دعوات في “تيك توك” إلى عدم الإسراف في الأكل خلال شهر رمضان

مع حلول الشهر الفضيل، أطلقت دعوات لترشيد الاستهلاك وضبط الإنفاق والابتعاد عن التبذير والإسراف، خاصة وأن الصوم فرصة لمراجعة النفس، وتزكيتها والصبر على الجوع والعطش، وفرصة لتعظيم الأجر والثواب والأعمال الصالحة والابتعاد عن المعاصي والمغريات الدنيوية.

ويمثل الاقتصاد في الاستهلاك أحد أهداف الصيام من وجهة نظر دينية وشرعية، ولتحقيق ترشيد الاستهلاك يمكن الاستعانة ببعض النصائح لعل أبرزها: تحديد ميزانية للشهر الفضيل وضبط الأنفاق والتقيّد بشراء الحاجات الأساسية، وتفادي العروض والتخفيضات بالمراكز التجارية، والاقتصار على طهي أنواع محددة من الطعام حسب حاجة العائلة وتجنب الهدر الغذائي، فضلا عن تخزين الأكل المتبقي بالطرق الصحيحة.

وفي هذا الإطار، دعا نشطاء على منصة التواصل الاجتماعي “تيك توك” إلى عدم الإسراف في الأكل خلال شهر رمضان وترشيد الاستهلاك خلال هذا الشهر الفضيل.

ونبه النشطاء إلى أن هذا الشهر الفضيل، يعد أكثر الأشهر استهلاكا للطعام، واستحضرت بعض المنشورات عددا من المعطيات حيث تلقي الشعوب العربية خلال هذه الفترة 52 بالمائة من استهلاكها الغذائي في سلة المهملات، مقارنة ب31 بالمائة خلال باقي شهور العام.

ويهدر كل عربي سنويا  330 كيلو من الطعام، 90 كيلو منها من الطعام خلال شهر رمضان، كما أن حجم الإنفاق العربي خلال الشهر الفضيل يرتفع بنسبة 55 بالمائة.

ولفتت بعض المنشورات إلى استهلاك عدد من الأغذية خلال هذا الشهر الفضيل بشكل كبير حيث يعد الحليب من المواد الأكثر استهلاكا في رمضان في البلدان العربية.

ويتناقض الإسراف والتبذير سواء خلال شهر رمضان أو غيره مع روح الدين الإسلامي وقيمه، لأن الإسراف في حد ذاته مرفوض لما فيه من مجاوزة حد الاعتدال في المباحات، ومنها الأكل والشرب. ومن بين تعاريف الإسراف، أنه “صرف الشيء فيما ينبغي زائدا على ما ينبغي”، وهو أمر مذموم بنص القرآن الكريم في قوله تعالى :” كلوا من ثمره إذا أثمر وآتوا حقه يوم حصاده ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين”، بل إن العلماء قالوا بتحريمه بدليل النهي الوارد في الآية المشار إليها.
وتتعاضد عدد من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية في النهي عنه ، ومن ذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح ” ما ملأ آدمي وعاء شرا من بطنه، بحسب ابن آدم أكلات يقمن صلبه، فإن كان لا محالة، فثلث لطعامه وثلث لشرابه وثلث لنفسه”.

وفضلا عن مساوئ الإسراف والتبذير من قبيل الوقوع في المعاصي كالسمعة والرياء وعدم تقدير نعم الله، والكسل وضعف النفس، يؤكد العلم أن الإسراف في الأكل مضر بالصحة.

يذكر أن حملة “تيك توك” إلى عدم الإسراف في الأكل خلال شهر رمضان، جاءت انسجاما مع حملة أخرى، انتشرت قبل شهر رمضان بعنوان “شهر فبراير بدون إنفاق” من خلال توفير المال مع اقتراب هذا الشهر الفضيل وكسر عادات الانفاق والتركيز على النفقات الضرورية.

موقع الإصلاح

أخبار / مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى