جمعية الإعلام والناشرين ترفض توظيف المؤثرين وصناع المحتوى في سوق الإشهار
عبرت الجمعية الوطنية للإعلام والناشرين عن استغرابها الشديد لمسارات انحراف شركات تحت يافطة العلاقات العامة عن أهدافها وانزياحها عن أسباب وجودها، فاعلا في حقل التسويق والإشهار، كما تمعن في التنكر لشراكتها المبدئية مع وسائل الإعلام باعتبارها الحامل المشروع والوحيد لحملات الترويج ونشرها.
وأكدت الجمعية في بيان لها أنها “رصدت منذ أشهر تحركات غريبة لعدد من شركات الاتصال المؤسساتي والترويج والعلاقات العامة، في سوق الإشهار وتدبير العلاقات مع المؤسسات العمومية والخاصة والمعلنين وقطاع الصحافة والاعلام الوطني سواء كان مكتوبا أوإلكترونيا.”
وقالت إنه “على نحو سيء، انساقت هذه الشركات والوكالات مع موجة المؤثرين وصانعي المحتوى، بخلفية ربحية صرفة، مع أن الكثير منهم (المؤثرون) تحوم حولهم شبهات جمع المتابعات والمشاهدات من مضامين القرصنة أو تقتات من الابتزاز والنصب والاحتيال…”.
ودعت الجمعية الوطنية للإعلام والناشرين إلى مقاطعة جميع أنشطة الشركات والوكالات، التي تتعامل مع المؤثرين وعدم نشر بلاغاتها ومنشوراتها، والتأكيد أن الصحف والمواقع الإلكترونية ليست “صناديق قمامة” لرمي ما فضل من “علاقات” مع المؤثرين.
كما طالبت الجمعية بفتح تحقيق في عمليات تحويل أموال عمومية وخاصة في غير الغرض المخصص لها، سيما فيما يتعلق بتطوير قطاع الإعلام باعتباره خدمة عمومية يجب حمايتها وإعادة النظر في القوانين المنظمة لشركات العلاقات العامة وتحديد مهامها ومجالات وتدخلها ومعاملاتها وشركائها.
وأوردت الجمعية، أن هذا الحلف الجديد بين شركات للعلاقات العامة وموثرين ومؤسسات عمومية وخاصة، تخصص ملايين الدراهم سنويا لحملات الترويج، هو واحد من الانحرافات التي يجب محاربتها والتصدي لها من قبل المهنيين والناشرين ومديري المقاولات الإعلامية الوطنية.
وذكرت الجمعية الوطنية للإعلام والناشرين بالمجهودات الاستثنائية التي يبذلها أرباب المقاولات الإعلامية في الاستثمار، وتوفير مناصب الشغل وتنشيط قطاعات النشر والتوزيع والنقل والقراءة بالمغرب.
وأبدت رفضها القاطع أن تذهب كل هذه المجهودات سدى، وتتم سرقتها من قبل شركات للاتصال المؤسساتي تتواطأ مع مؤثرين “تافهين” لا يدفعون الضرائب ويستفيدون من ميزانيات الإشهار والإعلانات وحملات الترويج المفروض أن تذهب مباشرة إلى القطاع الإعلامي المهيكل والمشغل، وشريك الدولة في تنزيل الإصلاحات الكبرى في شتى الميادين -حسب البيان ذاته-.
واعتبرت الجمعية أن هذا الوضع مختل وشاد ولا يمكن التسامح معه أو القبول باستمراره، وأي تساهل من الناشرين والمهنيين يفسر باعتباره تواطؤا على قتل قطاع الإعلام والنشر.