عبد الهادي اليمني.. جهود دعوية لا تتوقف

يعتبر عبد الهادي اليمني من المؤسسين الأوائل للعمل الإسلامي بإقليم الرشيدية، وممن سخروا جهودهم لبناء عمل دعوي راشد وتأطير الناس بالمنطقة. ازداد ببني ملال سنة 1961، تابع دراسته الابتدائية بجماعة الكراراة ببني ملال، والإعدادية بأفوررت بإقليم أزيلال، ثم الثانوية التأهيلية بثانوية الكِندي بالفقيه بنصالح. تمكن من الولوج إلى المدرسة العليا للأساتذة بمراكش حيث تخرج أستاذا لمادة الفيزياء بالثانوي التأهيلي سنة 1985، قضى معظمها بمدينة الريصاني في الجنوب الشرقي للمملكة. أب لأربعة أبناء أكبرهم تخرج هذه السنة من مدرسة المهندسين.

يُعرف اليمني وسط إخوانه الذين يشترك معهم في نفس الرؤى والمنطلقات بفعاليته وحيويته ونشاطه الدعوي الذي يرمي من خلاله إلى إنقاذ الشباب من الانحراف والسعي إلى تجويد سلوكاتهم. ويؤكد أن انتمائه للحركة الإسلامية مر بمرحلتين؛ المرحلة الأولى كانت مدعومة برياح الصحوة الإسلامية، حيث استفاد منذ طفولته من جلسات جماعة الدعوة والتبليغ التي كان لها نشاط كبير في القرية التي ترعرع بها خلال أواخر السبعينات، كما استفاد من نصائح أحد المعلمين الذي تعلم منه آداب السلام والصلاة والأمور الدينية الأساسية، وامتدت هذه المرحلة إلى الثانوي التأهيلي.

أما المرحلة الثانية فقد بدأت عندما التقى زمرة من الشباب الملتزم والمتدين بالثانوي، تنافسوا فيما بينهم على أعمال الخير. لكن انخراطه الفعلي في العمل الإسلامي بدأ بعد التحاقه بالمدرسة العليا للأساتذة بمراكش سنة 1981، حيث داوم على الحضور في جلسة تربوية إلى أن عرض عليه الانتماء للجماعة الإسلامية بشكل رسمي سنتين بعد ذلك. ويؤكد في هذا الصدد، إنه تفاعل جيدا مع المجالس التربوية التي قال إنها ترقي الإيمان وتزكي الأنفس، وشرع في التدرب على إلقاء الدروس بعاصمة النخيل، قبل أن ينقل تجربته إلى مسقط رأسه.

وبعد تعيينه بمدينة الريصاني سنة 1985، قام اليمني بتأطير عدد من الشباب خاصة التلاميذ الذين شكلوا اللبنة الأولى للعمل الإسلامي بالمنطقة، وكثف حضوره بالمسجد عبر إلقاء سلسلة من الدروس التربوية، وفي فترة وجيزة انتظمت عدد من الجلسات التربوية شكلت نقطة البداية في المسار الحركي.

ومن أجل الانفتاح على أكبر شريحة من الناس، أسس اليمني رفقة آخرين جمعية الفتح الثقافي لتافيلالت وانتخب عضوا في مكتبها الأول، ويقول إنها شكلت أحد أبواب نشر الخير، وأتاحت فرصة التواصل مع قطاع عريض من الساكنة.

يؤمن اليمني بأن العمل الدعوي ملاذ آمن للنفوس ومسار آمن للأخلاق الطيبة وفرصة لتحقيق الاستقرار النفسي والاجتماعي، والارتياح القبلي والبعدي في علاقة مع الله عز وجل. لذلك يصر على ممارسة الدعوة دون كلل أو ملل، ولا يدخر جهدا في الاستجابة إلى كل الدعوات التي يتلقاها من أجل تأطير محاضرة هنا وإلقاء درس هناك.

من جهة أخرى، لا يخفي اليمني أثر الأعمال الدعوية على المسار الشخصي للداعية، ويقول إنه من الصعب بأي حال من الأحوال تحقيق الداعية للتوازن بين واجباته المهنية والزوجية وتكاليفه الدعوية، ويضيف أنه لابد أن تؤدي الأسرة جزء من ضريبة الدعوة لأن منطق التدافع المجتمعي يفرض حضورا أكثر.

أخبار / مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى