همسة لمنتدى التجديد الطلابي في دورته 24 بمدينة مكناس – عبدالهادي باباخويا

شكَّل المنتدى السنوي لمنظمة التجديد الطلابي عبر دوراته السابقة، محطة لتقييم تجربة العمل الطلابي عموما، من خلال تحليل عناصرها ومرتكزاتها، مع الوقوف على إخفاقاتها ومجالات تراجعها، إضافة إلى استشراف معالم انطلاقة جديدة، بمقومات فكرية ملهمة، ومفاتيح إصلاحية مؤثرة، وخطوات إبداعية هادفة.

وبمناسبة انعقاد دورته 24 برحاب جامعة “مولاي اسماعيل” بمدينة مكناس، نهمس إلى إخواننا في المنظمة ببعض النظرات السريعة، عساها تثير جوانب جديدة في تفكيرهم، وتفتح أفقا للحوار والإبداع والإنجاز.

 بداية نتمنى أن يكون منتدى مكناس لمنظمة التجديد الطلابي، نقلة نوعية في مسيرة العمل الطلابي بالجامعة المغربية. نقلة تدفع المنظمة نحو آفاق أرحب ومجالات أوسع، وذلك يحتاج إلى أفكار أبدع ووسائل أنجع وإرادة أوسع.

وحتى يكون ”المنتدى” مستوعبا لأكبر قاعدة طلابية، تحتاج المنظمة إلى نهج مزيد من الانفتاح في وسائل العمل، بما يتناسب مع اهتمامات الطلبة ويساهم في تكوين شخصيتهم،  مع تقوية الصلة بالفاعلين الحقيقيين داخل الجامعة، والدفع نحو شراكات مثمرة ومتنوعة داخلها وخارجها، فيما له صلة بأهداف المنظمة وأولوياتها المرحلية.

ونعتقد أن تحقيق الحوار العلمي الهادف، يقتضي الرفع من مستوى ونوعية تفكير المنظمة، بانخراط جميع أعضائها ومنتسبيها في برامج تكوينية وأنشطة معرفية، ترقى بهم فهما وتصورا، وتأهلهم أخلاقا وسلوكا، حتى يكون جهدهم منتجا وعطاؤهم ظاهرا ومتميزا.

وحتى تتمثل المنظمة الإبداع فكرة وممارسة، لابد من خلق جو ملائم نفسيا وثقافيا، لاستنبات المبدعين القادرين على التأثير والتعبير، ومواجهة ركام الإبتذال والتفاهة، وهزال الحقل الفني الموجود حاليا.

ويبقى السؤال الهام والمحوري، هو كيف نسمو بالعمل الطلابي نحو إرادة التجديد لدفع الأمة إلى فعل النهضة..؟

 والجواب وإن كان مكلفا، لكنه ضروري ومستعجل، ويتطلب فتح العديد من الملفات، من قبيل سؤال الإبداع في فعل الحركة الإسلامية فكرا وممارسة..؟

 مشروع النهضة بمضمونه الحضاري الإسلامي المحقق لمفهوم الإستخلاف القرآني..؟

إشكالية الصدمة الحضارية التي تعاني منها الأمة، وما تفرع عنها من متاعب منهجية سواء على مستوى الهوية أو على مستوى منظومة التفكير..؟

فكرة خلق مرجعية معرفية، تستند إليها إشكالاتنا الواقعية لإيجاد الأجوبة الإستراتيجية لتخلفنا الفكري وتراجعنا الثقافي..؟

وفقكم الله لإرادة التجديد وعزيمة الإصلاح لإنجاز فعل النهضة.

أخبار / مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى