بيان الدورة الثانية العادية لمجلس شورى حركة التوحيد والإصلاح يؤكد مواقفها من قضايا وطنية

أصدر مجلس شورى حركة التوحيد والإصلاح بعد نهاية أشغال دورته الثانية العادية يومي 14 و15 أكتوبر 2023 بالرباط برسم مرحلة 2022-2026، بيانا أكد فيه موقفه الثابت من القضايا الوطنية، وانخراطه في الدفاع عن الوحدة الترابية وفي مقدمتها الصحراء المغربية، ورفضه كل الاستفزازات والمؤامرات التي تحاك ضد وحدتنا الترابية.

وجدد البيان عزم الحركة على الانخراط الإيجابي في مشروع تعديل مدونة الأسرة، ودعوته إلى نهج مقاربة تشاركية حقيقية منفتحة على المجتمع المدني وهيئاته الشعبية في ظلّ سمو المرجعية الإسلامية.

ودعا البيان إلى ضرورة التفاعل مع مختلف المطالب الاجتماعية، والعمل على التخفيف من غلاء الأسعار بإجراءات حقيقية ملموسة، منبها في الوقت نفسه إلى خطورة ما آلت إليه أوضاع منظومة التربية والتكوين خصوصا في ظلّ ما تعرفه من احتجاجات متوالية للشغيلة التعليمية، ودعوته إلى التفاعل الإيجابي مع المطالب العادلة والمنصفة.

وبخصوص القضية الفلسطينية أعرب المجلس عن اعتزازه بما حققته المقاومة الفلسطينية من انتصارات في معركة “طوفان الأقصى” وتجديد دعمه للمقاومة الفلسطينية في مسار التحرير والعودة.

وندد بيان المجلس بجرائم الحرب التي يرتكبها الكيان الصهيوني في حق الفلسطينيين في قطاع غزة وفي مُختلف أنحاء فلسطين المحتلة، معلنا رفضه المطلق لجميع أشكال التطبيع مع الكيان الصهيوني.

وفيما يلي نص البيان:

بيان مجلس الشورى

تم بحمد الله وتوفيقه عقد مجلس شورى حركة التوحيد والإصلاح في دورته العادية الثانية لمرحلة 2022-2026 يومي السبت والأحد 28–29 ربيع الأول 1445هـ الموافق لـ14–15 أكتوبر 2023م، بمدينة الرباط في أجواء أخوية شورية ربانية.

استهلّ المجلسُ أشغاله كعادته بكلمة تربوية، تلتها كلمة منسق مجلس الشورى، ثم كلمة رئيس الحركة؛ التي استعرض فيها الوضعية العامة، والسّياقات التي ينعقدُ فيها المجلس، ومختلف المستجدات المتعلقة بعمل الحركة في ظل تنزيل مخططها الاستراتيجي الجديد. وهكذا توقّف عند مخلّفات الزّلزال الذي ضرب بلادنا والذي أخرج أروع ما في المغاربة من قيم نبيلة أصيلة شرّفت الشّعب المغربي بمختلف أطيافه ومؤسساته الرسمية والمدنية من مؤازرة للمتضرّرين ومسارعة لإغاثتهم وخدمتهم وتفريج لكربهم؛ في أجمل صورة تجسّد حديث “الجسد الواحد”، وترحّم بالمناسبة على كلّ شهداء هذه الفاجعة داعيا أعضاء الحركة والمتعاطفين معها وكلّ المواطنين من حولهم إلى مواصلة جهود الدّعم وإعادة الإعمار.

بعد ذلك تمّ عرض ومناقشة تقرير تركيبي عن أداء الحركة خلال الموسم الدعوي المنصرم؛ حيث تمت المصادقة عليه بالإجماع. واستشرافا لأعمال السنة الجارية قدم الكاتب العام مشروعي البرنامج السنوي والميزانية؛ حيث انتهت المناقشة بالمصادقة في نهاية أشغال المجلس.

وقد تميزت أشغال المجلس بمدارسة مجموعة من القضايا المتعلقة بعمل الحركة مستحضراً السياقات الوطنية والإقليمية والدولية الراهنة، وفي مقدمتها التطورات التي تعرفهُا القضية الفلسطينية بعد معركة ” طوفان الأقصى” البطوليّة التي قادتها المقاومة الباسلة التي تنُوب عن الأمة الإسلامية في الدفاع عن المسجد الأقصى والقدس الشريف، وما تلا ذلك من جرائم الحرب التي تنفّدها جيوش الكيان الصهيوني في حقِّ الشعب الفلسطيني الأعزل وبدعم أمريكي وغربي، وفي ظلّ صمتٍ عالمي مطبق.

وإذ يثمنُ المجلس كافّة الجهود المبذُولة من طرف مختلف هيئات الحركة وأعضائها، وتفاعلها الإيجابي مع مختلف قضايا المجتمع والأمة، فإنه يحيي الشعب المغربي بكل فئاته وقواه الحية على الملحمة الوطنية الكبرى التي حقّقها خلال المسيرة الشعبية بالرباط -صباح اليوم الثّاني من أشغال مجلس الشّورى- الأحد 15 أكتوبر 2023 تحت شعار “مع طوفان الأقصى وضد التطبيع”؛ حيث أكد المغاربة من جديد إجماعهم الدّائم على نصرة الأقصى وفلسطين ورفضهم المستمرّ للتطبيع.

وقد كانت هذه الدّورة فرصة لتأكيد مجلس الشّورى على ما يلي:

1- موقفه الثابت من القضايا الوطنية وانخراطه في الدفاع عن الوحدة الترابية وفي مقدمتها الصحراء المغربية، ورفضه كل الاستفزازات والمؤامرات التي تحاك ضد وحدتنا الترابية، ومن جهة أخرى شجب كل المحاولات التي تجعل قضية الصحراء المغربية موضع ابتزاز أو مقايضة من أي جهة كانت.

2- انخراطه الإيجابي في مشروع تعديل مدونة الأسرة ودعوته إلى نهج مقاربة تشاركية حقيقية منفتحة على المجتمع المدني وهيئاته الشعبية في ظلّ سمو المرجعية الإسلامية.

3- دعوته إلى ضرورة التفاعل مع مختلف المطالب الاجتماعية الملحّة خصوصا في ظل الغلاء المهول للأسعار والعمل على التخفيف من ذلك بإجراءات حقيقية ملموسة.

4- تنبيهه إلى خطورة ما آلت إليه أوضاع منظومة التربية والتكوين خصوصا في ظلّ ما تعرفه من احتجاجات متوالية للشغيلة التعليمية، ودعوته إلى التفاعل الإيجابي مع المطالب العادلة والمنصفة.

5- اعتزازه بما حققته المقاومة الفلسطينية من انتصارات في معركة “طوفان الأقصى” وتجديد دعمه للمقاومة الفلسطينية في مسار التحرير والعودة.

6- تنديده بجرائم الحرب التي يرتكبها الكيان الصهيوني في حق الفلسطينيين في قطاع غزة وفي مُختلف أنحاء فلسطين المحتلة، وتجديد شجبه لكافة أشكال الاعتداء على المسجد الأقصى والمقدسيين، وإدانته لسياسة الكيل بمكيالين التي تتبناها عدد من الدول الغربية وفي مقدمتها الإدارة الأمريكية المنحازة للكيان الصهيوني والداعمة لسياساته الإجرامية.

7- رفضه المطلق لجميع أشكال التطبيع مع الكيان الصهيوني ودعوته إلى الإغلاق الفوري لما يسمى بـ “مكتب الاتصال بالرباط”. وكذا التراجع عن كل الاتفاقيات الموقعة مع العدو الصهيوني.

وفي الأخير يجدد المجلس تأكيده عزم الحركة على مواصلة عملها الدعوي والإصلاحي في مختلف مجالات اشتغالها في ظل التحديات التي تواجه بلدنا وأمتنا؛ تماشيا مع رؤية ورسالة الحركة التي تتلخّص في إقامة الدين وترسيخ قيم الاستقامة والإصلاح.

 

“إِنْ أُرِيدُ إِلَّا الْإِصْلَاحَ مَا اسْتَطَعْتُ ۚ وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ ۚ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ”.
وحرر بالرباط يوم الأحد 29 ربيع الأول 1445 هـ موافق 15 أكتوبر 2023م.
إمضاء: رشيد فلولي
منسق مجلس الشورى

أخبار / مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى