الحركة بجهة الوسط  تنظم الدورة الأولى لمركز عبد الله بن ياسين في نسخته الثالثة

احتضن المقر الجهوي لحركة التوحيد والاصلاح بعين السبع يومي السبت و الأحد19 و 20 رمضان المبارك 1445 هـ الموافق ل 30 و 31 مارس 2024، الدورة الأولى لمركز عبد الله بن ياسين لتأهيل وتكوين الدعاة في نسخته الثالثة انطلاقا من قوله تعالى: “وَمَا كَانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنفِرُوا كَافَّةً ۚ فَلَوْلَا نَفَرَ مِن كُلِّ فِرْقَةٍ مِّنْهُمْ طَائِفَةٌ لِّيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ”،.

وافتتحت الدورة – التي ينظمها قسم الدعوة والعمل الثقافي بجهة الوسط – بكلمة توجيهية لعضو القسم الدعوي عبد الرحمن أشبنات وخريج النسخة الثانية تدبر فيها موقف سيدنا يوسف وطريقة دعوته في السجن مع مقارنته مع صور من مواقف الحبيب صلى الله عليه وسلم، حيث بين موقف الأنبياء والرسل في طريقة دعوتهم لأقوامهم وركز على معاناة سيدنا يوسف في السجن بعد أن عاش في قصر العزيز حياة الرغد وانتقاله إلى حياة فيها قسوة وظلم، وتمثله صفة الإحسان وصدق الحديث وعيادة المرضى وتقديم يد العون للجميع.

ورغم تواجده بالسجن لم يتخلى عن دعوته إلى الله سبحانه وتعالى فقد استثمر سؤال صاحبيه ووصفهما له بالإحسان وقبل أن يؤول رؤياهم أثنى على الله سبحانه وبين الفرق بين من يعبد إلاها واحدا وبين من يعبدون آلهة متعددة، وفي المقابل بين أن دعوة الرسول صلى الله عليه وسلم ابتدأت بسرية في دار الأرقم بن الأرقم ولماذا اختار صلى الله عليه وسلم هذه الدار بالذات، كما أشار الأخ الكريم الى استثمار جميع الأنبياء والرسل للفرص وعدم تضييعها واتصافهم باللين والرقة في الخطاب وعدم تمييعه قال صلى الله عليه وسلم “يسروا ولا تنفروا..”، وختم قوله بالعلم قبل الأمر والرفق معه والصبر بعده.

بعد ذلك قدم المشرف على المركز ومسؤول قسم الدعوة والعمل الثقافي بجهة الوسط الأستاذ محمد حقي ورقة تصورية للمركز بيّن فيها الهدف منه والأهداف الجزيئة والمتمثلة في تأهيل نخبة من الدعاة من أجل القيام بمهمة الدعوة إلى الله تعالى في المجتمع وفق منهج الإسلام الوسطي المعتدل وأشار الى أن المستفيدين من هذا المركز سيستفيدون من عشر دورات سيتم فيها عرض كل ما يحتاجه الداعية من علوم شرعية وفقهية وتكوين في فن الإلقاء وإعداد المواعظ.

بعد ذلك تم تقديم الدرس المركزي بعنوان “العمل الدعوي من التصور الى التنزيل” للأستاذ محمد حقي، الذي بيّن فيه بأن طريق الدعوة طريق صعب وليس مفروشا بالورود، وعرّف الدعوة عند الحركة بأنها حركة دعوية تربوية على منهاج أهل السنة والجماعة، تعمل في مجال الدعوة الإسلامية عقيدة وشريعة وقيما وآدابا من أجل الالتزام بمقتضيات الإسلام وإقامة أركانه و أحكامه على صعيد الأفراد والمجتمع والدولة، وبيّن بأن الدعوة هي الإطار الأوسع لأعمال الحركة بل هي أساس وجودها ومنطلق عملها وأشار الى مقومات نجاح أي عمل دعوي وذلك بالوضوح والبصيرة، قال تعالى: “قُلْ هَٰذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ ۚ عَلَىٰ بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي ۖ وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ (108) سورة يوسف”، وبأن هذا الخطاب نوعي يتناسب مع الشرائح والمواقع المستهدفة وأنها تعتمد على البلاغ المبين والبيان الواضح والكلام القاصد.

وأشار المحاضر إلى مجموعة من الوسائل والأدوات والقنوات التي من خلالها يتم توصيل ونقل هذا الخطاب، وأجمل معاير نجاح أي عمل دعوي في الرسالة والأهداف، القدرة على الانتشار والتوسع، عمق الأثر في مجال الاشتغال، القدرة على الاستمرارية والامتداد والقدرة على استثمار العائد الدعوي وتحريك جميع الأعضاء في الفعل الدعوي مع استثمار الفرص والوسائل المتاحة للعمل والقدرة على الابداع والتجديد في هذه الوسائل وختم بالكلام على مجموعة من الدلائل المرجعية للمنظومة الدعوية.

وافتتح اليوم الثاني للدورة بكلمة توجيهية للأخت كوثر عضو القسم الدعوي حول الدعوة على بصيرة والبداية بالعقيدة الصحيحة والتي هي عبادة الله تعالى وعدم إشراك مع الله أحدا ومن معالم الدعوة التنزه عن ما في يد الاخرين.

بعد ذلك كان المستفيدون على موعد مع عرض بعنوان “مهارات الاعداد والالقاء” أطره الأستاذ مولاي مصطفى برشيدا مسؤول إقليم الفدا الحي المحمدي، والذي بدأ عرضه بالخطبة المؤثرة لرسول الله صلى الله عليه وسلم للأنصار تأخد بمجامع القلوب والتي تتجلى في عدم إعطائهم من الفيء وذكرهم بما كانوا عليه قبل إسلامهم واحتضانهم له عليه السلام وأخبرهم بأنه منهم ودعا لهم، بعد ذلك قام الأستاذ بطرح مجموعة من الأسئلة من قبيل: لماذا الحديث عن موضوع الإعداد والإلقاء” مجيبا بأنه موضوع مهم وأن الإلقاء هو فن الخطابة وإيصال المعلومة بشكل واضح وبسيط يستوعبه المتلقي والهدف منه الاقناع والتأثير في وجدان الآخر، بعد ذلك تحدث عن مراحل الإعداد والإلقاء وأجملها في ثلاث مراحل وهي:

– مرحلة الاعداد والتي تتضمن خطوات الاعداد الجيد (اختيار الموضوع، التفكير الصحيح، الجمع والانتقاء للمعلومات وصياغة الموضوع).

– مرحلة الاستحضار والتي عرفها بأنها الجسر بين مرحلة الاعداد والالقاء، فبعد الانتهاء من جمع المادة وترتيبها، يبقى اختيار الطريقة الناجعة لاستحضار الموضوع للتمكن من القائه على الجمهور وذلك بكيفية استحضار الموضوع ومهارات تحسين الذاكرة .

– مرحلة الالقاء والتي تتضمن مهارات إلقاء الموضوع وعرضه وهي مرحلة إيصال المعلومة بطريقة واضحة، يفهمها المستمع ويستفيد منها، وذلك بكسر حاجز الخوف بالاستعانة والثقة بالله سبحانه وتعزيز الدافع والرغبة والاعداد الجيد والالمام بالمضوع والتصرف بثقة وتفاؤل مع تفريغ الطاقة السلبية والتدريب الجيد وختم بتقديم قواعد ومهارات الالقاء الجيد والتي أجملها في: الراحة النفسية، طريقة الوقوف، جودة النطق ونبرة الصوت، التواصل مع الاشراك ولغة الجسد والمظهر وإدارة الوقت.

وتم ختم الدورة بالإعلان عن موعد الدورة الثانية والواجبات التي على المستفيدين من المركز القيام بها والاعداد للدورة المقبلة.

توفيق الابراهيمي

أخبار / مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى