سودو يحذر من اقتراب المغرب من عتبة الإجهاد المائي الحاد

حذر المهندس عبد اللطيف سودو، المتخصص في هندسة المياه من اقتراب المغرب من عتبة الإجهاد المائي الحاد، الذي أصاب عددا من الدول في العالم، موضحا أن مشكل ندرة الماء موجود في جميع المنابع الأساسية في العالم.

وانتقد سودو خلال مداخلة له في ندوة علمية  استضافها المقر المركزي للحركة بالرباط أمس الجمعة، إجهاض عدد من المجهودات التي تقوم بها السلطات لمواجهة ندرة المياه، وذلك عبر عدد من السلوكيات مثل زرع منتوجات تستهلك الكثير من المياه مثل فاكهة الأفوكا، وهدر الماء في عدد من الفضاءات العمومية والتلوث الذي أصاب حقينة السدود التي تحتاج للمعالجة، مؤكدا على أن عقلنة المياه أصبح أمرا ضرويا وهي مسألة حياة أو موت.

واستعرض خريج المدرسة الحسنية للأشغال العمومية عددا من المعطيات المتعلقة بوصول المغرب إلى الإجهاد المائي، حيث أن عتبة ندرة الماء هي 1000 متر مكعب. وحينما ننزل على هذا الحاجز مكعب نصل للندرة حيث نزل المغرب عند هذه العتبة قبل سنة 2000، كما أن عتبة الإجهاد المائي الحاد هي 500 متر لكل مواطن والمغرب وصل إلى 606 متر مكعب في 2023 وهو متجه إلى هذه العتبة قريبا.

وتطرق سودو في مداخلة بعنوان ”تدبير ندرة المياه بين التغيرات المناخية والسياسات العمومية”، إلى عدد من  المعطيات الأخيرة في 2023 الخاصة بالتساقطات المطرية التي وصلت إلى 140 مليار متر مكعب، وتبخر 118 مليار متر مكعب، وبقي 22 مليار متر مكعب فقط التي تشكل 606 متر مكعب لكل مواطن، رابطا هذا التبخر بالاحتباس الحراري وارتفاع معدل الحرارة الذي حتى لو امتلأت السدود وتكون هناك حرارة تتبخر المياه.

دق فاعلون ناقوس خطر وصول الوضعية المائية بالمغرب إلى مرحلة الحرجة والخطرة، في ندوة علمية احتضنها المقر المركزي لحركة التوحيد والإصلاح بالرباط مساء اليوم الجمعة، معتبرين أن المسؤولية جماعية يتحملها كل فرد في المجتمع حسب موقعه.

ولفت إلى أن ال22 مليار مكعب المتبقة تكون فيها 18 سطحية و4 جوفية وتشكل 606 متر مكعب لكل مواطن في السنة، عرفت تطورا حيث كانت في 1960 تشكل 2560 متر مكعب وانتقلت في 2005 إلى 731 متر مكعب ثم 2015 انتقل إلى 615 متر مكعب ووصلنا في 2023 إلى 606 متر مكعب.

وخلص سودو إلى أن هناك تطور للساكنة وتجاوز عتبة الإجهاد المائي، وماضون إلى الإجهاد المائي الحاد، حيث يبرز المنحنى كيف أن التساقطات انخفضت ووجود اختلاف بين الجهات في توزيع المياه السطحية والجوفية التي يتم استنزافها، كما المغرب عرف ارتفاع في درجات الحرارة خلال السنوات الأخيرة بمعدل 1.8 درجة كان لها أثر كبير في تبخر الماء وندرته.

كما تناول سودو عددا من الإنجازات؛ التي قام بها المغرب لمواجهة ندرة الماء حيث يتوفر على 152 سد كبير بحجم 20 مليار متر مكعب والتي تماثل كمية الأمطار جراء التساقطات في 2023، منوها في هذا الإطار بمجهودات المغرب تحت إشراف الملك الراحل الحسن الثاني رحمه الله في اعتماد سياسة كبيرة فيما يخص هندسة المياه وربح سدود كبرى، فلو لم تكن هناك سدود لم يكن هناك إمكانية تعبئة 18 مليار مكعب السطحية التي تبقت من 22 مليار متر مكعب المذكورة. 

ومن بين الإنجازات أيضا، 16 شبكة لتحويل المياه إلى الأحواض المائية بطول حوالي 785 كيلومتر، وصبيب بعمق 346 متر مكعب في الثانية، وتعبئة موارد مائية جوفية بإنجاز الآلاف من الأبار  لأن هناك مناطق ليس فيها مناطق لملء المياه السطحية، ونشر 12 محطة لتحلية ماء البحر  و41 مشروع لإعادة استعمال المياه العادمة. 

وتأتي مداخلة المهندس عبد اللطيف سودو في إطار الندوة العلمية التي نظمها المكتب الإقليمي لحركة التوحيد والإصلاح بتنسيق مع قسم الدعوة والعمل الثقافي المركزي في موضوع “الوضعية المائية بالمغرب: مظاهر وأسباب الأزمة ومقاربات التدخل” إلى جانب الدكتور الحسين الموس، ضمن برنامج الأنشطة لشهر رمضان المبارك.

موقع الإصلاح

أخبار / مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى