انكشاف زيف ادعاءات الاحتلال حول وكالة “أونروا” بغزة ودول أوروبية تستأنف التعاون معها

قال المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) فيليب لازاريني إن الدافع الأساسي من هجوم حكومة الاحتلال الإسرائيلي على الوكالة سياسي وهدفه “تجريد الفلسطينيين من وضعية اللاجئ”.

وأضاف في مؤتمر صحفي بمقر الأمم المتحدة أمس الثلاثاء، أن الأونروا لم تتعرض لهجوم مماثل طوال تاريخها، ولم يسبق لها أن تعرضت من قبل لحملة بهذا الحجم وهذه الكثافة، حيث قررت 18 دولة تجميد أو قطع تمويلها للأونروا في نفس الوقت.

وأكد المسؤول الأممي أن أعضاء الأمم المتحدة يجب أن يفهموا الهدف الحقيقي لتلك الحملة جيدا، و إذا تم تدمير الأونروا فسيكون لذلك عواقب وخيمة على غزة، قائلا:” “لدينا تقارير تفيد بأن مبانينا، التي تم إخلاؤها، قد تم استخدامها لأغراض عسكرية… وتم اعتقال موظفينا وتعرضوا لسوء المعاملة”.

وجاءت تصريحات لازاريني بعدما نشرت وزيرة الخارجية الفرنسية السابقة كاثرين كولونا، الإثنين الماضي نتائج تحقيق أجرته حول ما إذا كان بعض موظفي الأونروا متورطين في هجوم 7 أكتوبر 2023 الذي نفذته حركة المقاومة الإسلامية (حماس) على مستوطنات في غلاف غزة.

وأكد تقرير المراجعة الخارجية المستقلة بخصوص وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “أونروا” التزام الأخير في عملها بغزة مبدأ الحياد. وأوضح فريق التحقيق أن حكومة الاحتلال لم تقدم أي دليل على ادعاءاتها حول موظفي الأونروا، وأشار إلى وجود آلية عمل تضمن مبدأ الحيادية في الوكالة.

وقد أعد التقرير بطلب من الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوريتش حول ادعاءات تورط 12 موظفا لدى الأونروا في هجمات 7 أكتوبر 2024.

و دفعت تلك الادعاءات 18 دولة والاتحاد الأوروبي تعليق تمويلها للوكالة الأممية منذ 26 يناير الماضي. وفي 5 فبراير الماضي، أعلن غوريتش، بالتشاور مع المفوض العام للأونروا فيليب لازاريني عن الشروع في المراجعة المستقلة بقيادة وزيرة الخارجية الفرنسية السابقة كاترين كولون، التي عملت مع 3 منظمات بحثية هي معهد راؤول والنبرغ في السويد، ومعهد ميشيلسن في النرويج، والمعهد الدنماركي لحقوق الإنسان.

وفي سياق متصل، دعت النرويج اليوم الأربعاء الجهات المانحة الدولية إلى بدء التعاون مع “أونروا” لدعمها ماليا، ورحب وزير خارجية النرويج إسبن بارث إيدي بتقرير فريق التحقيق الأممي المستقل عن حيادية عمل الأونروا الذي نشر الإثنين الماضي، وأعرب عن سروره لقرار بلدان مثل أستراليا وكندا وفنلندا وألمانيا وآيسلندا واليابان والسويد بإعادة دعم الأونروا ماليا.

ألمانيا هي الأخرى، أعلنت عزمها استئناف التعاون مع وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “أونروا” في غزة، عقب التقريرالمشار إليه.
وقالت وزارتا الخارجية والتنمية الألمانيتين في بيان مشترك إن الحكومة تعتزم استئناف التعاون مع وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “أونروا”.

يذكر أن وكالة ” الأونروا” تأسست بقرار من الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 1949، وتم تفويضها بتقديم المساعدة والحماية للاجئين الفلسطينيين في مناطق عملياتها الخمس، الأردن، وسوريا، ولبنان، والضفة الغربية، وقطاع غزة. وتعد الوكالة العمود الفقري وعصب الجهود الإنسانية في غزة، فهي وحدها التي تمتلك المعرفة والقدرة والبنية التحتية للمساعدة في تخفيف معاناة أكثر من مليوني فلسطيني في غزة.

وكالات

أخبار / مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى