البراهمي يؤطر الدورة التربوية الأولى لفرع “التوحيد والإصلاح” بقلعة السراغنة

أطر الدكتور محمد البراهمي، عضو المكتب التنفيذي لحركة التوحيد والإصلاح الدورة التربوية الأولى لفرع الحركة بقلعة السراغنة في لقاء داخلي مساء يوم الخميس 15 فبراير 2024.

وجه البراهمي المكلف بملف الدعوة والعمل الثقافي في بداية مداخلته الحاضرين إلى الاستماع إلى ثلاثة أشرطة للصحفي أحمد منصور مع كل من أحمد ياسين، عبد الوهاب المسيري وزعيم الطائفة اليهودية ديفيد وايس، وأشار إلى أن القراءات الثلاث تبين أن أجل الكيان الصهيوني قد اقترب، مضيفا أن كل الدلائل تدل على أننا أمام مسار جديد، و ينبغي أن لا نكون فيه من المتفرجين، بل ينبغي أن تكون لنا بصمة في هذا التحول الذي انطلق مع الفئة المجاهدة في غزة و التي تمثلت معاني الجهاد بكل شيء.

وأشار في إطار تناوله لموضوع “جهاد النفس من أفضل الجهاد” إلى مجاهدة النفس أو تزكية النفس التي تكمن في أمرين: أولا، أهمية المجاهدة، قال تعالى: “قد أفلح من تزكى” وقال سبحانه: “قد أفلح من زكاها”، وقد: حرف تحقيق، و”أفلح” جاءت بصيغة مطلقة. ثانيا، النفس من أهم موضوع التزكية، فأخطر ما يواجهه الإنسان هو نفسه، ولقد طالبنا الله تعالى بتتبعها وأصل كل فلاح ينطلق من النفس. وتطرق إلى أهم المداخل لتحقيق تزكية النفس أو مجاهدة النفس:

المدخل الأول: القراءة، حيث تأسف المحاضر إلى كون انشغالات الحياة تؤدي إلى إغفال الناس للهدف من القراءة الذي هو الوصول إلى المعرفة التي هي مدخل التعرف على الكون، النفس وفقه الواقع. ولا يمكن أن يتحقق انتصار بدون معرفة.  وأشار إلى أن أغلب المجاهدين في غزة من المتفوقين في دراستهم، وأغلبهم يحصلون على براعة الاختراع في مختلف التخصصات. وأضاف أن بعض الدراسات أشارت إلى أن المعدل المتوسط للقراءة في أمريكا سنويا هي 11 كتاب في أمريكا، و 7 في بريطانيا، في حين أنها ربع صفحة في المغرب !!

المدخل الثاني: التفكر والتدبر، إننا نعيش معجزات كثيرة، وقد نبئنا الله تعالى إلى استعمال عقولنا في التفكر والتدبر، النظر في التاريخ وما فيه من عبر. فإذا نظرنا إلى الآيات في الكون سنستخلص السنن. وأشار إلى أن المجاهدين في غزة استخلصوا هذه السنن ووظفوها في حياتهم وأصبحوا يقدمون الدرس وهم يؤمنون بأن نصر الله آت.

المدخل الثالث: المراجعة والمحاسبة، يجب أن يحاسب الإنسان نفسه كمحاسبة الشريك لشريكه، فلا يمكن أن تصمد في الطريق المستقيم بدون مراجعة ومحاسبة، ومن لم يراجع نفسه بعد مدة طويلة من الزمن فسيجد نفسه بعيد عن الطريق المستقيم.

المدخل الرابع: الحذر من الدنيا، وذكر قوله تعالى: “إنما الحياة الدنيا لعب ولهو” وقول الرسول صلى الله عليه وسلم : “ما الفقر أخشى عليكم إنما أخشى عليكم الدنيا..”. وجاء في الحديث القدسي : “عبدي خلقتك لنفسي وخلقت كل شيء لك، فلا تشتغل عما خلقتك له بما خلقته لك”، وقول الرسول صلى الله عليه و سلم: “من أصبح و الدنيا أكبر همه جعل الله فقره في قلبه”، فلا ينبغي للإنسان أن يغتر بهذه الدنيا، مشيرا إلى أنه لنا في أهل غزة المثل لأنهم يعلمون أن الدنيا لا تساوي عند الله جناح بعوضة.

المدخل الخامس: الدعوة والانخراط في الإصلاح، فهي مدخل من مداخل النفس، وأن المجتمع الذي نعيش فيه، فيه الصالح والمفسد، وأن الأمر يتطلب التدافع، قال تعالى: “ولولا دفع الله الناس بعضهم لبعض لفسدت الأرض”، وأعطى مثال حديث السفينة. مشيرا إلى ضرورة المساهمة في ترسيخ قيم الإصلاح حتى يمتد هذا الخير في المجتمع. فلما يكون الإنسان وحده ولما يكون بين أحبابه وإخوانه فهو يقوى ويصمد، وأن الذئب لا يأكل إلا الشاة القاصية، كما ينبغي لكل مؤمن أن يعيش لنفسه وأمته ودعوته حتى يكون له نصيب فيما يقع. 

وتطرق البراهمي إلى كون حركة حماس استطاعت أن تصل إلى كل البيوت سواء بالتوجيه أو المساعدة أو الحفظ و… ولذلك فإن سكان غزة لا يشتكون من المقاومة، واستطاع المجاهدون هناك توريث فكرة المقاومة، و إذا أراد العدو اجتثاث المقاومة فعليه اجتثاث أهل غزة كلهم لذلك يسعى الكيان الصهيوني لقتلهم وتهجيرهم.

بلعيد أعلولال

أخبار / مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى