دراسة: رياضة الجري تحمي من الإصابة من فقدان الذاكرة عند التقدم في السن
أظهرت دراسة حديثة أن التمارين الرياضية المنتظمة يمكن أن تحمي من فقدان الذاكرة والتدهور المعرفي، ورياضة الجري بشكل خاص لها تأثير كبير على الدماغ عند التقدم في السن.
لا يوجد خلاف على أهمية ممارسة الرياضة على صحة الإنسان ووقايته من مجموعة من الأمراض كالسكري من الدرجة الثالثة وأمراض القلب والشرايين وغيرها من أمراض العصر، لكن للرياضة أيضا فوائد نفسية، فهي تمنحنا شعورا بالسعادة الروحية.
ومع التقدم في العمر يعاني الكثير من الناس من التدهور المعرفي، حيث تتعرض في البداية هياكل الدماغ المسؤولة عن التعلم والذاكرة للتدمير. وتوجد هذه الهياكل في ما يسمى منطقة الحصين بالدماغ، وهكذا أظهرت دراسة جديدة أجرتها “جامعة فلوريدا أتلانتيك” الأمريكية (FAU) بالتعاون مع معهد الأبحاث المكسيكي “سينفيستاف” أن التمارين الرياضية المنتظمة يمكن أن تحمي من فقدان الذاكرة والتدهور المعرفي وخاصة الجري يصنع العجائب للدماغ في منتصف العمر.
وفحصت الدراسة الأمريكية المكسيكية أدمغة الفئران خلال الجري، حيث لاحظ الباحثون كيف يؤثر الجري على الشبكة العصبية في الحُصين على وجه الخصوص. وإذا كان يعتقد أن الخلايا التي تتشكل في مرحلة البلوغ تساهم في الحفاظ على وظيفة الذاكرة. فإنه لم يكن واضحا في السابق ما إذا كان يمكن الحفاظ على الشبكات العصبية التي تشكلت في بداية مرحلة البلوغ من خلال النشاط البدني في منتصف العمر.
ولمعرفة ذلك استخدم العلماء مؤشرا جديدا يعتمد على فيروس داء الكلب. وبهذه الطريقة يمكن تصنيف الخلايا العصبية الجديدة في القوارض البالغة وملاحظة تغيراتها بمرور الوقت.
وبعد حوالي ستة أشهر من تصنيف الخلايا العصبية حلل الباحثون كيفية اندماجها في الشبكة العصبية. وقد تبين أن تلك الخلايا العصبية التي تكونت في مرحلة البلوغ المبكر للفئران تشارك على المدى الطويل في الحُصين، حيث تساهم في الحفاظ على الذاكرة في سن الشيخوخة.
وأظهرت الدراسة أيضا أن الجري يعزز نقل المعلومات المتعلقة بالملاحة في الدماغ، مما يعزز قبل كل شيء وظيفة الذاكرة المكانية، ويمكن أن يحمي أيضا من الخرف ومرض الزهايمر، الذي غالبا ما يظهر من خلال فقدان التوجيه.