القيمون الدينيون.. رمزية مجتمعية ومطالب للتطوير وجهود لتحسين الأوضاع

دعا مجموعة من البرلمانيين بمجلس النواب إلى تحسين الأوضاع الاجتماعية للقيمين الدينيين عبر تراب المملكة، موضحين أن القيمين الدينيين يضطلعون بأدوار دينية ومجتمعية وروحية هامة، مؤكدين أن ذلك يقتضي دعهم والنهوض والارتقاء بأحوالهم المادية وأوضاعهم الاجتماعية والصحية والمهنية لضمان تنفيذ مهامهم في أحسن الظروف.

ويمارس القيمون الدينيون مهامهم الدينية على امتداد أزيد من 51 ألف مسجدا موزعة على الصعيد الوطني منها 72 بالمائة في العالم القروي. وحصل مستجد في 2019 للقيمين الدينيين ويتعلق 2019 بتبسيط مسطرة تكليفهم والتعاقد معهم من أجل تحسين وضعيتهم المادية، دون إغفال للجوانب المتعلقة بالرفع من مستواهم العلمي وتتبع أدائهم.

رمزية مجتمعية

ووجه برلمانيون أزيد من 10 أسئلة كتابية إلى وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، ملتمسين منها بيان الإجراءات المتخذة، أو التي ستُتخذها الوزارة، من أجل تطوير والنهوض بالأوضاع المادية والاجتماعية والمهنية لكافة القيمين الدينيين بالمملكة، موضحين أن الأئمة والقيمين الدينيين يحظون بمكانة رمزية واعتبارية داخل المجتمع المغربي.

وساءل برلمانيون الوزارة حول الأسباب الكامنة وراء عدم تمكين القيمين الدينيين من بعض المنح، موضحين أن عددا منهم ومن ذويهم يستفيدون من الإعانات والمساعدات، سواء في المناسبات الدينية أو الاجتماعية، بما فيها استفادة أبنائهم المتمدرسين الذين لا يتجاوز عمرهم 25 سنة من منحة مالية تشجيعية لمواصلة الدراسة.

وأجاب وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية عن جل تلك الأسئلة، موضحا أن وزارته أولت عناية خاصة لتحسين الأوضاع المادية والاجتماعية والصحية لهذه الشريحة حيث ارتفع الغلاف المالي السنوي المخصص لمكافآتهم من 60.000.000.00 درهم إلى 1,610.000.000.00 درهم بين 2004 و2021 أي بزيادة نسبة 2045 بالمائة.

تعميم المكافآت

وقال الوزير إن ارتفاع الغلاف المالي “مكن من الرفع من هذه المكافآت وتعميمها على جميع القيمين بمن فيهم العاملون بالمساجد التي ينفق عليها المحسنون، حيث أصبحت المكافأة الشهرية التي يتقاضها الأئمة تتراوح ما بين 2.300 درهم و3700 درهم شهريا.. وما بين 500 درهم و1000 درهم شهريا بالنسبة للمؤذنين“.

وأضاف المسؤول الحكومي “يستفيد جميع القيمين الدينيين وذويهم (أئمة وخطباء ومؤذنون ومتفقدو المساجد) من التغطية الصحية، وتتحمل الوزارة غلافه المالي الذي يقدر بـ229.008.850 درهما، ومن الخدمات التي تقدمها مؤسسة محمد السادس للنهوض بالأعمال الاجتماعية للقيمين الدينيين”.

وأوضح التوفيق أن جميع القيمين الدينيين السابق ذكرهم يستفيدون من تغطية صحية أساسية وتكميلية، كاشفا عن بلوغ عددهم 267.122 مستفيدا، ينقسمون إلى المستفيدين الرئيسيين وعددهم 75.760 مستفيدا، والزوجات وعددهن 65.819 مستفيدة، والأبناء وعددهم 125.543 مستفيدا.

عجز بالتكاليف

وفي ما يتعلق بمآل منح أبناء القيمين الدينيين، أكد الوزير أنه نظرا للعجز الذي تعرفه مؤسسة محمد السادس للنهوض بالأعمال الاجتماعية للقيمين الدينيين على مستوى الميزانية فإنها تضطر إلى تعليق صرف هذه المنح وترحيل التكاليف من سنة إلى أخرى، كما هو الشأن بالنسبة للموسمين الدراسيين 2020/2019 و2021/2020، اللذين تم ترحيل تكاليفهما إلى الميزانيات الموالية 2023 و2024. 

وأشار الوزير إلى أن المؤسسة كانت قد شرعت في تقديم هذه الخدمة منذ الموسم الدراسي 2014-2015 دون توقف بحيث استفاد منها ما يناهز 52357 متمدرسا من كل طور دراسي بين 2014 و2019 بمبلغ إجمالي بلغ 58.505.600 مليون درهم، موضحا في ما يخص منحة التفوق أن المؤسسة عملت منذ انطلاق عملها سنة 2011، على صرفها لفائدة 11 فوجا من أبناء المنخرطين المتفوقين الذين يتابعون دراسات عليا بغلاف مالي قدره 5 ملايين درهم. 

وخصصت وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية أزيد من مليار درهم للتأطير الديني في المساجد برسم قانون المالية لسنة 2023. وسجل تقرير لجنة الخارجية والدفاع والشؤون الإسلامية عن تخصيص أزيد من 4 مليار لميزنية تسيير الوزارة ومليار دهم للاستثمار.

موقع الإصلاح

أخبار / مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى