اليونسكو: نقص الاستثمار في مجالي الصحة والتغذية يعوق التحصيل التعليمي

أفاد تقرير جديد نشرته اليونسكو واليونيسف وبرنامج الأغذية العالمي أمس الأربعاء 8 فبراير 2023 أن للاستثمار في الصحة والتغذية المدرسية أثرا إيجابيا هاما على التحصيل الأكاديمي للأطفال، لكن ثلث مدارس العالم ما تزال تفتقر إلى مياه الشرب والمرافق الصحية الأساسية.

ويؤكد التقرير المعنون “قادرون على التعلم والازدهار: الصحة والتغذية المدرسيتان في العالم” أن توفير الصحة والتغذية المدرسيتين، يحفز الطلاب على ارتياد المدارس والمواظبة على ذلك، إذ تساهم الوجبات المدرسية وحدها في زيادة معدّلات التسجيل بالمدارس والانتظام فيها بنسبة 9٪ و8٪ على التوالي.

ويشر التقريرإلى أن للمغذيات الدقيقة التكميلية وعلاجات إزالة الديدان الطفيليـة، يمكن أن تساهم في انتظام الطلاب في المدارس لمدة عامين ونصف إضافيين في الأماكن التي تتفشى فيها العدوى بالديدان الطفيلية والإصابة بفقر الدم.

ويتناول التقرير مسائل أخرى مثل تعزيز رعاية صحة عيون الأطفال والنهوض بصحتهم النفسيّة والارتقاء برفاههم ودرء العنف المدرسي. ويشدد على الأثر الإيجابي لهذه الخطوات لا يقتصر على تحسين الحياة اليومية للأطفال والظروف التي يدرسون فيها، فهي تمثل أيضا عائدا كبيرا على الاستثمار للبلدان، إذ تأتي برامج التغذية المدرسية على سبيل المثال بعائد استثماري قدره 9 دولارات لكل دولار واحد، ويمكن للبرامج المدرسية المعنية بالصحة النفسية أن توفر عائدا استثماريا تصل قيمته إلى 21.5 دولار مقابل كل دولار واحد.

ويفيد التقرير أن تسعة من بين كل عشرة بلدان في العالم تستثمر في برامج الصحة والتغذية المدرسية، إلا أن الاستثمارات تتباين من منطقة إلى أخرى، وهي في أغلب الأحيان غير كافية مقارنة مع الاحتياجات، الأمر الذي يقتضي من الحكومات الوطنية إبداء التزام أقوى ومن المجتمع الدولي تقديم دعم أكبر.

ولا تتجاوز قيمة الاستثمار السنوي المخصص لتلبية الاحتياجات الصحية للأطفال والمراهقين في سن المدرسة 2 مليار دولار أمريكي، في حين ينفق زهاء 210 مليارات دولار أمريكي سنويا على تعليم هذه الفئة العمرية في بلدان العالم المنخفضة الدخل والشريحة الدنيا من البلدان ذات الدخل المتوسط.

وتبين اليونسكو في تقريرها أن مدرسة من بين كل ثلاث مدارس اليوم (أي 31٪) تفتقر إلى المياه الصالحة للشرب والمرافق الصحية الأساسية، أي أن ما يقدر بـ 584 مليون طفل يحصلون على قدر محدود أو لا يحصلون على الخدمات الأساسية من مياه الشرب في المدارس.

ويعيش اثنان من بين كل خمسة أطفال منهم في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى. وفيما  توفر جل بلدان العالم تقريبا وجبات مدرسية، لا يزال ما يقرب من 73 مليون طفل من أشد الفئات ضعفا غير منتفعين ببرامج التغذية المدرسية على أرض الواقع.

وتدعو اليونسكو واليونيسف وبرنامج الأغذية العالمي المجتمع الدولي والبلدان والشركاء إلى تكثيف العمل على حماية وتعزيز الصحة الجسدية والنفسية لجميع المتعلمين، فضلا عن تغذيتهم ورفاههم وتطوير قدراتهم. 

موقع الإصلاح

أخبار / مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى