الاحتلال “الإسرائيلي” يواصل جرائمه في غزة ويشن حربا موازية على الضفة لكبح مقاومتها

وثق المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، إعدام قوات الاحتلال “الإسرائيلي” عشرات الفلسطينيين خلال نزوحهم من مدينة غزة وشمالها إلى مناطق وسط وجنوب قطاع غزة على الرغم من عدم تشكيلهم أي خطورة.

وحسب بيان للمرصد أمس الإثنين 13 نونبر 2023، فقد جرى استهداف الفلسطينيين بإطلاق الرصاص الحي وفي بعض الأحيان بقذائف مدفعية بغرض القتل العمد خلال محاولتهم النزوح، حيث تلقى إفادات من نازحين تفيد بعمليات قتل على الحواجز العسكرية التي أقامها جيش الاحتلال “الإسرائيلي” في إطار تخصيصه “ممرا” على طول شريان المرور الرئيسي، فيما جرت عمليات قتل مماثلة بحق نازحين داخل مدينة غزة وشمالها لدى محاولتهم الخروج من مستشفيات ومدارس بالإضافة إلى مقر لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي بعد أن لجئوا إليها منذ أيام للاحتماء من العدوان.

وفي نفس السياق، أكد مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية عدم وجود أي وسيلة لنقل المرضى بأمان إلى أي مكان في قطاع غزة، حيث تكثفت الاشتباكات في محيط مستشفى الشفاء نهاية الأسبوع، مبينا أن البنية التحتية الأساسية تضررت وفقد بعض العاملين هناك حياتهم، مشيرا أنهم تلقوا معلومات حول تعرض أشخاص خرجوا من المستشفى لجلب الماء إلى إطلاق نار من قبل القناصة.

كما أكدت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “أونروا”، أن هجوم الاحتلال “الإسرائيلي” الأخير على مبنى أونروا الواقع جنوبي غزة مؤشر جديد على أنه لا يوجد مكان آمن في القطاع، حيث أصيبت دار ضيافة تابعة للأونروا في مدينة رفح، جنوبي غزة، بأضرار جسيمة جراء الغارات البحرية التي شنتها القوات الإسرائيلية.

وفي إطار الوضع الإنساني والغذائي الذي يعيشه قطاع غزة منذ 39 يوما من العدوان المتواصل، أعلنت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “أونروا” أمس الإثنين، أن عملياتها الإنسانية ستتوقف في قطاع غزة خلال 48 ساعة بسبب عدم السماح بدخول الوقود، مشيرة إلى أن الوكالة حصلت على الوقود خلال الأسابيع الثلاثة الماضية، من أحد الخزانات على الحدود المصرية بتنسيق بين “أونروا” والكيان الإسرائيلي، وأن هذا الخزان أيضا “بات فارغا من الوقود الآن”.

من جهتها أعلنت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) اليوم الثلاثاء 14 نونبر 2023، أن جميع سكان غزة ضمن الفئات التي تعاني من “انعدام الأمن الغذائي”، موضحة أن “تصاعد الأعمال العدائية في إسرائيل وفلسطين يؤثر بشكل كبير على جميع أبعاد الأمن الغذائي”، ومشيرة إلى أن توفير الماء والغذاء والدواء والوقود من الأولويات العاجلة والبديهية لتخفيف المعاناة الإنسانية.

وأعربت الأمم المتحدة، أمس الإثنين، عن قلقها إزاء الوضع “المرير حقا” في قطاع غزة، مشددة على أن “الكارثة الإنسانية هناك تحدث على مرأى من الجميع”، وعبّر متحدثُها على أن الوضع رهيب حقا في قطاع.

وأوضح متحدث الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر توماسو ديلا لونغا، أن غزة تتعرض لحصار وهجمات المحتل “مكثفة”، وهي بحاجة إلى مساعدات إنسانية مستمرة.

وأفاد لونغا أن حوالي 800 شاحنة عبرت بوابة رفح الحدودية في الأيام 14 الماضية، مؤكدا أن “هذا لا يكفي”، مشيرا إلى أن الوضع في غزة “خطير” بسبب غياب الكهرباء والمعدات الطبية والغذاء والمياه والدواء.

وفي الضفة الغربية، ارتفع عدد الشهداء الفلسطينيين منذ 7 أكتوبر إلى 196 شهيد، بعد أن استشهد أمس الإثنين 8 أشخاص بينهم 7 في مدينة طولكرم ومخيمها شمال الضفة الغربية، بالإضافة إلى 12 مصابا، بينهم 4 في وضع حرج.

وفي نفس السياق، اعتقل جيش الاحتلال “الإسرائيلي” 31 فلسطينيا بالضفة الغربية، مما رفع العدد الكلي لمعتقلي الضفة المحتلة إلى 2570 منذ 7 أكتوبر الماضي، بحسب نادي الأسير.

وتجري الاعتقالات بمداهمة منازل الفلسطينيين في ساعات الليل والفجر، حيث ينقل المعتقلون إلى مراكز توقيف مؤقتة في مستوطنات، قبل إحالتهم إلى مراكز التحقيق الرئيسية أو السجون.​​​​​​​​​​​​​​

ففي الوقت الذي يواصل فيه الاحتلال “الإسرائيلي” حربه المدمرة على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر الماضي، ينفذ حربا موازية في الضفة الغربية المحتلة في محاولة منه لعرقلة فتح جبهة جديدة ضده، حيث عمد على عسكرة الضفة الغربية، وقطع أوصالها بحواجز عسكرية وبوابات، ومهاجمة بؤر المقاومة في جنين وطولكرم.

ويهدف الاحتلال “الإسرائيلي” من خلال التصعيد الكبير في ممارساته القمعية في الضفة، إلى الحيلولة دون منح الفلسطينيين حق المشاركة بالفعاليات الجماهيرية التي تعبر عن رفضهم للحرب على غزة، من خلال إقامة العشرات من الحواجز العسكرية التي تحول دون تمكن وصول المواطنين لنقاط الاحتكاك مع جنود الاحتلال من جانب، ومن جانب آخر أيضا تشكل قطعا أمام قدرات المسلحين في استهداف العديد من المواقع العسكرية “الإسرائيلية” بالضفة.

وكالات

أخبار / مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى