بمناسبة اليوم العالمي للطفل.. 3 أسئلة لرئيس جمعية الرسالة للتربية والتخييم؛ ذ. مصطفى فلولي

بمناسبة اليوم العالمي للطفولة الذي يخلده المغرب والعالم في 20 نونبر من كل سنة، طرح موقع “الإصلاح” ثلاثة أسئلة على الأستاذ مصطفى فلولي؛ رئيس جمعية الرسالة للتربية والتخييم.

وتناول فلولي أهمية التربية في مجال الطفولة ودور جمعية الرسالة في ذلك وتشخيصه لوضعية الطفولة بالمغرب خاصة في ظل جائحة كورونا.

كما وجه رئيس جمعية الرسالة للتربية والتخييم رسائل إلى الطفل المغربي والأسرة ومختلف الفاعلين المجتمعيين. وإليكم نص الحوار كاملا:

أجرى الحوار: ي.ف./الإصلاح

بداية ماذا تشكل لكم محطة اليوم العالمي للطفولة التي يحتفي بها المغرب ودول العالم؟

يعتبر اليوم العالمي للطفولة 20نونبر محطة للتأمل ولمساءلة واقع الطفولة سواء في بعده العالمي أو بعده الوطني . وجمعية الرسالة للتربية والتخييم باعتبارها فاعلا مدنيا في مجال الطفولة تولي قضايا الطفولة ومسألة التربية اهمية كبرى ,وذلك لان الطفل هو زهرة الحاضر وثمرة المستقبل,  وهو بذرة كل خير وهو المعول علية لقيادة التغيير نحو الافضل  ,ولتحقيق التقدم الذي نرنو إليه في المستقبل.

ولكل ذلك فإن جمعية الرسالة للتربية والتخييم ,جعلت من مسألة التربية غاية كبرى جسدتها في شعارها الخالد:

أمر التربية هو كل شيء وعليه يبنى كل شيء.

ما هو تشخيصكم لوضعية الطفولة حاليا خاصة في ظل انتشار جائحة “كورونا”؟

ورغم المجهوذات التي تبذل وبذلت لصالح الطفولة المغربية والمتمثلة في:

  • تعزيز حماية الفتيات أقل من 18 سنة ضد العنف والاستغلال الجنسي والإكراه على الزواج.
  • تعزيز حماية الأطفال ضد جريمة الاتجار بالبشر ، والاستغلال في العمل المنزلي، ومخاطر الإعلام.
  • تحسين التكفل بالأطفال داخل مؤسسات الرعاية الاجتماعية.
  • تعزيز حق الأطفال في وضعية إعاقة في التمدرس.
  • وضع آلية وطنية للطعن في انتهاكات حقوق الطفل.
  • إحداث البوابة المعلوماتية ” مرصد” الخاصة بالتبليغ وتتبع جميع حالات العنف بالوسط المدرسي.
  • ارتفع عدد الأطفال المتمدرسين بجميع الأسلاك من 5.837.520 إلى 6.033.986 بزيادة تقدر ب 3.25 %، مع تحقيق تطور في نسبة تمدرس الإناث بزيادة تقدر ب 4.35%، وذلك خلال الفترة ما بين الموسم الدراسي 2016-2017 والموسم الدراسي 2017-2018.
  • ارتفاع عدد الأطفال المستفيدين من نظام المساعدة الطبية “راميد” من 3،9 مليون طفل سنة 2016 إلى 4،9 مليون طفل سنة 2018.
  • كذلك إلى غاية أواخر سنة 2018، استفاد أكثر من 156,000 يتيم ويتيمة من الدعم المباشر
  • انتقل عدد التلاميذ المستفيدين برنامج الدعم المباشر تيسير من 734.000 تلميذ خلال الموسم 2016-2017 إلى 2.087.000 تلميذ خلال الموسم 2018-2019. 

لكن رغم هذه المجهودات لا زالت الطفولة المغربية تئن تحت وطأة الكثير من الإكراهات ,والتي نذكر منها على سبيل المثال لا الحصر:

ضعف الولوج إلى التعليم الأولي:

حيث أن نصف اطفال المغرب الذين تتراوح أعمارهم بين ثلاث وخمس سنوات, لم يترددوا على أي مؤسسة للتعليم الاولي ,مما يؤدي إلى عدم تكافؤ فرص النجاح الدراسي ,وإلى ارتفاع نسبة الهدر المدرسي.

تشــــــــــــغيـــــــــــــــــل الاطفــــــــــــــــــــــــــــال:

حيث أن عدد الاطفال المشغلين والذين تقل أعمارهم 15 سنة, يفوق 41200 طفل حسب احصاء وزارة الشغل و الادماج المهني 2018

تسليع الاطفــــــــــــــــــــــــــــال:

عن طريق الاتجار بهم في وسائل الإعلام سواء في بعض الأفلام السينمائية حيث يقدمون مشاهد إباحية ويتلفظون بألفاظ سوقية خادشة للحياء في انتهاك تام لبراءتهم أو مرحلتهم النمائية.

ونفس الأمر في بعض البرامج التنشيطية و التي تبث على القنوات الرسمية حيث لا تراعي لا مرحلتهم العمرية ولا مداركهم العقلية .

العنــــــــــــــــــف الجنســــــــــــــــــــــــــي:

الإعتداءات الجنسية الممارسة على الإناث والذكور على السواء والتي تكون مقرونة في كثير من الحالات بجرائم القتل

منظـــــــــــــــــــــومة تعليـــــــــــــــــمية تــــــــــــــــعاني:

حيث أن:

  • المنظومة التعليمية تنتج كل عشر سنوات ما يعادل ساكنة الدار البيضاء من الاميين وشبه الأميين.
  • مغادرة 431 ألف و876 تلميذا(ة) من سلكي الابتدائي الثانوي الاعدادي لفصول الدراسة قبل حصولهم على الشهادة وفق مؤشر ما بين 2014 و 2018 منهم ما يفوق 126 ألفا بالتعليم الابتدائي.

أطــــــــــــــــــــفال بلا مـــــــــــــأوى:

الأطـــــــــــــــــــــفال المتخـــــــــــــــلى عنهم :

الأطفــــــــــــــــــــــــــــــال مجــــــــــــــــــهولي النسب :

نقص حاد في فضاءات اللعب والترفيه والتخييم :

حيث اكتسح العمران والعقار جل الفضاءات الخضراء التي كانت تشكل متنفسا للأطفال وأسرهم ,فعوضت الجدران الإسمنتية الحدائق والغابات ,كما تم القضاء على العديد من المخيمات التي تشكل مشتلا للتربية على القيم وتربي الطفل على قيم المواطنة ,ومن امثلة ذلك: مخيم المهدية والهرهورة-تغزوت.

بالإضافة إلى ضعف البنية التحتية و انعدام تجهيزات ووسائل التشيط و ضعف وبطء وثيرة الإصلاحات.

تنضاف إلى هذه المشاكل  اخرى مرتبطة بجائحة كورونا و التي خلفت:

  • الضغط النفسي الكبير بفعل الحجر الصحي وإغلاق المدارس واغلاق دور الشباب و اندية الرياضة والترفيه وإلغاء المخيمات.
  • ضعف التحصيل الدراسي بفعل اعتماد نمط التدريس المعتمد على التناوب بين التعليم الحضور و التعلم الذاتي مما يجعل التلميذ يدرس ثلاثة ايام في الأسبوع عوض ستة ايام في غياب رؤية بيداغوجية واضحة لكيفية تنزيل محتويات أسبوع دراسي في ثلاث أيام فقط مما ينعكس سلبا على تحصيل التلاميذ.
  • التراخي في تطبيق البروثوكول الصحي المعتمد وعدم توفر الموارد اللازمة لتنزيل هذا البروتوكول في العديد من المؤسسات خاصة في العالم القروي.

ما هي الرسالة التي تودون توجيهها لأطفال المغرب وأسرهم وكافة الفاعلين بهذه المناسبة وفي ظل هذه الجائحة؟

بمناسبة اليوم العالمي للطفولة نتمنى للطفولة المغربية طفولة آمنة من كل الأخطار ومليئة بالنجاحات والمسرات ورسالتنا إليها:

  • أن تحرص على كافة التدابير الوقائية وخاصة التباعد الاجتماعي والحرص المستمر على النظافة و ارتداء الكمامات.
  • الحرص على التعلم الذاتي داخل المنازل لسد النقص الحاصل في الدراسة داخل الفصول.
  • عدم التراخي في تطبيق التدابير الوقائية لأن المعركة مع كوفيد 19 هي معركة الصمود و الاستمرارية.
  • الالتزام بالقيم النبيلة و على رأسها حب الوطن وحب العلم والتعلم و الاجتهاد المستمر لأن نهضة الأمم و الأفراد لا سبيل لها سوى العلم.

أما الأسر المغربية:

  • ينبغي أن تكون الملاذ الآمن لأبنائها من كافة المخاطر حماية لفلذات أكبادها وحرصا على مستقبل هذا الوطن.
  • بذل كل الجهود في حماية حياة أطفالها وصحتهم والعمل على تثبيت هويتهم الشخصية وثقافتهم الوطنية وعقيدتهم الدينية والحفاظ عليها، والتربية على السلوك القويم وقيم النبل المؤدية إلى الصدق في القول والعمل، واجتناب العنف المفضي إلى الإضرار الجسدي والمعنوي، والحرص على الوقاية من كل استغلال يضر بمصالح الطفل، إضافة إلى حقهم في التعليم والتكوين الذي يؤهلهم للحياة العملية وللعضوية النافعة في المجتمع.
  • حرص الأسر على أن يهيئوا لأولادهم قدر المستطاع الظروف الملائمة لمتابعة دراستهم حسب استعدادهم الفكري والبدني وصقل مواهبهم الابداعية من أجل بناء شخصية متوازنة ومتزنة فكريا وجسميا ونفسيا وفق مقومات هويتنا الحضارية المغربية الإسلامية.
  • تقوية التلاحم الأسري وجعل الأسرة هي الملاذ الآمن، وفتح قنوات الحوار الدائم مع الاطفال للتعرف على مشاكلهم وأنشطتهم.
  • تدريبهم وتحسيسهم بالوسائل القمينة بإبعاد شبح الجائحة عنهم.

كما أن مختلف الفاعلين المجتمعيين مطالبين ب:

  • تعزيز حقوق الطفل بشكل شمولي والمتمثلة في الحق في الحياة والحق في النمو والحق في الحماية والحق في المشاركة، من خلال برامج وأنشطة الجمعيات والمنظمات ودعمها من طرف الحكومة والمجالس الترابية.
  • المشاركة الفاعلة في المبادرات الترافعية في مجال الطفولة والسياسات العمومية المرتبطة به.
  • تكثيف الجهود وتوحيدها واستثمارها في تنظيم حملات تحسيسية مستمرة للوقاية من جائحة كوفيد 19.
  • إشاعة النفس الإيجابي في التعامل مع الجائحة  ومواجهة كل الأفكار و الآراء التي تعمل على تبخيس خطورة الوباء أو تنفيه بالمرة.

أخبار / مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى