صحف عالمية: ضغط عالمي يتشكل ضد الاحتلال “الإسرائيلي”

 بدأت مجموعة من الصحف ووسائل الإعلام الدولية في خلق نوع من التوازن في نقل ما يقع من إبادة جماعية في قطاع غزة، وسمحت في نقل ضغط عالمي آخذ في التبلور مع اشتداد المجازر وامتداد المسيرات والوقفات الاحتجاجية، والمقاطعة الاقتصادية للاحتلال “الإسرائيلي” حتى من اليهود أنفسهم.

وقد نشرت وسائل إعلام غربية وعبرية مقالات، ومواقف وتصريحات لساسة ومؤثرين تؤكد على تغير في المواقف نتيجة ضغط عالمي إلى درجة أن صحيفة “معارف” العبرية نشرت مقالا للواء احتياط اسحق بريك بعنوان بـ”توصيات لتنفيس الضغط العالمي” يشير إلى الضغط المتعاضم في العالم ضد الكيان.

ويقول في مقال ترجمته صحيفة “الأيام” الفلسطينية “كلما أطلنا المكوث في مدينة غزة ستكون لنا خسائر أكثر وسيشتد الضغط العالمي علينا، بسبب المشاهد القاسية التي تنشر في العالم على جرحى وقتلى غزيين، ترتفع أعدادهم من هجماتنا في البر والجو والبحر. دول العالم تجعلنا أنذالا”.

خسرت الرأي العام

ويبين رئيس الوزراء “الإسرائيلي” الأسبق “إيهود باراك” تعاضم الضغط الدولي في مقابلة مع صحيفة “بوليتيكو” حيث قال “إن الاحتكاك مع الأمريكيين سيظهر خلال أسابيع قليلة، وإن “إسرائيل” خسرت الرأي العام في أوروبا”، معتبرا أن هذا يدعو للقلق.

وينقل موقع قناة “روسيا اليوم عن صحيفة “بوليتيكو” قول باراك إن “الدول الغربية تشعر بالقلق أيضا بشأن مواطنيها من بين الرهائن الـ242 الذين تحتجزهم حماس في غزة”، وتابع قائلا: “نحن نخسر الرأي العام في أوروبا، وفي غضون أسبوع أو أسبوعين سنبدأ في خسارة الحكومات في أوروبا”.

وسبق لتقرير لشبكة CNN الأمريكية تأكيده أن بايدن، ووزير الدفاع لويد أوستن، ووزير الخارجية أنتوني بلينكن، شددوا على قضية “الضغوط” صراحة في المحادثات الخاصة الأخيرة مع “الإسرائيليين”، وأخبروهم أن تآكل الدعم ستكون له عواقب إستراتيجية وخيمة على عمليات جيش الاحتلال ضد “حماس”.

ويورد موقع “روسيا اليوم” عن الشبكة أن مصدرا كشف أن “هناك اعترافا داخل الإدارة الأمريكية بأن تلك اللحظة قد تأتي بسرعة. ويعتقد بعض المستشارين المقربين من بايدن أنه لم يتبق سوى أسابيع، وليس أشهرا، قبل أن يصبح رفض الضغوط المفروضة على حكومة الولايات المتحدة للدعوة علنا إلى وقف إطلاق النار أمرا غير مقبول”. 

محاولة تشويه التضامن 

ورغم محاولات التشكيك في التضامن العالمي مع الشعب الفلسطيني حينا واتهام المتضامنين بمعاداة السامية والكراهية، برزت مقالات ومواقف ترى أن كل محاولة لتصوير حركة التضامن مع الفلسطينيين على أنها تهديد هي في الحقيقة رفض لمحاولة فهم ما يجري.

وفي هذا الشأن نشرت صحيفة “الغارديان” البريطانية مقالا للصحافية نسرين مالك تقول فيه “إنه بينما تمتلئ الشوارع في لندن وغيرها بأعداد متزايدة من المؤيدين لفلسطين – ومع احتجاج كبير مخطط له في وسط لندن في نهاية هذا الأسبوع- يبتكر الساسة والمعلقون البريطانيون طرقا جديدة لوصف ما يحدث بـ”مسيرات الكراهية”، على حد تعبير وزيرة الداخلية سويلا برفرمان، لتفريغ المظاهرات من أي مظهر للفضيلة”.

وتتساءل الصحافية فلماذا تدفع هذه القضية الكثيرين إلى الخروج إلى الشوارع، في حين أن العديد من المظالم الأخرى حول العالم تقابل بالصمت؟، لتؤكد أن الجواب ليس واضحا تماما، ولكنه ليس شريرا. ذلك أن قضية فلسطين ليست الظلم الوحيد في العالم، لكنها ذات صدى فريد.

إقالة اليمين المتطرف

كل هذا الإدراك لحجم الضغط العالمي المتصاعد ضد الاحتلال وحرب الإبادة التي أدت إلى أكثر من 10 آلاف شهيد وتدمير قطاع غزة جعل أسرة تحرير صحيفة “هاريتس” العبرية تطالب بإقالة اليمين المتطرف في افتتاحية بعنوان “يجب إقالة اليمين المتطرف”.

وتقول أسرة الصحيفة في مقال ترجمته صحيفة “الأيام” الفلسطينية “ما قاله الوزير عميحاي الياهو من “قوة يهودية” في صالح إمكانية إلقاء قنبلة ذرية على قطاع غزة ليس مشكلة إعلام إسرائيلي بل مشكلة الواقع الإسرائيلي. المشكلة ليست قولاً كهذا أو ذاك، بل القوة والشرعية التي توجد اليوم في إسرائيل، وفي الحكومة، لليمين المتطرف اليهودي المسيحاني الكهاني، المؤيد للضم والاحتلال والصلاة في الحرم، والذي يرى في الحرب فرصة ويحتقر الأسرة الدولية، المؤسسات الدولية وقوانين الحرب”.

وتضيف “نتنياهو ليس الحل لأنه المشكلة. يسوغ الكهانية واليمين المتطرف. تحت حكمه تطرفت إسرائيل، ومن كانوا مقصيين بحكم النفور باتوا وزراء كباراً في الحكومة. أفكار وقيم كانت خارج الاجماع، كالترحيل، النكبة والصلاة في الحرم، طبعت تحت قيادته السائبة”.

وحتى يكتمل الضغط العالمي ضد الاحتلال “الإسرائيلي”، يبدو أن قطاع غزة ستفقد الآلاف من الشهداء وعشرات الآلاف من الجرحى مع دمار البنية التحتية وكافة القطاعات الإنتاجية ليرى العالم أن القانون الحاكم للعالم هو قانون الغاب وليس المواثيق الدولية التي تحاكم وتبتز الدول الضعيفة على خرقها.

موقع الإصلاح

أخبار / مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى