المجلس الاقتصادي والاجتماعي: معاناة الأسرة المغربية مستمرة من تداعيات كوفيد والغلاء

سجل التقرير السنوي للمجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي لسنة 2022 استمرار معاناة الأسرة المغربية بسبب تداعيات كوفيد-19‭ ‬بعد‭ ‬مضي‭ ‬أزيد‭ ‬من‭ ‬سنتين‭ ‬على‭ ‬اندلاع‭ ‬الأزمة‭ ‬الصحية‭ ‬الناجمة‭ ‬عن‭ ‬الجائحة.‭ ‬وتفاقمت المعاناة‭ ‬بسبب‭ ‬موجة‭ ‬التضخم‭ ‬وما‭ ‬رافقها‭ ‬من‭ ‬تدهور‭ ‬للقدرة‭ ‬الشرائية‭ ‬للمواطنات‭ ‬والمواطنين‭ ‬وتدني‭ ‬مستواهم‭ ‬المعيشي‭. ‬

وكشف التقرير إلى أنه في‭ ‬ظل‭ ‬هذه‭ ‬الظروف،‭ ‬انتقل‭ ‬نحو‭ ‬3‭.‬2‭ ‬مليون‭ ‬شخص‭ ‬إضافي‭ ‬إلى‭ ‬وضعية‭ ‬الفقر‭ ‬‬‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يقترب‭ ‬من‭ ‬المستويات‭ ‬المسجلة سنة 2014.

‭ ‬واشار التقريرإلى أن‭ ‬السلطات‭ ‬العمومية في ظل هذه الوضعية ضاعفت‭ ‬جهودها‭ ‬خلال‭ ‬سنة‭ ‬2022 ‬لا‭ ‬سيما‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تسريع‭ ‬وتيرة‭ ‬تعميم‭ ‬التأمين‭ ‬الإجباري‭ ‬الأساسي‭ ‬عن‭ ‬المرض‭ (‬AMO‭)‬ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬ورش‭ ‬الإصلاح‭ ‬الشامل‭ ‬لمنظومة‭ ‬الحماية‭ ‬الاجتماعية،‭ ‬واستكمال‭ ‬إصلاح‭ ‬المنظومة‭ ‬الصحية‭ ‬الوطنية‭

وأضاف التقرير أنه جرى‭ ‬اتخاذ‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬التدابير‭ ‬والمبادرات‭ ‬المهمة‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬إصلاح‭ ‬منظومة‭ ‬التربية‭ ‬والتكوين،‭ ‬لاسيما‭ ‬إعطاء‭ ‬الانطلاقة‭ ‬لخارطة‭ ‬طريق‭ ‬لإصلاح‭ ‬منظومة‭ ‬التربية‭ ‬الوطنية‭ ‬2026‭-‬2022،‭ ‬وإعداد‭ ‬المخطط‭ ‬الوطني‭ ‬لتسريــع‭ ‬تـحـول‭ ‬منظومة‭ ‬التعليم‭ ‬العـالـي‭ ‬والبحث‭ ‬العلمي‭ ‬والابتكار‭ ‬في‭ ‬أفق‭ ‬2030‭ (‬PACTE ESRI‭ ‬2030‭).‬

وتناول التقرير أبرز التحديات الكبرى التي واجهتها بلادنا من بينها‭ ‬الجفاف‭ ‬غير‭ ‬المسبوق‭ ‬الذي‭ ‬طبع‭ ‬الموسم‭ ‬الفلاحي‭ ‬والارتفاع‭ ‬القياسي‭ ‬في‭ ‬درجات‭ ‬الحرارة،‭ ‬مع‭ ‬عجز‭ ‬كبير‭ ‬في‭ ‬التساقطات‭ ‬المطرية‭ ‬بلغ‭ ‬27‭ ‬في‭ ‬المائة‭ ‬مقارنة‭ ‬مع‭ ‬2021‭.‬

وبين التقرير أنه‭ ‬السلطات‭ ‬العمومية اتخذت ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬التدابير‭ ‬الهادفة‭ ‬إلى‭ ‬التخفيف‭ ‬من‭ ‬حدة‭ ‬هذه‭ ‬الظواهر‭ ‬المناخية‭ ‬منها،‭ ‬على‭ ‬وجه‭ ‬الخصوص،‭ ‬تعزيز‭ ‬العرض‭ ‬المائي‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تسريع‭ ‬وتيرة‭ ‬إنجاز‭ ‬المشروع‭ ‬المهيكل‭ ‬للربط‭ ‬البيني‭ ‬بين‭ ‬حوضيْ‭ ‬سبو‭ ‬وأبي‭ ‬رقراق‭ ‬وتسريع‭ ‬وتيرة‭ ‬إنجاز‭ ‬محطات‭ ‬تحلية‭ ‬مياه‭ ‬البحر‭.‬

وأبرز التقرير نسبة‭ ‬التأطير‭ ‬الطبي‭ ‬وشبه‭ ‬الطبي‭ ‬في‭ ‬المغرب ‬بلغت‭ ‬‭ ‬سنة‭ ‬2022‭ ‬حوالي‭ ‬1‭.‬7‭ ‬مهني‭ ‬صحة‭ ‬لكل‭ ‬1000‭ ‬نسمة‭. ‬ وفي‭ ‬ضوء‭ ‬توقعات‭ ‬النمو‭ ‬الديمغرافي‭ ‬بالمملكة،‭ ‬فمن‭ ‬المتوقع‭ ‬أن‭ ‬يتفاقم‭ ‬الخصاص‭ ‬في‭ ‬أعداد‭ ‬مهنيي‭ ‬الصحة‭ ‬في‭ ‬غضون‭ ‬السنوات‭ ‬المقبلة.‭

وخلص المجلس في تقريره إلى أن ‬هدف‭ ‬تحقيق‭ ‬نسبة‭ ‬التغطية‭ ‬التي‭ ‬توصي‭ ‬بها‭ ‬منظمة‭ ‬الصحة‭ ‬العالمية‭ ‬4.45‭ ‬مهني‭ ‬صحة‭ ‬لكل‭ ‬1000‭ ‬نسمة‭، ‬صار‭ ‬أكثر‭ ‬صعوبة‭ ‬بالنظر‭ ‬للعجز‭ ‬المسجل‭ ‬سواء‭ ‬في‭ ‬تكوين‭ ‬المهنيين‭ ‬أو‭ ‬القدرة‭ ‬على‭ ‬الاحتفاظ‭ ‬بهم‭ ‬داخل‭ ‬المنظومة‭ ‬الصحية‭ ‬العمومية‭

وحسب‭ ‬معطيات‭ ‬حديثة،‭ ‬فإن‭ ‬المغرب‭ ‬يفقد‭ ‬سنويا‭ ‬ما‭ ‬بين‭ ‬600‭ ‬و700‭ ‬طبيب(ة)‬،‭ ‬أي‭ ‬ما‭ ‬يعادل‭ ‬30‭ ‬في‭ ‬المائة‭ ‬من‭ ‬الأطباء‭ ‬المكونين‭ ‬حاليا‭. ‬وتهم‭ ‬هذه‭ ‬الهجرة‭ ‬جميع‭ ‬الفئات،‭ ‬لا‭ ‬سيما‭ ‬الأطباء‭ ‬المتخصصين‭ ‬والأساتذة‭ ‬وحتى‭ ‬طلبة‭ ‬الطب‭.‬

وسعت ‬السلطات‭ ‬العمومية‭ ‬المختصة‭ ‬في هذا الإطار حسب ما سجله التقرير على‭ ‬تقليص‭ ‬مدة‭ ‬التكوين‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬الطب‭ ‬من‭ ‬7‭ ‬إلى‭ ‬6‭ ‬سنوات‭. ‬غير‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬الإجراء‭ ‬يظل‭ ‬غير‭ ‬كاف‭ ‬بالنظر‭ ‬إلى‭ ‬حجم‭ ‬الخصاص‭ ‬المسجل‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬المجال‭.‬

وأوصى المجلس‭ ‬ضرورة ‬مباشرة‭ ‬تفكير‭ ‬معمق‭ ‬لإعادة‭ ‬النظر‭ ‬في‭ ‬حكامة‭ ‬قطاع‭ ‬الصحة‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬تجاوز‭ ‬الاختلالات‭ ‬البنيوية‭ ‬التي‭ ‬تعتريه‭. ‬ واقترح‭ ‬المجلس‭ ‬جملة‭ ‬من‭ ‬التدابير‭ ‬الاستباقية‭ ‬والمبتكرة‭ ‬الملائمة‭ ‬للسياق‭ ‬المغربي،‭ ‬غايتها‭ ‬معالجة‭ ‬تلك‭ ‬الاختلالات‭ ‬وتيسير‭ ‬تثمين‭ ‬كفاءات‭ ‬مهنيي‭ ‬القطاع‭ ‬والاحتفاظ‭ ‬بهم‭ ‬داخل‭ ‬المنظومة‭ ‬الوطنية‭ ‬للصحة.

موقع الإصلاح

أخبار / مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى