اعتداء يستهدف مسجدين في هانوفر يثير قلق الجاليات المسلمة

شهدت مدينة هانوفر الألمانية الثلاثاء الماضي حادثة جديدة تُضاف إلى سلسلة الاعتداءات التي تستهدف دور العبادة الإسلامية في أوروبا، بعدما أقدم مجهولون على الاعتداء على مسجدين تابعين لاثنتين من أكبر المنظمات الإسلامية في البلاد. وهي واقعة تعكس تصاعد موجات العداء للمسلمين داخل المجتمع الألماني.
وأفادت وسائل إعلام محلية بأن مجهولين خطّوا عبارات مثل “IDF” (اختصارًا لجيش الدفاع الإسرائيلي) و”إسرائيل” على الواجهات الخارجية لمسجد تابع لاتحاد ميلي غوروش الإسلامي، وآخر يتبع الاتحاد الإسلامي التركي للشؤون الدينية (ديتيب).
وأظهرت الصور المتداولة على منصات التواصل الاجتماعي حجم الضرر الرمزي الذي خلّفه الاعتداء، بينما أعربت الجالية المسلمة في هانوفر عن استيائها وقلقها المتزايد إزاء هذه النوعية من الهجمات، التي باتت تتكرر بوتيرة ملحوظة منذ تصاعد التوترات في الشرق الأوسط خلال العامين الأخيرين.
ووفق بيانات المكتب الاتحادي للجرائم في ألمانيا (BKA)، فقد شهدت البلاد خلال الأشهر التسعة الأولى من العام الجاري 930 جريمة مرتبطة بالإسلاموفوبيا، بينها 31 اعتداءً مباشرًا على مساجد.
وتعكس هذه الإحصاءات تنامي التوترات داخل المجتمع الألماني، لا سيما مع ارتباط العديد من الاعتداءات الأخيرة بالسجالات السياسية والإعلامية المرتبطة بالصراع في الشرق الأوسط، ما يثير مخاوف الجاليات المسلمة من تعرّضهم لاستهداف متكرر.
ويُقدّر عدد المسلمين في ألمانيا بنحو 5.5 ملايين نسمة من أصل 85 مليونًا، لتكون ثاني أكبر دولة في أوروبا الغربية من حيث عدد المسلمين بعد فرنسا. وتعد ولايات مثل شمال الراين-وستفاليا وبرلين وهانوفر من أكثر المناطق التي تشهد نشاطًا للجاليات الإسلامية.
وتأتي الهجمات الأخيرة في وقت حساس تمرّ به المجتمعات الأوروبية، حيث تشهد بعض الدول ارتفاعا في الخطاب اليميني المتطرف، وتناميا في مشاعر العنصرية نتيجة الاستقطاب السياسي والإعلامي. ويقول مراقبون إن استهداف المساجد قد يحمل رسالة سياسية تتجاوز الفعل التخريبي، في محاولة لإثارة الخوف بين الجاليات المسلمة وإحداث شرخ اجتماعي.
وأدانت شخصيات سياسية ألمانية الاعتداءات معتبرة أنها “تمسّ قيم المجتمع الألماني وتستهدف حرية المعتقد”، فيما طالبت منظمات إسلامية برفع مستوى الحماية حول المساجد، خاصة خلال الفترات التي تشهد توترًا سياسيًا دوليًا.




