعبدون آلهتهم في المسجد يوميا حتى عام 1993، حين فرضت حكومة ولاية أوتار براديش قيودا على ممارساتهم الدينية في المكان لتقتصر على يومٍ في السنة. وتقدمت اللجنة المسلمة بطلب للطعن في الدعوى قائلة إن “قانون أماكن العبادة” لعام 1991 الذي يحظر تغيير مكان العبادة ينص على ضرورة الحفاظ على طابعها الديني كما هو “موجود” في 15 غشت 1947 يوم استقلال الهند.

ووفقا لوسائل إعلام هندية، أقر قاضي المحكمة بمقاطعة فارناسي بأن قوانين العبادة والأوقاف في الدستور الهندي لا تنص على أي شيء قد يحظر دعوى الهندوسيات الخمس. وأكدت المحكمة أن “قانون أماكن العبادة لعام 1991 لا يعمل حاجزا في دعوى المدعين ولا يتم منع دعوى المدعين بموجب المادة 9 من القانون”. ومن المقرر أن تعقد المحكمة جلسة استماع ثانية في 22 شتنبر الجاري، حيث ستمنح النساء الهندوسيات الفرصة لتقديم أدلة مقنعة تدعم مطالبهن.

من جهته، قال رئيس “مجلس اتحاد المسلمين لعموم الهند” أسد الدين الأويسي، إن على “لجنة مسجد أنجمان أنتزاميا” الطعن مجددا في قرار المحكمة، الذي حذر من تبعاته مثل زعزعة الاستقرار وتمهيد الطريق أمام قرارات مماثلة ضد المساجد. وأصدر “مجلس قانون الأحوال الشخصية الإسلامي لعموم الهند” بيانا وصف فيه قرار المحكمة بأنه “محزن ومخيب للآمال”.

وقد تصدرت وسوم متعلقة بالقضية مثل #GyanvapiMasjid  و #GyanvapiVerdict  و#Gyanvapi، المنصات الهندية، عبّر خلالها المتابعون المسلمون عن حنقهم من القرار، ونددوا بتمييز السلطات الهندية ضد المسلمين. وأعاد المتفاعلون إلى الواجهة قضية مسجد بابري، الذي هدمه الهندوس عام 1992 بعد سلسلة من الاعتداءات بحجة أنه بُني على أنقاض معبد هندوسي، مما أثار اشتباكات واسعة واعتداءات بين الهندوس والأقلية المسلمة، انتهت بأكثر من ألفي قتيل، أغلبهم من المسلمين.

وتزايدت الاعتداءات التي تستهدف المسلمين في الهند، واتخذت أشكالا مختلفة خلال الأشهر الماضية، في ظل رد فعل ضعيف من الحكومة القومية الهندوسية برئاسة رئيس الوزراء ناريندرا مودي.

مواقع إعلامية

 

أخبار / مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى