التعليم العتيق.. مشاركون في مؤتمر دولي بالرباط يدعون إلى إعادة الاعتبار للعربية وإصلاح شعب الدراسات الإسلامية

دعا المشاركون في المؤتمر الدولي حول “المدارس الدينية التقليدية بالمغرب العربي وإكراهات التحول العولمي”، اليوم الخميس بالرباط، إلى إعداد خطة استراتيجية مندمجة تمكن التعليم التقليدي من مواكبة التحولات المعرفية والمهارية التي يتطلبها تطور المعارف والكفايات المنافسة.

وأوصى البيان الختامي للمؤتمر، الذي نظمته على مدى يومين مؤسسة دار الحديث الحسنية بشراكة مع معهد الدراسات الإبستمولوجية-أوروبا، ب”إعداد خطة استراتيجية مندمجة تمكن التعليم التقليدي من مواكبة التحولات المعرفية والمهارية التي يتطلبها تطور المعارف والكفايات المنافسة، وتؤهله للاندماج في الدورة الإنتاجية، وتقدره على مواجهة التحديات الكبرى التي تهدده”.

ودعا إلى إسناد مهمة الإشراف على مؤسسات التعليم العتيق إلى من خبر هذا التعليم ومارسه، وإعادة الاعتبار إلى اللغة العربية باعتبارها وسيلة للتنظير وتجديد النظر في طرق تدريسها.

وفي السياق نفسه، أوصى المشاركون في المؤتمر بتحقيق التوازن بين المضامين العلمية والوعاء الزمني المخصص لها، وإعادة هيكلة المواد والمقررات، مطالبين بمد الجسور بين التعليم العتيق والعصري بما يحقق التكامل بين الأنماط التعليمية المختلفة واستفادة بعضها من بعض.

كما دعوا إلى العمل على إصلاح شعب الدراسات الإسلامية التي تشكل امتدادا للمدارس العتيقة، مؤكدين على الحاجة إلى إدماج خريجي التعليم العتيق في سوق الشغل وتأهيلهم لذلك.

من جهة أخرى، أوصى المشاركون في المؤتمر بالمزيد من العناية بالقيمين على التعليم العتيق وتحسين أوضاعهم وتطوير وسائل عملهم، بما يحقق مقاصد هذا التعليم العلمية والتربوية والاجتماعية.

وأكدوا أن التعليم الديني العتيق لا بد أن يأخذ مكانه ضمن المنظومة التربوية والتعليمية بمختلف البلدان المغاربية. كما يتعين الاستفادة المزدوجة من التاريخ الطويل لهذا التعليم بما حقق من مكتسبات منهجية وتربوية، ومما تتيحه المناهج الحديثة.

وأضافوا أن أهم جوانب الإصلاح المقترحة لواقع التعليم الديني في بلاد المغرب العربي هو إصلاح المدخلات التي تعني المستهدف بهذا النوع من التعليم، وذلك من خلال تعزيز ثقته وثقة المجتمع في المدرسة الدينية، وتقوية نظام التوجيه الخاص بالطلاب وتصحيح الصور النمطية المقترنة به.

ومن المداخل الضرورية للإصلاح، يؤكد البيان الختامي، جعل القيم الدينية والحضارية الإسلامية لحمة للمناهج عبر مختلف مراحلها، بدءا بالأهداف المرسومة للمواد، ومرورا بالمضامين والمقررات، إلى الوسائل والطرق التعليمية، وانتهاء بحضور القيم والمعايير والتقييم.

وتم خلال الجلسة الختامية لهذا اللقاء الدولي توزيع شهادات على الأساتذة المشاركين وتنظيم حفل تكريمي لفائدة شيوخ التعليم العتيق.

وبحثت جلسات المؤتمر الذي عرف مشاركة متدخلين من المغرب وتونس وموريتانيا والجزائر، عدة مواضيع من قبيل “التعليم الديني التقليدي النشأة والتطور”، و”طرائق التدريس في التعليم العتيق”، و”التعليم الديني بين الخصوصية والتحديث”، و”مظاهر الإبداع والتجديد”.

أخبار / مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى