قيادات الاتحاد الوطني للشغل بالمغرب تتحدث عن مساره في خمسينيته وتدعو لطي صفحة التطبيع

أجمعت مداخلات شخصيات قيادية سياسية ونقابية ومدنية على المسار التاريخي المتميز للاتحاد الوطني للشغل بالمغرب ولمؤسسه عبد الكريم الخطيب، مشددين على ضرورة الطي النهائي لصفحة التطبيع مع الاحتلال “الإسرائيلي”،  وذلك خلال مشاركتهم في الذكرى الخمسينية لتأسيس الاتحاد الوطني للشغل بالمغرب اليوم السبت 27 يناير 2024 بمجمع مولاي رشيد للشباب والطفولة ببوزنيقة.

شرعية المقاومة

واستعرض رئيس مؤسسة عبد الكريم الخطيب للفكر والدراسات سعد الدين العثماني محطات من تاريخ المؤسس للاتحاد والحزب عبد الكريم الخطيب، واصفا إياه بالرجل الاستثنائي في تاريخ المغرب وإفريقيا الأمة الإسلامية، مشيرا إلى دعمه للزعيم نيلسون مانديلا، وتردد الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات على منزله في كل زيارة للمغرب، مذكرا باسهام الخطيب في تأسيس الجمعية المغربية لمساندة كفاح الشعب الفلسطيني.

وتحدث رئيس الحكومة السابق عن وثيقة فرنسية تصف عبد الكريم الخطيب بكونه “إرهابيا”، كما كان المحتل وقوائم الإرهاب الأمريكية تصنف الزعيم نيلسون ماندلا، موضحا أن هذه التهمة هي التي يتم إطلاقها اليوم على المقاومة الفلسطينية، قائلا “وهذا ديدن أي قوة احتلال تواجه بالمقاومة”، مشددا على أن المقاومة الفلسطينية ليست إرهابا وإنما مقاومة مشروعة.

وأضاف العثماني أن الذاكرة الوطنية تحتفظ للخطيب بمواقف عظيمة، منها معالجة الجرحى من المقاومين خلال الاحتجاج في المغرب على اغتيال الزعيم النقابي التونسي فرحات حشاد، ومعالجة المقاومين وإجراء عمليات جراحات تجميلة لهم لا تتعرف عنهم سلطات الاستعمار الفرنسي، ممثلا لذلك بالمقاوم الدحوس، سردا مجموعة من خصال الرجل التي تحدث عنها الملك محمد السادس في رسالة تعزية له.

طي صفحة التطبيع

وقال عضو الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية مصطفى الخلفي موقف حزبنا مع طي صفحة التطبيع، مشيرا إلى ما يقوم به الاحتلال من خرق اكل الاتفاقيات المعاهدات، علاوة على ارتكاب جرائم إبادة جماعية لا تتوقف بدعم غربي، رغم رأي محكمة العدل الدولية الأولي.

وطالب الخلفي بضرورة الإعلاء من قيمة الحوار، ممثلا لذلك بالحوار الذي أرسى دعائم الإنصاف المصالحة، مشددا على الحاجة لاعتماد المقاربة التضامنية والتشاركية، محذرا من أن التحديات اليوم تشير إلى أن هناك دول مهدد بالمحو من الخريطة.

الاتحاد عنصر توازن

بدوره، أوضح رئيس المجلس الوطني الأمين العام السابق للاتحاد الوطني للشغل بالمغرب عبد الإله الحلوطي أن الاتحاد كان عنصر توازن في تاريخ المغرب، منتقدا سعي بعض الجهات إلى إقصائه من الساحة الوطنية، ممثلا لذلك بعدد من الوقائع منها الحرمان من دعم مستحق لمدة سنتين.

وأضاف أن حضور أربعة أمناء عامون للاتحاد في هذه الخمسينية يدل على قوة الاتحاد وإنسابية التداول الديمقراطي على رئاسته، مشيرا إلى أن الشراكة الإستراتيجية الاتحاد مع حزب العدالة والتنمية لا تعني بالضرورة أن يقول دائما نعم إذا كان الحزب ممثلا في الحكومة، مشددا على أن القضية الفلسطينية ليست حكرا على الفلسطينيين بل هي قضية المغاربة كذلك.

الخطيب رجل المواقف

من جانبه، أكد الكاتب العام السابق للاتحاد الوطني للشغل بالمغرب محمد يتيم أن هذه الاحتفالية مناسبة كبيرة جدا تستحضر تاريخيا طويلا من الكفاح في نقابة الاتحاد، مشيرا إلى أن الربط في شعار الاحتفالية بين العدالة الاجتماعية ودعم القضية الفلسطينية كان دوما حاضرا عند الراحل عبد الكريم الخطيب، مستدلا بتأسيسه للجمعية المغربية لمساندة كفاح الشعب الفلسطيني.

ودعا وزير التشغيل السابق إلى استحضار رؤية وفكر ونضال عبد الكريم الخطيب، مضيفا أن الراحل كان رهن إشارة المواطنين، مشددا على أن قوة هذه المنظمة النقاب تكمن في قوة مبادئها وفكرتها، محذرا من ممارسات عند بعض النقابيين في النقابات التي رأى أنها تصل إلى حد المتاجرة “البيع والشراء” في الملفات والقضايا.

الاتحاد.. مسار الخمسينية

وأكد الأمين العام للاتحاد الوطني للشغل بالمغرب محمد زويتن أن الاتحاد خلال مسار خمسة عقود ساهم في قضايا في وطنية ودافع عن أخرى إنسانية عادلة مثل قضايا البوسنة والهرسك والشيشان وأفغانستان وحركات التحرر الإفريقية، مضيفا أن لازال يرمي إلى الإسهام في القضايا الاجتماعية وإقرار تنمية مستدامة وتعزيز التعاون والتشارك في خدمة قضايا الوطن.

ونبه الزويتن إلى تحديات يعيشها المغرب وتحتاج إلى مساهمة الجميع لحلها، موضحا أن من أهمها إعادة بناء الثقة في المؤسسات الوسيطة، علاوة على معالجة أزمات اقتصادية واجتماعية تسبب في تدهور القدرة الشرائية وارتفاع الأسعار وصعود أرقام البطالة، بالإضافة إلى تحديات تنزيل ورش الحماية الاجتماعية، وورش مدونة الأسرة، داعيا إلى تعزيز قيم التضامن والتآزم على غرار ما أبان عليه المغاربة من تعاون في تداعيات زلزال الحوز.

وذكر الزويتن بمسار الاتحاد الذي كان مدعما في شخص عبد الكريم الخطيب لحركات التحرر، قائلا إن الشعب المغربي لازال يدعم القضية الفلسطينية، موضحا أن هذاما يتطلب من المغرب والحكومات العربية والإسلامية مراجعة الاتفاقيات مع الاحتلال الصهيوني وقطع العلاقات السياسية والاقتصادية والأكاديمية معه.

ويعقد المجلس الوطني للاتحاد الوطني للشغل بالمغرب دورته العادية، يومي السبت والأحد 27 و 28 يناير 2024 بمجمع مولاي رشيد للشباب والطفولة ببوزنيقة، تحت شعار “خمسون سنة من النضال من أجل العدالة الاجتماعية ودعم القضية الفلسطينية”.

وحضر في الاحتفالية نائب رئيس حركة التوحيد والإصلاح رشيد العدوني، وزير الشغل والإدماج المهني يونس السكوري، والكاتب العام للاتحاد الوطني للشغل بالمغرب السابق الحاج عبد السلام المعطي.

موقع الإصلاح

أخبار / مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى